الكاتب المغربي محمد أسليم المهموم بدراسة السحر وعوالمه : ارتباط المغرب بالسحر يدخل ضمن مكونات المتخيل العربي الإسلامي.. وجميعنا نمارس السحر بدون وعي منا!!
حوار – هيام المفلح
صحيفة الرياض السعودية، يوم السبت 14 شعبان 1424العدد 12895 السنة 39
* عرف القارىء السعودي بك؟ ما أهم محطات حياتك الإبداعية وما منجزك الأدبي والبحثي حتى الآن؟
لا أخفي أنني أجد من المحرج الحديث عن النفس خارج الإكراهات الإدارية. وإن كان لابد، فإني أستسمح القارئ الكريم لقول إني مغربي من مواليد الستينيات، تلقيت دراستي الثانوية والجامعية في الرباط، والعليا في باريس، وأمتهن حاليا التعليم بأحد مؤسساته العليا بالرباط؛ شرعت في كتابة نصوصي السردية منذ أواسط الثمانينيات. وقد صدر منها لحد اليوم خمسة أعمال هي «حديث الجثة»، و«كتاب الفقدان: مذكرات شيزوفريني»، «سفر المأثورات»، «بالعنف تتجدد دماء الحب»، وأخيرا «رقصة باخوس» التي قد لا يعرفها القراء الذين لا يتعاملون مع الأنترنيت، لأنها صدرت في طبعة رقمية لا غير. أما الأبحاث، فلم تلج حقل التداول إلا في مستهل التسعينيات، ولم يجتمع منها في هيأة كتاب إلا ثلاث مجموعات؛ الأولى تحت اسم «ذاكرة الأدب. في الشعر والرواية والمسرح»، والثانية تحت عنوان: «الإسلام والسحر»، والأخيرة تحت اسم «هوامش في السحر». إضافة لما سبق، لي اهتمام بالترجمة، من الفرنسية إلى العربية بلغ حد المساهمة، إذ وضعتُ بين يدي القارئ سبعة كتب تتوزعها انشغالات اللغة والسلطة والمجتمع والأدب والتحليل النفسي والإثنولوجيا والتربية والعلوم السياسية. وبإمكان عموم المهتمين بقراءة الأعمال الآنفة تصفحها والحصول مجانا على نسخ منها انطلاقا من موقعي على شبكة الأنترنيت، الموجود بالعنوان: http//aslimnet.free.fr
أيضا، مما يحرج المرء أن ينصرف إلى تأمل كتاباته مميزا فيها بين الهام والأهم، مصنفا إياها إلى عوالم فيها الراقي والمتوسط والمتخلف، لا سيما إذا تجاوز هذا الأمر درجة إصدار الحكم الشخصي الذاتي الذي لا يلزم إلا صاحبه إلى مستوى توجيه القارئ و، من خلاله، الساحة الثقافية؛ فالمفاضلة بين النصوص وأعمال الناس الفكرية، وتبيان المكانة الحقيقية التي تحتلها في بيئتها، والأثر الذي تطبع به هذا الوسط، الخ. أمر موكول للمختصين به. من هذا المنطلق، يمكنني القول ربما كان كتابا «حديث الجثة» و«كتاب الفقدان: مذكرات شيزوفريني» أهم محطتين ضمن مساهمتي المتواضعة في عالم الأدب؛ ذلك أن الأول حظي بترحيب من نقاد الأدب المغاربة بلغ حد إمكانية جمع كتاباتهم عن هذا المؤلف في كتاب تحت عنوان: «الكتابة والموت. دراسات في حديث الجثة»، والثاني أحرز سنة 2000 على تنويه لجنة تحكيم جائزة «الأطس الكبرى» التي تمنحها السفارة الفرنسية بالمغرب سنويا للكتاب والباحثين المغاربة.
