Notice: _load_textdomain_just_in_time تمّ استدعائه بشكل غير صحيح. Translation loading for the amnews domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. من فضلك اطلع على تنقيح الأخطاء في ووردبريس لمزيد من المعلومات. (هذه الرسالة تمّت إضافتها في النسخة 6.7.0.) in /home/aslim/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
محمد أسليم: الكاتبة المغربية والإبداع الإلكتروني – محمد أسليـم

محمد أسليم: الكاتبة المغربية والإبداع الإلكتروني

2213 مشاهدة
محمد أسليم: الكاتبة المغربية والإبداع الإلكتروني

1. . الكاتبة المغربية:
يصادف الحديث عن مفهوم «الكاتبة المغربية» أربع صعوبات على الأقل:
الأولى: عدم وجود دليل خاص بمزاولات الكتابة من المغربيات، في حدود ما نعلم. رسميا، الإمكانية الوحيدة المتاحة للحصول على أسماء المبدعات المغربيات هو دليل أعضاء اتحاد كتاب المغرب. في هذا الصدد، يمكن إجراء عملية فرز داخل الأسماء التي يتضمنها هذا الدليل للحصول على قائمة للنساء المستهدفات، ومن ثمة يصير بوسع البحث أن يأخذ وجهة رصد أشكال ومستويات حضور هذه الأسماء في الشبكة العنكبوتية وتقويمها عبر إجراء مقارنات بينها وبين نظائرها في العالمين العربي وحتى الغربي. ولكن العينة التي سيتم الحصول عليها في نهاية المطاف لن تكون ممثلة بأي حال من الأحوال لمجموع الكاتبات المفترضات في عالم النت، كما سيتضح من النقطة التالية.
أما الصعوبة الثانية، فتتمثل في صلة تسمية «الكاتبة» بما يُسمى بـ «المصفاة» التي يمكن تعريفها باختزال شديد بأنها مجموع القنوات التي تمر بها النصوص الإبداعية قبل الخروج إلى حقل التداول، وبالتالي حصول مؤلفها على صفة «كاتب» أو «كاتبة». ووجه المشكلة هنا يتمثل في كون حادث الشبكة العنكبوتية مكن مجموع مزاولي الكتابة، مُكرسين ومبتدئين، ذكورا وإناثا، على السواء، من الإفلات نهائيا من القيود التي سبقت المطبعة إلى تخفيفها عبر تمكين المؤلف من نشر أعماله على حسابه، أي إخراج عمله إلى حقل التداول دون المرور من «رقابة» الناشرين بكافة أشكالهم (صحف، مجلات، دور نشر). فلأول مرة في تاريخ الكتابة صار بإمكان المؤلف أن يرسل منتوجه الفكري من أية نقطة في الكوكب في وقت وجيز جدا ويضعه بين أيدي قراء العالم قاطبة، ولأجل ذلك يكفي الإثنين أن يتوفرا على جهاز حاسوب متصل بالشبكة.
الصعوبة الثالثة: كون الشبكة العنكبوتية قارة جديد بمعنى الكلمة، هي من الشساعة بحيث لا تسع الجميع وتتيح لكل قادم أن يجد مكانا له ويقول كلمته فحسب، بل وكذلك تجعل من المتعذر، وبشكل نهائي، على الباحث الإحاطة بمجموع ما يروج فيها؛
لقد أفلتت المعرفة وإلى الأبد من الإحاطة: لتغير السند، إذ مقابل الكتاب الورقي جاء النص الإلكتروني، ومقابل المكتبة جاءت الخوادم التي تزداد سعتها التخزينية يوما عن يوم، كما لاتساع دائرة منتجي المعرفة (لم يعد هذا الإنتاج مقصورا على الجامعات، بل صار في متناول مجتمعات افتراضية بكاملها).
وما ينطبق على المعرفة ينطبق على الكتابة الأدبية ذاتها:
ومثلما يستحيل على عالم أو باحث أن يدعي الإحاطة بمجموع المعارف الرائجة في النت، كذلك يستحيل على امرئ أن يزعم القدرة على تعقب مجموع خطوات هذا المبدع أو ذلك، هذه الكاتبة أو تلك في الشبكة العنكبوتية. ومعنى ذلك أنه يصعب نظريا، على الأقل – إن لم نقل يستحيل – حصر قائمة أسماء الكاتبات المغربيات المتواجدة في النت. وإذا كان هذا الحصر وحده مسألة صعبة فمن أين يمكن رصد مجموع سلوكات من يتم حصرهن؟
المشكل الرابع: غياب بوابات وأدلة بحث مغربية: لا توجد لحد الساعة بوابة مغربية واحدة أو دليل مغربي متخصص في جرد المواقع المغربية الثقافية والإبداعية والفكرية وصفحات الكتاب والمبدعين ومدوناتهم بما يُيسِّـرُ على الباحث والقارئ العادي على السواء الوصول إلى مجموع الأقلام المغربية في العالم الافتراضي. ومع أن هذه العملية بسيطة جدا، إذ لا تتطلب أكثر من إنشاء صفحة واحدة، فإن لا أحد من الكتاب والباحثين وعموم منشئي المواقع فكر إلى اليوم في إنشاء هذه البوابة للثقافة المغربية. نعم، شخصيا، حاولتُ، من خلال موقعي الشخصي، إنشاء دليل شامل للمواقع المغربية، ولكن قليلة جدا هي الأسماء التي بادرت بأرشفة مواقعها ضمن هذا الدليل، مما يفسح المجال للتساؤل عن التصور الضمني الذي يحمله عدد من أصحاب وصاحبات المواقع المغربية حول هذا النوع من الأدلة؛ ففي الوقت الذي فسحت فيه الشبكة، وأكثر من أي وقت مضى، مجال العمل الجماعي سواء عبر إمكانية الانضمام إلى جماعات أو مجتمعات في فضاءات تفاعلية (حالة المنتديات وصالونات الدردشة الجماعية) أو إمكانية إيداع معلومات مباشرة في مواقع توفر هذه الإمكانية، كما في حالة أدلة المواقع، يُلاحظ من خلال هذا الدليل، على الأقل، نوع من العزوف الذي قد لا يمكن تفسيره إلا بنوع من الاتكالية أو بوجود تصور منحدر من الثقافة الورقية، حيث كان يُفترض في الكاتب أن يكتفي بالكتابة في انتظار أن يشكل موضوع رعاية واهتمام من لدن مؤسسات معينة.

