Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the all-in-one-wp-security-and-firewall domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/aslim/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
المصطفى الغربي – وضعية اللغة الفرنسية في المشهد اللغوي بالمغرب – محمد أسليـم

المصطفى الغربي – وضعية اللغة الفرنسية في المشهد اللغوي بالمغرب

1715 views
المصطفى الغربي – وضعية اللغة الفرنسية في المشهد اللغوي بالمغرب

1- اللغات المتواجدة

يتميز الحقل اللغوي في المغرب بتضمنه للغات ولهجات متنوعة. وهذا الحقل بعيدا عن أن يشبه تلط الفسيفساء المتعددة الأوجه التي تعرضها بلدان كنيجيريا والكامرون وطانزانيا[1]، فإنه يشكل مكانا تتعايش فيه بعض اللهجات التي لم يصبها تقريبا أي تغيير، بل وتتطور فيه أحيانا. بل وبموازاة ذلك تتطور فيه لهجات على حساب أخرى. يتم ذلك كله بفعل التقاء عوامل تاريخية ولغوية.

والتفاعل المتعدد لغويا المترتب عن ذلك تواكبه تبعية في المواقع التي تحتلها تلك اللغات واللهجات، وبذلك يجد المشهد الثقافي والاجتماعي نفسه متأثرا فيها بما يعتبره بعضهم بمثابة تشويه للشخصية، ويعتبره آخرون سيرورة خارجية المنشأ قادرة على تفجير طاقات الحوافز وإبداعية الحضارة العربية الإسلامية، فيما يعتبره آخرون أيضا مجرد انتقال قسري على درب التقدم.

واللغات واللهجات التي تشكل هذا المشهد اللغوي والثقافي بالمغرب هي آلاتية:

1-اللغة العربية الكلاسيكية أو الفصحى(ع.ك)

2-اللغة العربية العصرية (ع.عص)

3-اللغات البربرية(ب)، وتشمل:

التامازيغت(ت م)، التاشلحيت(ت ش) والتاريفت (ت ر)

4-اللهجات العربية المغربية (ع مغ)

5-اللهجات الأجنبية (أ)، وتشمل :

الفرنسية (ف)، الإسبانية (إ)، والأنجليزية (أن)

ويؤدي حضور مختلف هذه اللغات إلى ظهور أوضاع تجعل في أغلب الأحيان ثلاث لغات تتواقت في التجمعات الحضرية حيث نسبة التمدرس هامة ، ولغتين في المناطق القروية الجبلية أساسا، ونادرا ما نجد لغة واحدة ، هي البربرية. وقد أدى كل من إدخال وسائط الاتصال إلى القرى النائية وجاهزية وسائل التواصل الملائمة المسهلة للتبادلات واختلاط السكان أي تراجع واضح لظاهر الأحادية اللغوية(monolinguisme).

في هذه المنافسة اللغوية يعود أكبر عدد من الحدوثات (Occurences) إلى العربية[2]، وبعدها تأتي البربرية باختلافاتها اللهجية الثلاثة، ثم العربية العصرية[3]، وفي المرتبة الأخيرة تأتي اللغة الفرنسية[4].

ويبقى أن هذا النظام للتفوق المتدرج للغات واللهجات في المغرب كان سيكون أكثر دقة لو توفرت بيانات مرقمة تدرس للكثافة الداخلية لاستعمال اللغات واللهجات داخل المنطقة الواحدة. ومع ذلك ففي هذا التصنيف لحدوثات اللهجات عبر مختلف المناطق يبدو أن نوغل من الإجماع هو بصدد القيام، وهو إجماع تؤكده دراسات جزئية (جامعية في أغلب الأحيان: بحوث لنيل الإجازة أو شهادة الدروس المعمقة) أكثر مما تنفيه.

ينتج عما سبق أيضا حالة ثنائية لغوية أعقد من تلك التي تظهر في خطاطة فرغسون[5]. فهذا الأخير يرى أنه توجد لغة عالية المستوى للتعبير عن الثقافي والروحي والديداكتيكي وعن مظاهر فكرية وعلمية ووظيفية، ولغة ذات مستوى وضيع تستخدم في الاستعمال اليومي. الأولى لغة للنخبة، وهي ذات حظوة معينة. أما الثانية فهي لغة عامية، وتحظى بمكانة أقل تواضعا، أكثر ألفة وأقل حظوة، علما مع ذلك بأن المجتمع هو الذي يمنح للغة أو لأحد سجلاتها وضعا مفضلا أو متواضعا[6].