* لن نسأل هل السحر موجود أو غير موجود لأن وروده بالقرآن حسم هذه المسألة.. ولكننا نسأل ما الفرق الأساسي بين السحر والعلم؟
– الحديث عن وجود فرق «أساسي» بين السحر والعلم يضمر الإقرار بوجود فروق كثيرة بين النشاطين، متدرجة في الأهمية، لا ترقى لدرجة إتاحة تبين الاختلاف الجوهري بين العلم والسحر، أي لا تتيح تبين ذلك الخط الذي يجعل من هذين النشاطين عالمين متمايزين، لا وجود لأي شكل من التداخل بينهما، بل ربما متعارضين حتى… لا يمكنني إلا ترك هذا السؤال مطروحا، بالنظر إلى وجود جوهر مشترك بينهما، ربما لاسبيل إلى محوه إذا قبلنا بالنعت الذي يطلقه البعض على الإنسان، وهو «الإنسان الساحر» homo-magus على غرار النعت الآخر الذي ينعت الكائن البشري نفسه بـ «الإنسان العاقل» أو «الإنسان المفكر» homo-sapiens، بمعنى أن الأمر (أمر دوام الجوهر المشترك) يعود إلى الإنسان نفسه وليس إلى ضروب الأنشطة التي يزاولها. هذا الجوهر يتمثل في عنصر واحد – في تقديري – وهو الرغبة. فقد وضع الإنسان قديما منظومة فكرية لفهم الكون والظواهر الطبيعية والأمراض وأصل الحياة والموت والمرض بغاية التحكم فيها ووضع حد للآلام المحايثة لوجوده، أي بغاية تصريف المنظومة الفكرية إلى أفعال، فاعتقد أن المطر والجفاف، مثلا، يعودان إلى أرواح أو آلهة، وابتكر مجموعة من الطقوس لإرضائها، كما اعتقد أنه إذا رسم في جدران المغارات الحيوانات التي يرغب في اصطيادها أدت هذه الطلاسم إلى تسهيل عملية الصيد، الخ. هذه النظرية والطقوس لم ترُق، مع تقدم السنين والتجارب، قسما من السحرة فانفصلوا عن عالم السحر وأسسوا عالما آخر، يدعى «العلم». بيد أن ما يفعله المعلم والتلميذ المنشق، إلى يومنا هذا، لا يعدو مجرد التعبير عن الرغبة وابتكار أدوات إشباعها. لكن كل يسلك إليها من سبيل: السحر يلازم منظومته الفكرية وطقوسه العتيقة، رافضا أي تجديد أو ابتكار، أو يتجدد ويبتكر، لكن سائرا سير السلحفاة بحيث لا يمكن إدراك جديده وتحولاته إلا بمقياس القرون أو الألفيات. أما العلم، فمنظوماته الفكرية متعرضة على الدوام للتغيير والانقلابات الجذرية، ابتكاراته / طقوسه تحقق تراكما وتكاثرا هائلين. فقد رغب الإنسان، منذ القدم، في الطيران في الهواء، وطي المسافات، مثلا، فابتكر السحر طقوسا لإرغام الجن والأرواح المنتشرة في الكون على تلبية الراغب في هذا الطيران. ومع ابتكار الطائرة والتواصل الإلكتروني، مثلا، لم يأت العلم بجديد سوى تعويض الكائنات غير المرئية بأخرى مرئية تتيح تلبية رغبة الطيران في الهواء وطي المسافات لسائر الراغبين في ذلك. أكثر من ذلك مرغما الجميع على اجتياز طقوس سحرية، أشدها جلاء ذلك الطلسم المزخرف بنقوش ورسوم وطلاء مداد، الذي يدعى تذكرة السفر… من هذا المنظور، يمكن تلخيص الفرق الجوهري بين السحر والعلم في ثبات الأول وروحانيته وتحول الثاني وماديته.
