Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the all-in-one-wp-security-and-firewall domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/aslim/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
رواية بالعنف تتجدد دماء الحب: الفصل الأول – محمد أسليـم

رواية بالعنف تتجدد دماء الحب: الفصل الأول

822 views
رواية بالعنف تتجدد دماء الحب: الفصل الأول

الفصل الأول

 

إهـداء

إلى كل الواقفين على شرفة المجتمع، على هَامِشه، حيث يغرسون زُهورا وورودا، من دمَائهم ولحومهم تقتاتُ؛ يتخذون من الأفران بيوتا لهم، ينشرُون فيها جثثهم ويَعرضونها أطباقا، مَأدبات لنهش الناهشين، لا ينصرفون منها إلا عَلى خطى من جَمر… على كشف زيف البضَاعة يتعاونون…

لم تكن تصفيقاتُ جمهور الحاضرين قد توقفت بعدُ عندما انسلت من صُفوف المدرج حَسناء شقراء، ابنة ست وعشرين سنة، لم يسبق لي أن عَرفتها مِن قبل. قامت تتهادَى، ثم أخذت وجهة المنصة بخطو سَريع وخصلات شعرها تدَاعب جبينها وعينيها، ومَوكب عطرها يسبقها إلى أن وَصلت إلى مَائدة المشاركين، فاختارتني لسَبب لا زلتُ أجهله إلى اليوم؛ وثبتْ على وجنتي، وانكفأت طابعَة عليهمَا قبلات ملحاحة عميقة. خجلتُ، ارتبكتُ، سَألتها مُتمتما بنبرَة استغرابٍ شديد:

– مَن أنت؟

قالت: سَوف تعرف.

قلتُ: كيف تجرأتِ على تقبيلي؟

قالت: سَوف تعرف، سَوف تعرف.

قلتُ: لكن زوجتي حَاضرة هنا…

قالت: إنكَ لم تتزوَّج بعد.

سَألتها باستغرابٍ شديد، وأنا أشير إلى حيث تقعُد ربَّـة بيتـي:

– وإذن فمَا عَسى تلكَ المرأة أن تكون؟!

قالت: مجرَّد نقطة في المداخلة، كانت أهَم ما أثارني في كلامك، وهي ما أودُّ مناقشتك فيه بالضَّبط. أتتفضل بمنحي لقاء فورَ انتهاء الندوة، على السَّادسة والنصف مَساء، في مقهى العزَّب؟ متفق؟

قلت: ولكنني لستُ أعزب، أنا رجُل متزوج وأبٌ لطفلين…

قالت: مجرَّد وهم. أنت لا زلتَ أعزب ككل الرِّجال المتزوجين، وزوجتك لا زالت عَزباء ككل نساء البلد. الموعد ضروري ومُؤكد. سَتجدني في تمام الساعة السَّادسة والنصف، جالسة في انتظارك بمَقهى العزَّب.

كدتُ أقنع نفسي بأن الأمرَ يتعلق بواحدَة من تلك الطالبات المجنونات اللواتي يتصيدن التجمُّعات أو التظاهرَات الثقافية ليختلقن حكايات يَسترقن بها الأضواء، كتلكَ التي كانت تواظب على حُضور الندوات الرِّوائية، وفي كلِّ ندوة تطبق على روائيّ زاعمة أنه قد كتب عن أسرارها الشَّخصية في هذا العمَل من أعماله أو ذاك… كدتُ أقنع نفسي بذلك، ولكن ما أن ألقيتُ نظرة على يميني وأخرى عَلى يسَاري حتَّى تبدَّد ما هممتُ إقناع نفسي به؛ فقد شَدَّ المتدخلون واحدا واحدا على يَدي يُصافحونني، بل وتجرأ بعضهم عَلى تقبيلي من الوجنتين مثلما فعَلت الفتاة…

انصرفتُ إلى المقهى وأنا شبه مُوقن بأن الحكاية لا يمكنُ تفسيرها إلا بكون الفتاة المعنية قدْ أخفت لي مُفاجأة كبرى: لعَلها قريبة لي انقطع حبل الصِّلة بأهلها منذ عقود، ثمَّ اهتدت أخيرا إلى مكان وجودي، فاختارت أن تسْتهل عَلى ذلك النحو عرضَ اللقاء بين قريبين بَعد فراق طويل. أو رُبما كنتُ جئتُ في عرضي – من غير أن أعلم – بنظرية جَديدة ستقلب كلَّ المعارف الرَّائجة حاليا «بصدد تفسير نشأة المؤسَّسات الاجتماعية: الأسْرة نموذجا»، وكان هذا هُو عنوان العرض الذي ساهمتُ به، حثَّني على هذا التفسير طولُ التصفيقات التي خصَّني بها جمهور الحاضرين، ثم التحية التي خصَّني بها زُملائي الأساتذة….

تحميل الرواية كاملة 

Breaking News