2. . ما الإبداع الإلكتروني؟
تلحق صفة «إلكتروني» بكل عمل، صورة كان أو خطا أو صوتا، يتم نقله من سنده التقليدي إلى حقل الرقم الذي يتألف من التوليف بين الرقمين 0 و1، ينطبق هذا على النصوص بصرف النظر عن حقول انتمائها (إبداع، فكر، علم، الخ.). بهذا المعنى ما من نص يُنشر في الشبكة إلا ويُعتبر رقميا.
ولكن لتصير الأعمال ذاتها إبداعات رقمية، فهي تحتاج إلى أكثر من مجرد تغيير السند. في حالة النصوص الأدبية يصعب الحديث عن نص رقمي إبداعي ما لم بتم إغناء مكونه الخطي بعناصر أخرى، مثل الصوت والصور المتحركة، بل وحتى تحويل فضاء النص إلى خشبة ركحية لكلماته. هذا الإغناء يمكن أن يتم على صعيد الموقع الشخصي كما على مستوى النص المفرد:
على صعيد المواقع الشخصية، معروف أن الشبكة لا تفرض أية قيود شكلية أو فنية على بناء المواقع؛ لا سلطة تلزم هذا المبدع أو ذاك ببناء موقعه على هذا النحو بذل الآخر، ومن ثمة هذا التباين والتنوع الهائل في الأشكال التي تأخذها المواقع الشخصية التي يتولى بناءها أصحابها.
أما على صعيد النصوص المفردة، فيتحدد النص الرقمي بعناصر أربعة هي: «تعدد الخطية، الدينامية، الجماعية والتفاعلية»(1)، وأبرز جنسيين إبداعيين يتجسد فيهما الإبداع الإلكتروني هما: الشعر والسرد. في الحالة الأولى نكون أمام ما يسمى بـ «القصيدة الرقمية» وفي الثانية نكون إزاء ما يُصطلح عليه بـ «النص التشعبي التخييلي» Hypertexte de fiction.
أ) القصيدة الرقمية:
الدينامية هنا يمكن أن تحضر في النص من خلال تحرك مجموعة من المفردات والجمل في فضائه الذي لا يعود مساحة ميتة/جامدة على نحو ما نجد في سند الورق، بل يصير فضاء شبه ركحي لكمات النص وجمله عبر استخدام برامج خاصة، مثل الفلاش ماكروميديا أو السويتش وما شابههما، أو لغات برمجية مثل الجافا سكريبت.
إلى جانب هذا التعامل النوعي الجديد مع اللغة والفضاء يمكن أن ينضاف مكون آخر هو الموسيقى التي تغذو خيطا داخل نسيج النص وتؤثر على التلقي، ومن ثمة على عوالم الإحساس والدلالة التي يجد كل قارئ – مستمع- مُشاهد للقصيدة نفسَه داخلها.
إذا كان عنصر الإنتاج الجماعي للنص الرقمي يمضي إلى حد كتابة نص روائي واحد، مثلا، من لدن عدد كبير من الكتاب، فإنه يتحقق في القصيدة الرقمية بتدخل مجموعة من الأطراف: فنهاك الشاعر، بوجوده الفردي وسائر تواريخه: القرائية والكتابية والنفسية والاجتماعية، الخ.، لكن أيضا بمهاراته التي تتيح له التعامل مع مجموعة من المواد والبرامج التي تمكنه من إخراج نصه بطريقة مركبة تجمع بين الصورة والخط والصوت.
في هذا المستوى، يلاحظ غياب تام للشاعرات المغربيات. نعم، العمل على صعيد هذه الواجهة لازال غائبا في العالم العربي نفسه، ولكن في المحاولة اليتيمة التي أنجزها عدد من الشعراء بمنتديات ميدوزا تحت عنوان «قصيدة ميدوزا» كانت الشاعرة المغربية الوحيدة الحاضرة هي ثريا حمدون إلى جانب الشاعرة الكندية كينية الأصل سولارا الصباح.
ب) النص التشعبي التخييلي:
يتعلق الأمر هنا بكتابة أعمال سردية يستحيل نشرها ورقيا، إذ يوضع القارئ أمام اختيارات للقراءة متعددة، بما يجعل منه مساهما في عملية الكتابة ذاتها.
على هذا الصعيد، يلاحظ أيضا غياب شبه تام للأقلام المغربية ليس من الإناث فحسب، بل ومن الجنسين معا؛ المحاولة اليتيمة الوحيدة تمت على يد القاص امحمد اشويكة في نصه القصصي المتشعب «احتمالات (سيرة افتراضية لكائن من زمانننا)(2).