* ما الفرق بين السحر الرباني والسحر الشيطاني؟
لا أذكر أني رأيت تسمية «السحر الشيطاني» في ما تصفحته من مصنفات السحر العربية قديمها وحديثها. أقصد وضع مصنفات أو وصفات تحت هذا الاسم، ثم جعلها رهن إشارة متعلمي السحر وممارسيه؛ فهم جميعا يتحاشون عموما الحديث عن «السحر» نفسه نظرا للتحريم الذي ألقى به الإسلام على هذه الممارسة، فيستبدلونه بأسامي أخرى «كالعلم الروحاني» أو «شموس الأنوار» وكنوز الأسرار»، و«الحكمة»، و«خواص السور القرآنية»، و«خواص النباتات والمعادن» الخ. ومعنى ذلك أن التفريق داخل السحر – كما يتراءى كتابة وممارسة داخل المجتمع – بين سحر رباني وسحر شيطاني ليس بالسهولة التي يُوهم بها حضورُ الاختلاف على مستوى التسمية؛ فكل المزاولين يزعمون أن ما يقومون به إنما هو إفادة الناس بالخواص المودعة في أسماء الله الحسنى أو الآيات القرائية أو أشياء العالم الطبيعي من حيوانات ونباتات ومعادن، وأنهم يبطلون أعمال السحرة الشيطانيين، مقدمين أوصاف للأعمال الشيطانية على نحو يوحي بوجود معرفة بهذه الأعمال، لكننا في المقابل لن نجد شخصا واحدا يقول: «أنا ساحر» فأحرى أن يقول «أنا عليم بالسحر الشيطاني»، الأمر الذي يفضي إلى التساؤل عما إذا كان وجود هذا السحر وهذا الضرب من السحرة نوعا من الوهم والتخيل، لا سيما إذا استحضرنا صورة الساحر الشيطاني على نحو ما تقدمه مجموعة من الكتب؛ باعتباره شخصا يوقع ميثاقا مع الشيطان ويبيع إيمانه ويغرق في عالم من طقوس النجاسة. بتعبير آخر، إننا نكاد نقترب من صورة الساحر في سياقات مسيحية معاصرة، كفرنسا مثلا. فهناك، بينت دراسات ميدانية أن لا أحد من مزاولي السحر يؤكد أن ما يفعله سحرا، في المقابل يؤكد أن كل ما يقوم به إنما هو إبطال سحر ساحر ما، هذا الأخير الذي إذا تحدث عن مبطل سحرنا لن يقدمه إلا باعتباره ساحرا. بتعبير آخر، الأمر يؤول هنا إلى عملية «تسمية» محضة. وهي ركن من الأركان الكونية للسحر، بمعنى أننا نجدها في سائر المجتمعات والثقافات.
* إن المغرب الحالي يحمل «ذاكرة» ثقافية يُعتَبَر السحرُ، والخفيُّ عموما، أحد مكوناتها الأساسية.. ما السر وراء اقتران اسم المغرب بالسحر؟
في الواقع، يدخل السحر والخفي ضمن المكونات الأساسية لجميع المجتمعات، وبدون استثناء. ألا ترتد أصول سائر المجموعات البشرية إلى ما نسميه الآن بالإنسان البدائي؟ ألم يكن السحر منظومة فكرية تهيمن على الفكر البشري في سائر أنحاء المعمور طيلة آلاف من السنين؟ إن هذا المعطى هو ما يكمن وراء الحديث عن السحر باعتباره من المكونات الأساسية للذاكرة المغربية. أما اقتران السحر باسم المغرب، فمن المفيد النظر إليه – برأيي – من جانبين: المتخيل والواقعي.
