Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the all-in-one-wp-security-and-firewall domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/aslim/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114

Notice: _load_textdomain_just_in_time تمّ استدعائه بشكل غير صحيح. Translation loading for the amnews domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. من فضلك اطلع على تنقيح الأخطاء في ووردبريس لمزيد من المعلومات. (هذه الرسالة تمّت إضافتها في النسخة 6.7.0.) in /home/aslim/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
أشباه قصص – لصُّ النسـاء 1. سارق نادلة المقهى – محمد أسليـم

أشباه قصص – لصُّ النسـاء 1. سارق نادلة المقهى

1643 مشاهدة
أشباه قصص – لصُّ النسـاء 1. سارق نادلة المقهى

عدت من مقهاي الشعبي قبل قليل. وقعت فيه اليوم حادثة «طريفة»: جلسَ شابٌّ في حوالي الثلاثينات من عمره في إحدى الموائد، مرتديا ملابس أنيقة جدا، بل بالغ في الأناقة، ما لا يمكن تفسيره عموما سوى بأنَّه ربما جاء إلى المقهى لغاية في نفسِ يعقوبِه. من يدري؟ فقد يكون خليلا لإحدى النادلات بالفعل، أو قد يكون نصبَ فخّ أناقته لاصطياد إحدى النادلات… فكم واحدة منهن بدأت مشوارها هنا، ثم انتهت ربة بيت عند أحد الزبائن، بعد أن تزوجته على سنة الله ورسوله. وكم أخرى، لا يعدو العمل في المقهى عندها مجرد واجهة زجاجية vitrine، تختفي من ورائها لممارسة عمل آخر دخله مضمون وأكبر وأسرع: تنتقي «أفضل الزبائن» من رواد المقهى، فلا تكون خدمتهم في هذا الفضاء العمومي سوى مقدمة لأداء خدمات أخرى أكبر وأعظم لا يتسع لها فضاء المقهى الضيق، بخلاف غرفة النوم … وبما أن «الغرام ابن حرام»، كما يقولون، إذ يعبث بقلوب الرجال أكثر مما يستنزف قلوب النساء، فنادرٌ هو صنف تلك المرأة الشمالية – إن لم يكن منعدما في أيامنا هذه على الأقل:
أغرمت امرأة شمالية في نادل مقهى إلى أن كادت أن تموت فيه، فصارت تستعجلُ إنهاء إلقاء الدروس في الثانوية لكي تلتحق بحبيبها في المقهى، فما إن يقرع جرس الخروج حتى تهرول إلى المقهى، وتدخل غرفة غسيل الأواني، وتلقي بحقيبتها المدرسية جانبا، ثم تخلع بذلتها الأنيقة، وترتدي بذلة عاملة المقهى المكلفة بالغسيل، بعد أن تصرفها، فتواصل العمل نيابة عنها مجانا، مقابل أن تنعم بالقرب من الذي تعلقت نفسُها به، غير آبهة من تغامز رواد المقهى عليها بالنظرات غير البريئة وبالهمزات واللمزات التي يتقاذفونها منذ دخولها إلى المقهى حتى خروجها منه. تعمل بمذهب «لاعين رأت ولا أذن سمعت»، وتخرج من الباب الواسع…
انتظر الزبون أن تأتي إحدى النادلات لخدمته، لكن ولا واحدة منهن جاءت. ربما لأن الزبائن اليوم كثرٌ، كأنَّ التلفزة ستنقل واحدة من أمهات مقابلات كرة القدم… تظاهر الزبونُ بالرغبة في مغادرة المقهى احتجاجا على بطء الخدمة، همَّ بالوقوف، وها هي إحدى النادلات تحضر بسرعة البرق. فهنَّ مع انشغالهنَّ بالعمل يراقبنَ مراقبة شديدة موائد المقهى، لاستخلاص مقابل ما يستهلكه الزبائن بالخصوص، والويلُ كله لمن تهاونت في المراقبة! إن يغادر أحدهم المقهى بدون أداء، فسوف تؤدي هي مقابل ما سرقه هذا «اللص» أو ذاك. ففي ساعة الحساب، قبيل إغلاق المقهى، إذا تبين وجود فرق بين ما استخلصته من الزبائن هذه النادلة أو تلك ومجموع الفواتير المسجلة عليها، فمن جيبها يخرج الفارق…