3. تأملات أولية في حضور الكاتبة المغربية بالأنترنت:
لا يتناسب حضور الاقلام النسائية المغربية في الأنترنت مع نظيرتها في الورق، وما يصدق هنا على الكاتب المغربي يصدق كذلك على زميلته.
يمكن التمييز في هذا الحضور بين شكلين: حضور غير مباشر، وآخر مباشر.
3. 1. . حضور غير مباشر:
ويتمثل في تواجد مجموعة من أسماء المبدعات المغربيات في العديد من المواقع التابعة إما لهيئات؛ مثل موقعي «بيت الشعر» و«اتحاد كتاب المغرب»، أو التابعة لمنابر للنشر تزاوج بين صيغتي النشر الإلكترونية والورقية، وفي مقدمتها مواقع صحف وطنية، مثل: الاتحاد الاشتراكي، والعلم، والصباح، أو أجنبية، مثل: الزمان، والحقائق وغيرهما.
وطبيعي أنه لا يمكن الحديث هنا عن إبداع إلكتروني مادامت المعنيات بهذا الإبداع غائبات عن الفضاء الافتراضي وحضورهن فيه لا يتجاوز أسماءهن وإنتاجهن الذي تتولى نشره هذه المنابر.
3. 2. حضور مباشر:
ويمكن التمييز فيه بين المواقع الشخصية والمنتديات والمجلات الإلكترونية، بالإضافة إلى مجموعات المحادثة التي تغيب فيها الكاتبات المغربيات غيابا تاما لسبب لا يصعب تبينه من خلال رصد أشكال الحضور التي يتم الحرص عليها من لدن الكاتبات أنفسهن.
3. 2. 1. على مستوى المواقع:
تتيح الشبكة ثلاث إمكانيات لبناء موقع شخصي: التسكين المؤدى عنه، عبر حجز اسم نطاق وكراء مساحة لتخزين المعلومات، ثم التسكين المجاني ويأخذ إحدى صيغتين: الحصول على «اسم نطاق» و«مساحة مجانيين» من بعض الشركات، أو الحصول على مدونة مجانية من إحدى الشركات أيضا. والفرق بين المدونة وهذا النوع من المواقع يكمن في السهولة الفائقة للاشتغال في المدونة التي تعد بمثابة كتاب جاهز للكتابة. ويلاحظ غياب تام للكاتبات المغربيات منها، باستثناء موقع الزريبق.
ما يمكن الوقوف عليه من مواقع يُعد على رؤوس الأصابع، إذ كل ما تأتى حصره إلى اليوم لا يتجاوز القائمة التالية:
– مواقع رئيسية:
– الشاعرة والتشكيلية الزهراء الزريبق(3)؛
– منى وفيق(4)؛
– ليلى الشافعي (قيد الإنشاء)(5)؛
– فاطمة بوزيان(6)؛
– رجاء الطالبي(7)
– دة. لطيفة حليم(8)
– زكية خيرهم(9)
– فتيحة أعرور(10)
– مواقع فرعية:
– غادة مصباح(11)
– فاطمة بوزيان(12)
– ناديا يقين في موقع أبيات(13).
حول هذا الشكل لحضور الكاتبة المغربية في الشبكة الافتراضية، والمتثل في بناء مواقع شخصية، يمكن إبداء أربع ملاحظات:
الأولى: الحرص على مجانية التسكين؛ باستثناء موقع منى وفيق وفتيحة أعرور، كل المواقع هي ذات تسكين مجاني:
من ميزات التسكين المجاني أنه يمد أصحاب الصفحات الشخصية بأدوات لتحرير الصفحات وإرسالها مباشرة للشبكة، أي إمكانية الاشتغال على الخادم المضيف نفسه، وبذلك تغدو عملية إنشاء موقع شخصي مسألة في متناول الجميع، ولا تستغرق سوى بضع دقائق. ومعنى ذلك أن الحرص في المواقع التي نحن بصددها، قائم على الرغبة في الوصول إلى فضاء التواصل والتداول أكثر مما يقوم على السعي للتحكم في الأدوات التي تتيح هذا التواصل والتداول. بعبارة أخرى نحن أمام عزوف عن التكوين في حقل المعلوميات في وقت صارت فيه هذه الممارسة تفرض نفسها يوما عن يوم على الأديب بما جعل تكوينه التقليدي غير كاف بتاتا لمزاولة نشاطه على أحسن وجه.