عندما يتعلق الأمر بالعربية العصرية والعربية الكلاسيكية، فإن حالة الثنائية اللغوية هذه تجعل الاتصال لا يتم بين لغتين وإنما بين لغة ولهجة. وهي ترفق بثنائية لغوية، وبثلاثية لغوية (Trilinguisme) في أغلب الأحيان[7]، مع مقامات متميزة لاستعمال مختلف اللغات واللهجات، لكن أيضا مع مقامات مسننة (Codés)*** للاستعمال المزدوج عن قصد.

هكذا، فالمواقف التي تنتج عن تفاعل مختلف اللغات المتواجدة تفسح المجال للممارسات الآتية:

-الأحادية اللغوية= ب أو ع. مغ

-الازدواجية اللغوية= ب – ع مغ، ب – ع عص، ع مغ- ع عص، ع مغ-ف.

-الثلاثية اللغوية: ب- ع مغ-ع- عص، ب- ع مغ- ف، ب- ع مغ، إن، ع مغ- ع عص- ف، ب- ع مغ، ع عص- ف.

2- البربرية

بالإضافة إلى ما سبق، فإن ظاهرة كون تعلم اللغات الأجنبية يبدأ بعد سن الثامنة، أي بعد أن يكون الطفل قد تعلم التفكير داخل لغته الأم والتعبير والكتابة بلغته الثانية، وهي العربية الكلاسيكية، تلك الظاهرة تؤكد طبيعة التعدد اللغوي التي يتصف بها تعلم اللغات في المغرب.

البربرية هي لغة سكان يدعون «إيمازيغن»، وهم سكان استقروا منذ العصر النبليوني في فضاء جغرافي يمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى النيجر ومن المحيط الأطلسي إلى الحدود الليبية المصرية.

والبربرية ليست لغة معقدة. فهي ليس لها نحو في كتاب يشتمل على المعايير المصوغة بطريقة منهجية وواضحة. وامتلاكها يتم بتقوية تدريجية لبنيات الكفاءة التي يتيح إجراءها استبطان قواعد تبسيطية لاشتغال الشفرة أو السن (Code) . كما أن نقلها من جيل لآخر يتم بطريقة شفهية أساسا. ومع هذا كله، فاللغة البربرية مخصوصة بنوع من «التاريخية» مادام أن علم اللهجات قد توصل إلى رسم تطورها التعاقبي انطلاقا من فرع مشترك قد يكون هو التامازيغت.

وبخصوص أصل اللغات البربرية تتعدد الأطروحات، بل وتتناقض[8]. فمنها من ردت إلى العرق الهندوأوروبي الذي جاء من أسيا الصغرى إلى القوقاز والشواطئ الغربية للبحر الأبيض المتوسط[9]، ومنها من أرجعته إلى اللغة المصرية القديمة (القبطية)، ومنها أيضا من اعتبرت البربرية بمثابة اختلاف لهجي للغات الأمريكية الهندية. إلا أن الأطروحة التي يشترك فيها عدد أكبر من اللغويين تظل هي تلك التي تربط اللغة البربرية بالعائلة السامية[10] أو العائلة الحامية السامية (Chamito-sémitique)[11].

ويبدو أن بوكس غير مقتنع بوجود أي نسابة بين العربية والبربرية. فهو يبدي بعض التحفظات، بل وحتى نوعا من الشك فيما يخص انتماء البربرية إلى العائلة «الحامية السامية». فهذا الانتماء يظل في نظره لا يعدو مجرد افتراض. كما أنه (أي بوكوس) لا يتردد في نعته بافتراض «توراتي اعتباطي متعمد»[12].

