Notice: _load_textdomain_just_in_time تمّ استدعائه بشكل غير صحيح. Translation loading for the amnews domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. من فضلك اطلع على تنقيح الأخطاء في ووردبريس لمزيد من المعلومات. (هذه الرسالة تمّت إضافتها في النسخة 6.7.0.) in /home/aslim/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
أشباه قصص – طائرة باذجي شـاطرة! – محمد أسليـم

أشباه قصص – طائرة باذجي شـاطرة!

1338 مشاهدة
أشباه قصص – طائرة باذجي شـاطرة!

منذ بضعة أسابيع وأنا أظنُّ أنه لم يبق لي من طيور الباذجي (أو طيور الحبّ) سوى خمسة، بعد أن أهديتُ لأصدقاء لي مجموعة منها. أحسبها، ثم أعيد الحساب، فإذا هي دائما خمسة طيور لا غير. في أحد الأيام، من داخل أحد خمَمَة القفص، علت «أصوات» طائر أو أكثر فقس للتو. إلى هنا لا مشكلة، قد تكون إحدى إناث الطيور الخمسة قد فقست. حسنا، لكن الأمر سيصبح مشكلة حقيقية بعد ملاحظة أنَّ أيا من الأنثيين لا تدخل الخم أبدا لإطعام صغارها. افترضتُ أنَّ الأم تجتنبُ دخول الخمَّ في حضوري، لكيلا أخرجَها هي والخمَّ وصغارها ووالدهم، ثم أضعهم في قفص آخر، كما فعلتُ مع سائر طيور القفص التي أنجبت من قبل، وأنها تطعم صغارها خفية، في رمشة عين، ثم تغادر الخمَّ إلى القفص. فرضية أصبحت يقينا، بدوام الملاحظة.
لكن المفاجأة أنَّه قبل قليل، بينما كنتُ بصدد تحضير شاي في المطبخ، شاهدتُ طائرا بألوان ريش مختلفة عن ألوان الطيور الخمسة التي حفظتُها عن ظهر قلب. كان الطائر بصدد التهام الطعام. تسللتُ، دنوتُ من القفص، فإذا به سادس ما ظننتُ أنهم كانوا خمسة طيور لا غير. ما إن اقتربتُ من القفص حتى تخلى الطائر «الجديد» عن تناول الطعام بسرعة البرق ثم لاذ بالخم الذي كانت تخرج منه «زقزقة» الفراخ حديثي الولادة! آنذاك أدركتُ أنَّ الأم الفعلية للطيور الصغيرة الموجودة داخل أحد الخمم ليست هي إحدى الأنثيين اللتين تديمان التواجد في القفص، ثم تطعم صغارها خلسة وتخرج، كما توهمتُ من قبل، بل الأم الحقيقية هي أنثى باذجي نجحت في التواري عن نظري منذ باضت إلى أن فرخت، واستغرقت في رعاية صغارها وإطعامهم بعيدا عن بصري… إلى أن حسبتُ أنَّ ما تبقى هو خمسة طيور لا غير، في حين كان ما بقي فعلا هو ستة!!
العجيب في الحكاية أنَّ هذه الأنثى قد لاحظت مصير الإناث اللواتي سبقنها إلى الإنجاب، وهو النقل إلى قفص آخر، فاستخدمت دهاءها وذكاءها لاجتناب المصير نفسه، فنجحت في تفاديه فعلا! أتخيل:
لو عرفتْ أنه رغم افتضاح أمرها، فإني لا أستطيع بتاتا نقلها وصغارها إلى قفص آخر ما دُمتُ لم أعرف زوجها بعدُ، لربما حثت زوجها على البقاء متخفيا، ولخرجت من سجنها ( = خمها الحالي)، فلا تدخله إلا لإطعام صغارها، حتى إذا فعلتْ غادرته، وكلما دنوتُ من القفص ساعيا لمعرفة زوجها خاطبتْه قائلة:
– ابق متنكرا لكيلا يتعرف عليك مُربِّينا، فلا ينقلنا إلى قفص آخر ولو أطبقت السماء على الأرض!
ثم خاطبتني مزقزقة:
– ها قد أنجبتُ. إننا، أنا وزوجي وأبنائي، في هذا القفص لقاعدون، أحببت أم كرهتَ، فمت بغيظك!…

الاخبار العاجلة