كان لي موعدٌ اليوم مع صديقة لي في الرباط حوالي الساعة 12، فإذا بالقطار المفترض أن يصل على الساعة 11 و35 دقيقة يتأخر إلى غاية الساعة 12 و10 دقائق، فكان من الطبيعي أن يمتلئ رصيف المسافرين عن آخره بالركاب، وأن تكون هناك صعوبة كبرى في العثور على مقعد فارغ داخل القطار. لاحَ لي مقعد شاغر في مؤخرة العربة صعدتُ إليها، احتلته سيدة عجوز من خلال وضعها حقيبة يدوية بيضاء فيه، متظاهرة بأنه كان لشخص آخر برفقتها وأنَّ صاحب المقعد (أو صاحبته؟) كان سيعود إليه بعد لحظات. ارتدت العجوز جلبابا أبيض، ولفت رأسها بشال أخضر باهت، وتركت وجهها سافرا، حيث عجزت النظارتان البنيتان عن حجب الماكياج المحيط بالعينين، كما بدا الفم مصبوغا بأحمر شفاه داكن، والخدان بطلاء أخضر ممزوج بالأحمر. غير أنَّ ذلك لم ينجح في حجب التجاعيد الزاحفة على وجهها عن آخره… سألتُها:
– سيدتي! هل المقعد شاغر؟
أجابت متلكئة:
– نعم.
تهيأتُ للجلوس، قالت:
– من الأحسن أن تبحث عن امرأة جالسة بجانب رجل، وتطلب منها أن تأتي لتجلس بجانبي، وتجلس أنت في مكانها، بجانب الرجل.
قطبتُ حاجبي، لففتها بنظرة مستغربة، ثم قلت لها:
– ولكن غرضي هو الجلوس في مقعد شاغر دون أن يهمني أن يكون بجانب رجل أو امرأة! انظري: العربة مملوءة عن آخرها بالراكبين!
ثم هممتُ بتلبية رغبتها، اعترضت:
– حسنا! اجلس، اجلس!
رجحتُ أن يكون سبب اعتراضها على جلوسي بجانبها أني كنتُ أرتدي سروال دجين وقبعة رياضية، وأحمل قفصا بداخله زوج طائر باذجي، ومن ثمة ربما حسبتني بائع طيور متجها إلى المدينة لبيعها، في حين كنتُ ذاهبا بالقفص والطائرين لإحدى صديقاتي في الرباط. ربما اتضح لها من كلامي أني بخلاف ما توهمت، فتراجعت عن اعتراضها، وأذنت لي بالجلوس بجانبها. باختصار، فقد كانت المرأة من صنف الأشخاص الذين يحكمون على الناس بالمظاهر، كنادلة المطعم في إدراج «الصدر للزوج والفخذان للزوجة» .
خلال السفر، رنَّ هاتف جارتي أكثر من مرة، فتبين أنها كانت عائدة من فاس إلى الرباط، وأنها بلكنتها التي تنطق «الراء» «غينا» كانت امرأة فاسية، وأنَّ سبب السفر كان إما زيارة مريض يحتضر أو تكملة مراسم جنازة. الغريب أنها، إلى جانب اعتراضها الذي لا يمكن أن يصدر إلا عن امرأة غارقة في غياهب التقليد، أو ست من قطيع حريم، كانت تخلل كلامها بالكثير من الجمل الفرنسية، من ذلك:
– Ah bon?! Très bien!
– …
– Je vois. Ok, ok. Il fallait le dire au médecin!