فقد انطلقت الحضارة، كما هو معروف، من المشرق. والمغرب كان يشكل في متخيل القدماء أقصى نقطة في المعمور، حافة الدنيا إذا جاز التعبير (ونذكر أنهم كانوا يسمون المحيط الأطلسي بحر الظلمات، ويظنون عدم وجود أي شيء وراءه، ولنستحضر في هذا الصدد أنهم كانوا يتخيلون أن الأرض مسطحة وليست كروية). ولما وصلوا إلى المغرب توهموا أنهم وصلوا إلى نهاية الدنيا التي تقع على حافة المجهول الذي لا يمكن أن يفضي إلا إلى عالم آخر لا تستوعبه سوى تسمية اللامرئي والآخرة. ومن يقيم قرب الظلام أو الجحيم أو الآخرة أو اللامرئي لا يمكن إلا أن يكون قد تماسَّ مع هذه العوالم واقتبس من معارفها وطقوسها… يشكل هذا المعطى – برأيي – نقطة البدء التي سترتسم عبرها، بتقدم القرون، صورة «المغربي الساحر». سيكون مفيدا إنجاز بحث في «ألف ليلة وليلة»، ينكب على دراسة حضور «الساحر المغربي» في حكايات هذا المتن الذي يدخل ضمن مكونات المتخيل العربي الإسلامي بقدر ما سيكون مفيدا دراسة مصنفات للقدماء مملوءة بالمعارف والوصفات السحرية مع أن محور تلك المؤلفات ونقطة انطلاق تأليفها لم يكن سحريا؛ من ذلك مثلا «تذكرة» داوود الأنطاكي و«حياة الحيوان الكبرى» للدميري…
بيد أن هذه الصورة ليست حقيقية مطلقا بالنظر إلى واقع الأمور. فمن يسمع طلبات المشارقة ورغباتهم في قضاء أمورهم السحرية بالمغرب، يخيل إليه أن أهل المشرق يحملون عن المغاربة صورة متخيلة بمقتضاها يكون السحر داخلا في الحياة اليومية لجميع المغاربة، بحيث يتحدثون عنه صباح مساء، يترددون كلهم على السحرة، يعرفون عناوينهم ومراتبهم في الفعالية، الخ. والحال أن من المغاربة من لا يعرف أي شيء عن عالم السحر الذي يظل ممارسة هامشية و«أقلية» – إن جاز التعبير – كما في سائر المجتمعات. بيد أننا هنا إزاء أمر له تفسيره، ويتمثل في كون إلقاء صفة «الساحر» على «الآخر» أو «الغير» يدخل في صلب التمثلات السحرية: فقد لوحظ في جميع الشعوب أن نعتَ السحرة يُلقى به على مجموعات اجتماعية بينها وبين الجماعة المُسَمية فوارق جغرافية أو عرقية أو ثقافية أو جسدية (اليهود، الحدادون، الغرباء، الخ.). والطريف في الأمر أن المغاربة بدورهم يعتبرون أمهر السحرة موجودين في المشرق، ثم إن الكتب المستعملة من لدن السحرة المغاربة حاليا أغلبها المطلق كتبه مشارقة وطبع في المشرق. ها نحن أمام التمثل نفسه، أمام تلك الصورة السحيقة المتسللة إلينا معا من أعماق القرون.
* في ممارساتنا الحياتية اليومية أو المتوارثة هل فيها سحر نمارسه بحكم العادة بدون وعي منا؟
بالتأكيد. وهذا أمر عاد جدا، يدخل ضمن صمود ما يسمى بـ «البقايا» أو «الرواسخ» التي تثبت في وجه التحولات الاجتماعية والثقافية وتواصل التسلل إلى سلوكات وأنماط تفكير أفراد هذه المجموعة الثقافية أو تلك. فاندثار العناصر الثقافية – أو جزء منها على الأقل – لا يتم دفعة واحدة، وإنما يستغرق زمنا طويلا وطويلا جدا. ينطبق هذا على سائر المجتمعات البشرية، بل وعلى النوع البشري ككل على السواء؛ فنحن، مثلا، نتداول مجموعة من المفردات ونتصرف بسلوكات تبدو لنا حقائق بديهية بحيث لا نفطن حتى إليها، فأحرى أن نضعها موضع تساؤل أو نغيرها، مع أنها مغرقة في تمثلات الكون السحيقة