من بين سائر الشعوب[13] التي قادتها تقلبات التاريخ إلى أراضي الأمازيغيين، أو الرجال الأحرار، حضارتان تركتا بصماتهما: الأولى في الأرض، وتمثلها المآثر الرومانية التي لازالت حاضرة في وليلي وشالة واللكوس. والثانية في الذهنيات، وتتمثل في التأثير العربي ابتداء القرن 7 الميلادي حيث ستجد مجموع الساكنة البربرية تقريبا في ظرف بضعة قرون (خاصة في ظل المرابطين) «مؤسسة كليا ومعربة بعمق»[14].

ويرى ابن خلدون (1322-1406)، أن البربر ينتمون إلى عائلتين كبيرتين: البرانس والبتر. وهما بدورهما تتضمنان الصنهاجيين والمصامدة (العائلة الأولى) وقبائل زناتة أساسا (العائلة الثانية)[15]. هكذا، فإن الأسر الثلاث التي أرست وحدة المغرب وأعطته الأساس والدولاتي والبقاء التاريخي الذي منحه تميزه، وهم المرابطون والموحدون والمرينيون، تنحدر على التولي من عائلات صنهاجية ومصمودية وزناتية[16].

تتألف الأمازيغية من مجموعات ثلاث تحتل الأراضي الآتية على التوالي:

1-«الريفية» في الريف والمغرب الشرقي

2-«البربرية» في الأطلس المتوسط وشرق الأطلس الكبير في وديان زيز ودرعة وسرغاو.

3-«الشلوح» في وسط الأطلس الكبير وغربه وفي سوس والأطلس الصغير.

ومن شأن تقسيم أكثر دقة للهجات البربرية على مجموع التراب المغربي أن يعذى الصورة الآتية:

1-الجماعة التي تتكلم باللهجة المعروفة باسم اللهجة الريفية أو الزناتية: وهذه الجماعات تغطي منطقة تازة باتجاه الشمال، في في القبائل الريفية، ونحو الشرق إلى الحدود الجزائرية. ومن بين هذه القبائل يمكن ذكر آيت ورياغلة، آيت وازني، آيت سعيد، آيت بوزكو، تمسمان، بوقويا، كلايا، كزناتة متالسة، آيت أورايو، آيت سغروشن.

2-الجماعة التي تتكلم اللهجة المعروفة باسم اللهجة الأمازيغية: وتغطي المنطقة الممتدة من تازة باتجاه الرباط مرورا بفاس ومكناس ممتدة نحو الجنوب إلى الصحراء. والتجمعات «البربرفونية» تقع خصوصا في الأطلس المتوسط، وشرق الأطلس الكبير، وواحات الجنوب.

3-الجماعة التي تتكلم اللهجة المرعوفة باسم لهجة الشلوح: وتحتل منطقة الجنوب الشرقي المغربي وخاصة الأطلس الكبير الغربي، والأطلس الصغير، وسهل سوس.

3- العربية الدارجة

عندما يرث جيل من الأجيال لغة أجداده، فإن الأيصال اللغوي يتم حسب سلسلة يتغير شكل حلقاتها وتراكبه بطريقة تختلف باختلاف الأحوال السوسيوثقافية وإيقاع التحولات الناتجة عن طبيعة الاتصالات مع ثقافات أخرى. ومع ذلك، فالاستمرار في إيصال نمط التفكير و«أداة» التفكير بصفة خاصة يتم حسب خطاطات جوهرية متشابهة وتظل منغلقة أمام التأثيرات التاريخية المحيطة بها.

وذلك ما لم يكن عليه الأمر بالنسبة لحالة سكان المغرب. فالتأثيرات التي خضعوا لها مع الأسلمة قد غيرت بعمق أنظمة قيمهم لأنها جاءتهم بدين جديد ولغة جديدة. وقد ترتب عن تفاعل هذه الأخيرة مع لغتهم نمط تواصلي جديد. بتعبير آخر، لم ينتج عن التفاعل بين الاثنين ظهور لغة أصيلة فحسب، بل وأيضا طريقة نادرة في التفكير تمثلت قدرتها الأساسية في ديناميكية ثابتة لإدماج الاختلافات والتحولات الثقافية واللغوية.