– …
– Dans quelques minutes je serai à Rabat et on règlera tout ça…
تساءلتُ عمَّ إذا كانت، بعد وصولها إلى المصحة، ستتوجسُ من ممرض أو ممرضة بناء على لباسهما وملامح وجههما، فتشترط إخراجهما لتنفرد بالطبيب وتتكلم معه أم لا، وعمَّ إذا كانت ستمزجُ في حديثها مع هذا الأخير بين الفرنسية والعربية أم ستكلمه بلغة واحدة…
*
* *
في الرباط، تناولتُ وجبة غذاء مع صديقتي في مطعم مجاور لمحطة الرباط المدينة. أثناء تجاذب أطراف الحديث، أعربتُ لها عن استحساني أول ناطحة سحاب في المغرب في مدينة الرباط بخلاف الشائعات التي راجت في العام الماضي زاعمة أن البرجَ سوف يُشيَّدُ في الدار البيضاء. سألتْ مندهشة:
– صحيح؟! في أي مكان سيبنى؟ وكيف علمتَ بالخبر؟
– بين العدوتين؛ فوق مساحة تقتطعُ من النهر، بعد تحريف مساره، أو بإحدى ضفتي النهر… شاهدتُ صورة البرج في لوحة إشهارية منصوبة في عين المكان كتب فيها «أعلى برج في إفريقيا»…
– رأيتُ تلك اللوحة مرارا، والله، خلال تنقلاتي بين سلا والرباط، لكني ظننتُ دائما أنها تتحدث عن القنطرة المعلقة الرابطة بين سلا والرباط، وليس عن ناطحة سحاب… والقنطرة المعلقة، هل دشنوها؟
– منذ زمان!…
لاحقا، بعد حوالي شهرين ونصف، تذكرتُ هذا الحديث، فنشرتُ الإدراج التالي:
عندَما سيتم إطلاق القطار فائق السرعة ويكتمل بناء أعلى بُرج في إفريقيا، سوف تصبحُ بلادُنا جميلة أكثر، أقصد سوريالية أكثر…
لكن، بعد حوالي سنتين، سافرتُ في القطار السريع إلى طنجة، فغيرتُ حكمي السابق بـ 380 درجة، إذ نشرتُ:
عن قطار «البُـراق»
بدل انتقاد إنشاء القطار الفائق السرعة في المغرب، بدعوى أننا «لسنا في حاجة إليه اليوم، وأن لبلدنا الآن أولويات أهم منه»، يجب قول: «هنيئا لنا بهذا الإنجاز الكبير في مجال النقل، ونطالب بتعزيزه بإنجازات مماثلة في قطاعات الصحة، والتعليم، والشغل، وما إلى ذلك». جربتُ مؤخرا رحلة إلى طنجة على متن البراق، فكان أكثر من رائع قطع المسافة الفاصلة بين عاصمة الغرب وعاصمة البوغاز في 50 دقيقة لا غير، بدل أزيد من أربع ساعات في القطار العادي، ما يذلل عقبة الوقت ويشجع على الحركة. كان رائعا حقا أن يتأتى للمرء أن ينطلق من القنيطرة على الساعة 14 و20 دقيقة، ويصل إلى طنجة ويتجول في الشاطئ وفي جانب من الأحياء المحيطة بمحطة القطار، ويتناول فنجان قهوة ثم يعود في المساء نفسه، فيصل إلى القنيطرة قبل غروب الشمس! أتمنى أن تغطي شبكة القطار شرق بلدنا وجنوبه في أقرب وقت ممكن، فيصبح بإمكاننا أخيرا التحرك في ربوع بلادنا في وقت أقصر وظروف أكثر راحة…
*
* *
لم أبدِ أي استغراب من عدم ملاحظة صديقتي لورش بناء البرج مع أنها تعبر القنطرة من سلا إلى الرباط يوميا تقريبا، فالحياة في المدن الكبرى تجعل المرء شبه غائب، فيرى الشيء ولا يراه، أو يراه ويرى شيئا آخر بدله، ثم إن الصديقة ابتليت بمرض وضعها بمحاذاة الموت، وأفلتت بأعجوبة، لكنه ترك فيها ندوبا جسدية، وربما نفسية غائرة، لا يدركها إلا من عاش تجربة مماثلة، ولي في ذلك إدراجات عديدة، منها:
يُمكنُ إدراجُ المرَض الكبير الذي يعودُ منْه صَاحبه برؤية جدِيدَة لنفسِه وللنّاس من حَوله وللحيَاة عامَّة ضمنَ طقوسُ العبور التي ينتقل بها الفردُ من وَضع اعتباريّ أسَريّ أو اجتماعيّ إلى وضْع آخرَ جدِيد كليّا.