إلا أنه في مقابل الميزات السابقة تفرض الاستضافة المجانية على مستخدميها إكراهات أهمها:
– التشويش الذي يُمارَس على المتصفحين من خلال كثرة النوافذ الإشهارية التي تجني منها الشركة أحيانا أرباحا طائلة؛ إذ عن كل نقرة زائر من الزوار على هذه النافذة أو تلك، تتقاضى الشركة المستضيفة مبلغا معينا.
– سعة المرور (الباندويث) التي تكون محدودة، وتختلف سعتها من شركة لأخرى. والمؤسف هنا أنه بمجرد ما يستوفي الموقع السعة المحددة له، تحت تأثير كثرة الزوار، يتعرض أوتوماتيكيا للإغلاق، وهو ما لم يعدم حصوله لمجموعة من الأسماء.
– قابلية تعرض هذه المواقع للاختفاء في أية لحظة، ذلك أن الجهات التي تمنح هذه الخدمة تكون عبارة عن شركات، وتقديمها هذه «الهبة» يدخل ضمن المنافسة الحادة القائمة بين هذه المقاولات والتي ستفضي طال الزمان أم قصر إلى اختفاء بعضها.
الملاحظة الثانية: باستثناء موقعي فاطمة بوزيان ومنى وفيق اللتان تطمحان إلى احتضان أقلام أخرى، مجموع المواقع النسائية المغربية تأخذ شكل جزر معزولة من خلال العزوف عن إيراد وصلات إلى مواقع أخرى.
ثالث ملاحظة: باستثناء موقع منى وفيق المبني بلغة البرمجة (php)، وكم كان حضورها سيكون مفيدا، ولو عبر مجرد الإدلاء بشهادة تنورنا فيها حول تجربتها مع بناء هذا الموقع وكيفية تحيينها إياه.
الملاحظة الأخيرة: لم يسجل لحد اليوم إنشاء أي موقع مغربي للاحتشاد النسائي، في الإبداع، على غرار موقعي نساء سوريا ورابطة كتاب الإمارات المشرقيين. المنتدى النسائي الوحيد الموجود الآن هو منتديات الجمال المغربي(14) الذي نشك في تأسيسه من لدن نساء مغربيات.
من خلال الانطباعات السابقة، يمكن استنتاج أن الحرص لدى الكاتبات المغربيات صاحبات المواقع الإلكترونية قائم على الرغبة في الإيصال (ولا نقول التواصل) أكثر مما هو قائم على جمالية شكل هذا الإيصال، ومن ثمة طبيعي أن يغيب العنصر الإبداعي في هذه المواقع، مما يجعل من الفضاء الافتراضي إعادة إنتاج شبه حرفية للمنشور الورقي.
كما لا يسجل إلى الآن مبادرة أي من الأقلام النسائية بإنشاء منبر متخصص في نشر المقالات والإبداعات، بل وحتى الكتب الإلكترونية على غرار موقع ناشري الذي تديره الكويتية حياة الياقوت(15).
3. 2. 2. على مستوى المنتديات:
ثمة حضور متزايد للأقلام النسائية المغربية في العديد من المنتديات الأدبية، مثل منتديات اتحاد كتاب الأنترنت العرب ومنتديات واتا الحضارية التابعة للجمعية الدولية للمترجمين العرب، وملتقى عشتار الثقافي، ومنتديات ميدوزا ومنتدى فضاءات ومدد وأدبيات، وغيرها. وعدا حالات نادرة يقتصر هذا الحضور على نشر النصوص الإبداعية دون تجاوزها إلى المشاركة في النقاشات والسجالات. كما يسجل غياب نهائي في عملية إنشاء المنتديات وإدارتها أو حتى الإشراف عليها بشكل فعال على غرار ما يلاحظ لدى أسماء مشرقية، مثل جاكلين سلام وريم اللواتي ومنى كريم ووبثينة العيسى، وماجدولين الرفاعي…
3. 2. 3. على مستوى المجلات والمجلات التفاعلية:
يلاحظ إقبال شديد على المجلات الإلكترونية، ومن ثمة يصعب الإحاطة بمجموع الأقلام المغربية في هذا النوع من المنابر نظرا لصعوبة حصر هذه المواقع ذاتها(16). من هذه المجلات: «أبسو»، «المهاجر»، «جذور»، «ميدوزا»، «كيكا»، «دروب»، «فضاءات»، «أدبيات»، «أبيات»، «فراديس»، موقع «رابطة أديبات الإمارات»، «أمواج الإسكندرية»، «الحوار المتمدن»، «مداد» (المتلقى الأدبي الألماني العربي)، «أنفاس»، «فوانيس»، الخ.
بالإضافة إلى هذا الإقبال يلاحظ وجود نوع من التهافت على المنابر شديدة الاحتشاد، مثل «كيكا» و«دروب» بالخصوص، ويجد هذا التهافت تفسيره في الرغبة في الوصول إلى أكبر عدد من القراء، بصرف النظر عن مصير النصوص (حالة «كيكا» التي تتلف نصوصها بعد مضي وقت وجيز على نشرها)، وفي الحرص على نشر الصور الشخصية. هذا التهافت يعكس رغبة كبيرة لدى الكاتبات في التعريف بأنفسهن وبكتاباتهن على طريقة التاجر الذي يحمل سلعته ويجوب بها المدينة في مقابل التاجر الآخر (من يقتصر على بناء موقع شخصي) الذي يقعد في متجره منتظرا أن يأتيه الزبناء لا أن يذهب شخصيا إليهم.
وربما سيكون مفيدا دراسة الدور الذي تقوم به هذه المنابر في صناعة الأسماء الأدبية.
ومما يستدعي الانتباه بهذا الخصوص أن هذا النوع من المنابر يشكل قبلة لأقلام من الجنسين من فئة ما يمكن تسميته بالمثقفين والمبدعين الورقيين أنفسهم. من أمثلة ذلك الأسماء: ربيعة ريحان، زهرة الرميج، صلاح بوسريف، عائشة البصري، مصطفى الحسناوي، جلال الحكماوي، محمود عبد الغني، عزيز أزغاي، عائشة البصري، محمد بهجاجي، محمد بنيس، الخ.
4. خلاصــة:
من المبكر جدا الحديث عن تواجد فعلي للثقافة الإلكترونية في المغرب، وعدد الملتحقين به من الأدباء من الجنسين لا يتناسب إطلاقا مع الحجم الفعلي للمثقفين والمبدعين المغاربة.
وداخل هذا التواجد النادر التركيزُ قائم في الوقت الراهن على إيصال الإبداع أكثر من الإبداع في أشكال هذا الإيصال، مما يعني أن الكتابة المغربية المتداولة في أيامنا هذه في الفضاء الافتراضي، وضمنها كتابة الأقلام النسائية، كتابة ورقية، وفهم الرهانات العميقة للعالم الافتراضي لم يُدرك بعدُ، ومن ثمة صعوبة الحديث عن ولوج للأجناس الهجينة التي يشكل كل من الصوت والصورة والخط مكونا جوهريا لها. أي يصعب الحديث عن إبداع في الفضاء الإلكتروني.
لهذا الغياب أسباب سبق لنا التطرق إليها في سياقات أخرى(17).