لقد أطلق على هذا النمط من التواصل اسم «دارجة» (لغة شائعة) أو «عامية» (لغة العامة)، كما أطلق عليها أيضا إسم «العربية المغربية» أو «العربية اللهجية». وهي تعد، شأنها في ذلك شأن اللغة البربرية، بمثابة المبدأ الحيوي لـ «الأصالة»[17].

يبدو لنا مفهوم اللهجة بمعناه الدياكروني[18] مناسبة لتسمية هذا النمط من التواصل في تجلياته الجهوية وتطوره التاريخي.

فعلى الصعيد الجهوي، تعرف اللغة المشتركة المغربية الاختلافات اللهجية الآتية:

1-لهجات التجمعات الكبرى مثل وجدة، وفاس، ومراكش، الخ.

2-اللهجات البدوية التي أدخلتها قبائل بني هلال وبني معقل إلى السهول الأطلسية[19].

ويجب أن نسجل، مع ذلك، أن الاختلافات العائدة إلى هذه التنوعات اللهجية لا تعيق التفاهم المتبادل بين مختلف المناطق المغربية. فهذه «الاختلافات لا تصيب إلا البنية السطحية للغة، لأنه بالانطلاق من علم اللهجات المقارن وتحييد السلوكات اللغوية الفردية يمكن إعادة بناء نموذج مثالي مشترك»[20].

وعلى الصعيد الدياكروني، عرفت اللغة المشتركة المغربية تطورا تاريخيا واحدا في تقلباته الكبرى لكن مع اختلافات من وجهة نظر التفاعل المعجمي، والصرفي-التركيبي. وهذه الاختلافات قد تطابق فصلا موقعيا مزدوجا: يطابق أولا تمييزا بين المدينة والبادية، ثم تقسيما –إلى خط منحن متعرج وليس إلى خط مستقيم- بين «شرق المغرب (حتى تازة)، غربه (ابتداء من فاس)، وشماله نواحي طنجة وتطوان)، وجنوبه. ومن البديهي أن هذا مشترك للسمات اللغوية التي تطبع كل جهة وتميزها عن باقي الجهات: فالمجال الجغرافي الذي تغطيه هذه الاختلافات اللهجية لا يمكن تحديده بحدود سياسية. هكذا –ولكي نقتصر على مثال واحد- فاللهجة المتكلمة في جانبي الحدود المغربية الجزائرية هي عمليا لهجة يحدد اللهجة والوسط الذي تنغرس فيه: «إن التقسيم اللهجي يستجيب لشعور واقعي يملكه أهل المنطقة الواحدة بأنهم يتكلمون بطريقة مختلفة عن طريقة كلام المنطقة المجاورة لهم»[21] .ليس من السهل التحديد الدقيق للعلاقات بين العربية الدارجة والعربية الكلاسيكية لأنه حيثما يرى البعض وجود تشابهات جوهرية بين الإثنين يلاحظ آخرون وجود اختلافات جوهرية. إلا أنه فيما وراء وجهات النظر التي تهيمن عليها الإيديولوجيا يمكن أن نسجل بهذا الصدد الملاحظات الآتية:

1-إن خبرة العربية الدارجة يتم توظيفها في تطوير الملكة اللغوية عند الطفل الذي يتعلم اللغة العربية الكلاسيكية. كما أن النقل المعجمي والصواتي والتركيبي –رغم الفروقات- يجد تحققات عديدة دالة ومثمرة[22]. وهذا التشابه هو الذي يجعل العربية الفصحى تعرض «مستويات استعمال مختلفة، حسب الظروف، بدءا من التطابق الأكثر دقة مع المعايير الكلاسيكية ووصولا إلى استعمال تسامحي تستخدم فيه مفردات دارجة بكيفية واسعة جدا حسب نحو أدبي مبسط»[23]. وإذا أخذنا بعين الاعتبار في التحقيقات الخطابية مفعول تأثير الأساس الذي تكونه اللغة الأم، أي العربية الدارجة، فإننا نتبين أن الفروق –بين العربيتين- تتكون من تجديدات في مادة المعجم، ومن اقتطافات خاطئة أو صياغات مختصرة واقتصادية في مادة التركيب أو تحققات أصوات جديدة تلحق تعديلات على النطق.