***
يعيشُ الإنسانُ دورةَ الحياة مثل نهر يسيلُ مُندفعا إلى الأمام، ملقيا في جانبيه معا بنفايات ومخلفا وراءه نفايات، همُ المَرضَى والعجَزة والقتلَى والمَوتى… وبما أننا جميعا نهرم ونمرض ونشيخ ونموتُ، فلا مفرَّ لنا ولا إفلاتَ من أن نتحول إلى نفاية في مسيرة النوع الطويلة…
***
عجبا لتبختر أفراد النوع البشري وتباهيهم بالصور والهيئات فيما لا يجمع بينهم جوهرٌ واحد فحسب، بل وكذلك يوحِّدُهم مع سائر أنواع الحيِّ: هيكلُ عظام بداخله لحمٌ ودمٌ وأعضاء، وأوعية لاحتضان الطاقة وتجميع النفايات، وقنوات لمد الجسم بالطاقة وأخرى لتصريف النفايات إلى الخارج!
***
الحَياة رقعَة شطرنج نَحنُ فيها بيادقٌ، تحَركنا أيادي الصِّغر والكبَر، الصِّحَّة والوَهن، الفرح والتَّرح، السّعادة والشقاء، البقاء والتلاشي… لا تُفلتُ البيدَقَ منا أيّ يدٍ من الأيدي السَّابقة.
حول مائدة الطعام، ترترنا (الصديقة وأنا) كثيرا في تفاهات الحياة، والموت، والمرض، وما إلى ذلك، مما يحوم حول الإدراجات السابقة، ثم سلمتها الطائرين، وانصرفتُ.
*
* *
في الساعة 14 و13 دقيقة، كنتُ في المحطة لكي آخذ القطار القادم من مراكش والمتجه إلى فاس. علا مكبر الصوت مُشعرا بأن القطار سيتأخر بساعة! وكذلك القطار الذي يليه من البيضاء الميناء إلى القنيطرة: سيتخلف بأربعين دقيقة. في المحطة، كانت الشمس حارقة، احتمى جميع المسافرين بالكراسي الموجودة تحت شبه الخيام أو المظلات الحديدية المنصوبة على الرصيف، بل اصطف كل من لم يجد مقعدا وراء كراسي الجالسين إلى أن صار المشهد أشبه بأغنام كاد أن يقتلها الحر فاستظلت بأي شيء يقيها من الشمس، ثم التصقت ببعضها البعض مستظلة ببعضها البعض. لم أجد مقعدا شاغرا. للاحتماء من الشمس، أدرتُ قبعتي الرياضية جهة الشمس، ثم جلستُ في أحد المقاعد الفارغة الكثيرة التي تحاشى المسافرون الجلوس فوقها لأنها كانت في مرمى الحر، ثم استغرقتُ في القراءة. مر الوقت بدون حساب، والشمسُ تحرقني كأني ملقى في فرن…
أخيرا وصل أول قطار. كان قطار مراكش، مع أنه كان سيتأخر عن قطار البيضاء الميناء بثلثي ساعة، حسب تنبيه أغنية المحطة… طقوس الصعود. نجحتُ في العثور على مقعد شغر للتو. كانت المقصورة ممتلئة بأجساد وكائنات متنافرة ألوان الملابس والأذواق وسحنات الوجوه: شبه فسيفساء لدرجة أني تخيلتُ أننا راكبون على متن قطار تركي أو أمريكي لاتيني: قبالتي مباشرة شابة بدينة سمراء وضعت أحمر شفاه أبداها كمدمنة تبغ، كانت متجهة نحو مدينة سيدي قاسم. عن يمينها شابة أخرى متجهة نحو فاس، مرتدية شبه حجاب، لكنها وضعت على عينيها نظارتين شبيهتين بنظارتي