التي أظهر العلم بطلانها؛ من ذلك، مثلا، أننا نقول عن الشمس إنها «طلعت» أو «أشرقت» و«غابت» أو «غربت» مع أن هذا الكوكب واقف في مدار والأرض تحوم حوله، ودوران الأرض هو الذي يحجب عنا الشمس، ثم إن هذا الحجب لا يشمل أبدا كوب الأرض برمته، وإنما يشمل المتحدث عنه انطلاقا من موقع جغرافي محدد؛ فـ «اختفاء» الشمس في المغرب يوازيه «ظهور» لها في أقصى شرق آسيا… وإذا اطلعنا على قسط زهيد من كتابات علماء الفلك حول جيولوجيا الكواكب، والأوصاف التي يقدمونها للسبع السيارة انتبانا الذهول أمام استمرار هذا الرواج العالمي لممارسة قراءة الأبراج المستندة إلى نظرية تحكم أجسام العالم السماوي في كل ما يجري في عالم الأرض… كل ذلك هو، في الحقيقة، بقايا من ثقافات سحيقة. والسحر لا يتضمن ما يستثنيه من هذه القاعدة ؛ فهو قبل كل شيء ظاهرة ثقافية. وملاحظة بسيطة لسلوكاتنا اليومية توقفنا لا محالة على تواتر ممارستنا عوائد سحرية بدون وعي منا. لنتأمل أنفسنا لحظات التفاؤل أو التطير…
* في بحثك تطرقت الى أن التلفزيون والاعلانات التجارية تمارس سحرا على الجمهور؟ هل لك أن تحدد ماهية هذا السحر وأشهر أساليبه وآثاره بايجاز؟
بالتأكيد يمارس التلفزيون والإعلانات الدعائية سحرا على الجمهور، ويتمثل وجه هذا السحر في الفعالية التي تحققها التلفزة والوصلات الإشهارية مجسدة في القدرة على توجيه الاختيارات والسلوكات وإملاء الأذواق على المشاهدين / المستهلكين. يصعب تحديد ماهية هذا السحر انطلاقا من التصنيفات السائدة؛ فنحن هنا إزاء أرقى أشكال التداخل بين العلم والسحر. وإن كان لابد فهو قد لا يخرج عن سحر التلاعب بالعقول والمخيلة، لكن باستخدام تقنيات (علمية) معقدة، تؤلف بين اللغة والنفس والصورة والصوت، وتتيح إيهام المشاهدين بأنهم سيعيشون حياة مثلى وسعيدة إذا ما واظبوا على شراء هذا المنتوج بدل الآخر وإن كان المنتوجان في الحقيقة متماثلين. عمل الإشهار، في هذا المستوى، ينكب على تحريف قيمة الشيء وحقيقته ونقلها من مستوى واقعي إلى مستوى أسطوري، ولا سحر بدون أسطورة كما نعلم… أما تأثيرات هذا النوع من «السحر»، فهي هامة وحقيقية، إذ لولاها لما خصصت الشركات أحيانا ثلاثة أرباع رأسمالها للدعاية والإشهار وصرفت الربع الباقي في إنتاج البضاعة المراد تسويقها.
* وماذا عن السحر الذي يمارسه الساسة على الشعوب؟
في مرحلة من مراحل البشرية كان الحكام شديدي الارتباط بعالم الماوراء والخفي عموما؛ بل من المجتمعات القديمة من أناطت أمر تنظيمها وقيادتها لسحرة، فكان الملك ساحرا، وكانت قدرته تمتد إلى ما وراء المرئي، فكان يتلو موت الملك فوضى اجتماعية ورفع مؤقت لجميع المحظورات، لأن غياب الملك – في ذلك الاعتقاد – كان يؤدي إلى اختلال نواميس الكون برمته، الخ… بالنظر إلى هذه النقطة لا غير واستحضار معطى قدرة البقايا (أو الرواسخ أو المخلفات) الثقافية على التسلل واختراق القرون يكون الساسة المعاصرون لازالوا يحتفظون بنصيب من سحرهم القديم… وسيكون من المفيد جدا إجراء بحوث تتناول هذا الجانب. ثمة إشارات مثلا إلى أن خطب «هتلر» وطقوسها كانت تقضي إلى نوع من الهلوسة الجماعية…
24 غشت 2003
الكاتب: محمد أسليـم بتاريخ: الأحد 26-08-2012 04:05 صباحا