محمد أسليـم

(ألقيت في ندوة «الكاتبة المغربية والإبداع الإلكتروني، تنظيم فرع اتحاد كتاب المغرب بالرباط، نادي الصحافة، الرباط 09 مارس 2006)

هوامــش:
(1) Jean Pierre Balpe, «Littérature numérique, contraintes et ouvertures de l’écran (Du stylo à l’ordinateur ou du livre à l’écran)», in dichtung- digital, 3/2004:
http://www.brown.edu/Research/dichtung- digital/2004/3/Balpe/index.htm
(2) محمد اشويكة، «احتمالات (سيرة افتراضية لكائن من زماننا):
http://chouika.atspace.com

(3) http://zryeq.over- blog.com/

(4) http://www.mouna.info/

(5) http://www.ifrance.com/lchafai

(6) http://www.fatimabouzian.jeeran.com/

http://www.rezgar.com/m.asp?i=1140

(7) http://www.geocities.com/rajaetalbi/

(8) http://perso.menara.ma/latifahalim

(9) بالأنجليزية:
http://home.chello.no/~kzakia

بالعربية:
http://www.postpoems.com/members/zakia

(10) http://www.aarour.com

(11) http://abyat.com/poet.php?id=1318

(12) http://www.rezgar.com/m.asp?i=1140

(13) http://www.abyat.com/poet.php?id=2018

(14) http://www.beautymaroc.com/vb/

(15) http://www.nashiri.net

(16) يمكن الوقوف على محاولة لجرد للمجلات العربية الرقمية انطلاقا من الرابط:
http://www.midouza.net/vb/forumdisplay.php?f=161

(17) انظر دراستنا المنشورة ضمن هذا الكتاب، تحت عنوان: «المشهد العربي الثقافي في الأنترنت»:
وكذلك:
«المبدعون المغاربة والأنترنت» / حوار من إنجاز: محمد بلمو:
http://www.aslim.org/as/modules/news/article.php?storyid=197

«بعض قضايا المشهد الرقمي في المغرب» / حوار من إنجاز: بوجمعة أشفري، أسبوعية «البيضاوي» المغربية، 22/11/2005. يوجد نصه كاملا بموقعنا:
http://www.aslim.org/as/modules/news/article.php?storyid=199

الكاتب: محمد أسليـم بتاريخ: الإثنين 27-08-2012 03:57 صباحا

الاخبار العاجلة