المغني الكوري Psy في فيديو كليبه Gangnam Style، مع فارق أنَّ إطار نظارتي الفتاة كان من النحاس أو مطليا بلون نحاسي، وتخللته شبه حبات عقيق. عن يسار البدينة السمراء شاب حلق رأسه بطريقة جعلته يبدو أدميا برأس ديك، ارتدى هو الآخر نظارتين شبيهتين بنظارتي الفنان الفوضوي مُدمن الحشيش Snop Dogg الذي لا يتورع عن تخليل بعض فيديو كليباته بمشاهد إباحية. استغرق الشاب في التعامل مع شاشة هاتفة الذكي، لكن عندما جاءته مكالمة أخرج من جيبه هاتفا آخر ينتمي إلى العصر الحجري، ثم أجاب منه. لم تخذعني أقنعة الحداثة، إذ تذكرتُ ما كتبته في إدراج سابق:
لا أفرحُ لرؤية شاب يرتدي آخر تقليعات موضة اللباس الغربية، حليق شعر الرأس على طريقة أشهر نجوم الفن العالمية. فقد ينقلب بين الفينة والأخرى إلى داعشي، أو متدين متزمت في أقل الأحوال… كما لا أسعد رؤية شابة ترتدي أحدث الثياب الغربية، وتتجمل بأرقى العطور والمساحيق. فقد ترتدي بين الفينة والأخرى جلبابا وخمارا وتجر قطيع أطفال، فيتضح أنَّ البنت الحداثية التي كانت إياها قبل لحظات لم تكن سوى ممثلة في مسرحية..
*
* *
عن يمين الشاب جلست سيدة لا يدع مظهرها ذرة شك في أنها كانت ربة بيت محترمة؛ نصف محتجبة ونصف سافرة. عن يساري جلس رجل في منتصف العمر، من خلال نوعية ملابسه وطريقة ارتدائه إياها يسهل تبين أنه ينحدر من مدينة صغيرة. وهو ما تأكد؛ تلقى مكالمة، فاتضح أنه كان سينزل في محطة عين تاوجطات بضواحي مكناس. عن يميني حسناء جميلة غارقة في شاشة هاتفها الذكي، عن يمينها فتاة أخرى تقرأ رواية باللغة الإنجليزية… بجانب باب العربة مباشرة، وقف اثنان: شابة وشاب، بدا من خلال حديثهما أنهما محاميان متدربان. كانت الفتاة متواضعة الجمال بشكل كبير، لكنها اجتهدت في التصريح بكل ممتلكاتها: العلوية، والسفلية، والخارجية والداخلية. لا أعرف لماذا استنتجتُ من حديثهما أنَّ كليهما كان ملقيا شباكه على الآخر، وأن ظاهر حديثهما كان شؤون العمل ومتاعبه، في حين كان مرماه عند الشاب هو قصة البيض والحليب والشوكولاطة وكان قصده عند الفتاة هو ركوب العمارية التي كتبتُ عنها في إدراج سابق:
يُعادلُ ركوبُ «العمَّارية» عند معظم البنات المغربيات، وربما العربيات عامة، بُلوغَ سدرة المنتهى، ولا يهم ما يقع بعد ذلك. التواطؤ هنا قائم بينهن وبين المجتمع دون أن يتساءل أحدهما عما إذا كانت جميع الإناث قد خُلقنَ لهذه «العمارية» ولهذا الزواج أصلا ولا عما إذا كانت هذه «العمارية» قد صُنعتْ لتركبها جميع البنات وعما إذا كان الزواج أنشئ لجميع الإناث… ومع أن هذه هي حال معظم من لم يركبنَ هذه «العمارية»، ويتزوجن، طوعا أو كرها، فالجميع يتحاشى طرح مثل هذه الأسئلة، لأن حب «العمارية» والتعلق بالزواج أقوى…