ما إن مرت لحظات حتى كان صاحبنا يحتسي فنجان قهوة ويدخن سيجارة، ويرشف من حين لآخر جرعة من فنجان الماء، ما جعله يبدو كسائر زبائن المقهى، لا يصدر منه ما يستدعي مجرد انتباه، فأحرى أن يثير أدنى شبهة أو شك. لم يهتم به أحدٌ…
ولكنه عندما شرب حوالي ثلثي الكأس وقف، وبخطو بطيء وواثق غادر المقهى تاركا فوق مائدته علبة السجائر دليلا على أنَّه لن يغيب سوى بضع دقائق، ثم يعود. وهذا معمول به في المقاهي؛ فقد يجلسُ المرءُ، ثم يفطن إلى أنَّه نسي شراء صحيفة أو علبة سجائر، وقد تأتيه مكالمة هاتفية حميمية، تتطلب الابتعاد عن آذان الفضوليين، فيضطر للاختفاء عن المقهى بضع لحظات، ثم يعود، وذلك طبعا بعد أن يكون قد ترك فوق مائدته دليلا أو أكثر على عودته الأكيدة، فيقضي أغراضه، ثم يرجع بالفعل… ولكن صاحبنا الأنيق لم يعد. جاءت النادلة غير ما مرة سائلة:
– ألم يعد بعد؟!
كان جواب زبائن المواد المجاورة دائما:
– لا!
ثم انطلقت تخمينات الجالسين: «ربما…»، «عسى…»، «لعل…»، وما إلى ذلك. ولكن عندما مرت خمس وأربعون دقيقة، قطعت النادلة الشكَّ باليقين؛ فتشت علبة سجائر المارلبورو التي تركها صاحبنا، وجدتها فارغة، اتضح أنَّه لصٌّ عتيد، وأنَّهُ قد نصب على العاملة، علت جلبة في هذا الجانب من ساحة المقهى، تعدَّدتْ التأويلات:
– هذا ابن حرام!
– لاشك أنَّه اعتاد على سرقة المقاهي!
– ربما هو يجد متعة في ذلك!
– هو ليس من سكان الحي…
– لاشك أنه تنقل بين مقاهي أحياء عديدة قبل أن يصل إلى هنا…
– حمارٌ وجبانٌ والله! بدل أن يمضي لسرقة أقرانه الرجال جاء ليسرق بنتا تقتات من عرق جبينها بالعمل في مقهى!…
خرجَ صاحبُ المقهى يتأبطُ عصا، ثم قال:
– صورته راسخة في ذهني، أستطيع تبينه من بين عشرات المارة… ودين أمي إن يعد مرة أخرى لأخربنَّ بيت أبيه!
خامرتني شكوك في أن تكون صورة اللص قد رسخت فعلا في ذهن صاحب المقهى، كما زعمَ؛ فهو كان في قعر المحل، ولم يخرج منه قط. ربما كان الوعيد السابق موجها في الحقيقة ليس إلى اللص، بل إلى كل جالس في المقهى قد تسول له نفسه مستقبلا أن يقوم بمثل ما قام به مارق هذا الصباح…
أشفقتُ على النادلة وتضامنتُ معها بأن أديتُ لها ثمنَ قهوة اللص، لأجنبها عقوبة اقتطاع ثمنه من راتبها…، ثم حضرتني قصة أحدهم ابتكر طريقة فريدة لسرقة النساء:
كان يتزوج الواحدة، فتتكفل هي بشراء أثاث البيت وفراشه ومتاعه، ثم يذيقها من العذاب ما تضطر معه للتنازل عن «الجمل وما حمل» مقابل أن يطلق سراحها بتطليقها لا غير، فيطلقها، فتأتي نساء أخريات، وتسلبنه ما غنمه من مطلقته، وكأنهن ينتقمن لها أو كانت جيناتهنَّ متضامنة في الضراء دون السراء، لما بينهن من حسد وغيرة وعداوة في سائر أيام الله… مع أنَّ لا صلة بينهنَّ وبينها سواء من قريب أو من بعيد: فهي بنت عائلة، وأصل وحسب ونسب، أما هنَّ فمجرَّد عاهرات وبنات حانات وملاهي ليلية…
وإلى هذا اللص الفريد سأخصص الإدراج الموالي:

الاخبار العاجلة