هب أنها ركبت العمارية. بعد الركوب، سيتراجع الاثنان بآلاف الخطوات إلى الوراء: هي ستضطر للتراجع عن التصريح بممتلكاتها، في حين سيُلزَمُ هو بإخفاء تعلقها به، لأنَّ المجتمع لا يعترف بمفهوم الزوج الذي كتبتُ عنه في إدراج سابق:
من أسطع علامات غيَاب مفهوم الزّوج le couple في العَالم العَربي، وعدم الاعتراف به، بل ورُبّما حتّى حظره وطرده، كونُ أوَّلُ مَا يَقوم به الزّوجَان بَعد الاقترَان ببَعضيهما هُو إنجَاب أطفَال، كأنّ هذا الإنجاب طريقة لتحَاشي أن يُنظرَ إلى الاثنين بأنهما اجتمَعا للحب والمُتعَة الجَسَدية لا غير، وكأنَّهما، من خلال هذا الإنجابِ، يُخاطبان الجميعَ قائلين: إنَّ هذا [= إنجاب الأبناء وتربيتهم] هو ما يجمعُنا وليسَ ذاكَ [= الحبّ والمتعة]! وقد يسخر الزوجان اقترانهما بالفعل لأداء هذه الوظيفة حصرا، وهيتَ للكبت والخيانة الزوجية والأمراض والعقد النفسية!
وستكون غرفة نومهما أسطع دليل على ذلك، كما ورد في نكتة شائعة في بعض مواقع التواصل الاجتماعي حول رائحة غرفة النوم بعد الزواج:
«من أول شهر زواج حتى أول سنة: بخور، مسك، عود، عنبر، عطور ياسمين، ورد، عنب، ورز، شوكولا، وشمع؛
من سنة إلى خمس سنوات: بودرة أطفال، زيت أطفال، كريم أطفال، حليب؛
بعد عشرين سنة وما فوقها: فاكس، أبوفاكس، أدوية، زيت خروع، فلاش، كلور، زيت محرك ههههه».
*
* *
في المنزل، كانت القطط في انتظاري. كعادتها، شمت كل شيء: ساقي الأسفل، حذائيَّ، حقيبتي، ما أخرجته من الحقيبة، راحت خائبة.
على غير العادة، تعذر عليَّ نوم القيلولة، رغم تمددي في الفراش. أكبر الظن بسبب فنجان القهوة السوداء الذي هدأتُ به مزاجي عندما كنتُ جالسا بجانب العجوز الفاسية التي ما إن أنهت مكالمتها حتى فتحت ما توهمتُ أنه حقيبتها اليدوية، فإذا به مصحف قرآن، ثم استغرقت في قراءته، وهي تخرج من حين لآخر حبات جوز من حقيبتها اليدوية الثانية، فتقرأ القرآن بصوت مسموع وهي تقضم حبات الجوز، في حين كنتُ أنا مديرا وجهي طيلة السفر صوب الممر الذي يتوسط العربة، لا ألتفتُ إلا بين الفينة والأخرى إلى جهة المرأة لأشاهد ما كانت تعرضه النافذة المحاذية لها…
لاحقا، عندما احتدم السجال حول لغة تدريس المواد العلمية بمؤسساتنا التعليمية، تذكرتُ الفاسية العجوز، ثم قلتُ:
– بدل كل اللغط الذي أقامه بعضهم حول لغة التدريس، كان أولى برئيس الحكومة أن يعين لجنة برئاسة الحاجة الفاسية «العرنساوية»، فيُحَلّ المشكل في ربع دقيقة، ويكفي الله المؤمنين شر القتال.