وفي هذا الإطار، يشهد المثال الآتي على هذا الغنى الذي تتصف به العربية الدارجة:

رموز صوتية مقابلها بالعربية الدارجة مقابلها بالعربية الكلاسيكية
B ب ب
(p) پ غير موجود
F ف ف
(v) ف غير موجود
Q ق ق
(g) كـ غير موجود
ستة أصوات بالعربية الدارجة ثلاثة أصوات بالعربية الكلاسيكية

2-من منظور مقارنة ثلاثية بين العربية الدارجة والعربية الكلاسيكية واللغة البربرية قد يكون من المناسب تدقيق أنه –بصفة عامة- «عندما يستمع شخص أمي إلى خطاب يلقى بالعربية المسماة كلاسيكية فإنه يفهم بكيفية إجمالية رسالة هذا الخطاب. وعليه فليس هناك طلاق تام بين العربية المغربية والعربية التي تسمى كلاسيكية كما هو الأمر بالنسبة لهاتين الأخيرتين والبربرية»[24].

والنتيجة هي أن للعربية الدارجة –حسب ما يبدو- قرابة أكيدة مع العربية الكلاسيكية. وبهذه الصفة، فالعربية الدارجة مخصوصة بحيوية وتارخية دون أن تخص باستقلالية لأنها خضعت ولا زالت تخضع لتأثيرات متنوعة:

-في المقام الأول تأتي تلك التأثيرات التي جعلت منها لهجة عربية، وهي لهجات القبائل وخاصة منها قبائل بني هلال، وبني سليم، وبني معقل.

-في المرتبة الثانية ترد التأثيرات التي لا زالت تحتفظ براهنيتها إلى اليوم، ونعني بها الأساس البربري (التامازيغت) واللغات الأجنبية/ الفرنسية، والإسبانية، والإنجليزية (الترتيب هنا حسب أهمية التأثير).

4-من العربية الفصحى إلى العربية العصرية:

لقد استقرت اللغة العربية بشكلها الحالي نهائيا منذ القرن 8 الميلادي. وبهذا المعنى يمكن القول إن هذه اللغة القرآنية هبة من القرآن. فهي لغة طقوسية، تشرك الحياة الدينية في تنظيم الحياة وتمزج وعيا دينيا بوعي لغوي: )قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن ياتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا( (الإسراء، 88).

ومن لغة خليط من العربية والآرامية تتعرض لمنافسة لهجات أخرى تنتمي لمختلف قبائل شبه الجزيرة العربية ستتبنى لغة قريش كتابة النبطيين. وبفضل التقنيات المتلاحقة التي ستجري على هذا الخط ستكتسب اللغة العربية الحيوية والقوة الإيحائية اللتين تتصف بهما اللغات التي دونت التاريخ وساهمت في تطور الحضارة الإنسانية.

خلال القرون التي تلت أسلمة المغرب (ابتداء من القرن 7 م) «لم تكن اللغة لعربية، بحسب النظرية الأفضل، سوى لغة أقلية صغيرة من الإداريين»[25].

منذ عهد الأدارسة (ق 8 م) تم تأسيس الدولة المغربية المسلمة وبنائها وتوطيدها –عبر تقلبات تاريخها- بفضل قبائل مغربية أصيلة[26]. وبما أن لغة الدولة هي لغة دينها، فإن هذه اللغة (العربية) ستشهد مع توطد العقيدة انغراسا وتوغلا متزايدين. وقد ساهمت ظاهرة أخرى ذات طبيعة دينية، وأيضا ذات طبيعة سوسيو-اقتصادية –ولو بطريقة نسبية-في الحفاظ على اللغة العربية كلغة تبادل أساسية بين المغرب العربي والشرق الإسلامي: وهي ظاهرة قافلة الحجاج. فقد كانت هذه القافلة تتكون في البداية من بضع مئات من الأشخاص، وبتقدمها نحو مكة كانت تتضاعف. كان مسلمو مختلف القبائل ينضمون إلى القافلة إلى أن تصير بكبرها بمثابة مجتمع رحال[27]. وبما أن هذه القافلة كانت تقضي أزيد من سنة ذهابا، فإن أغلب الحجاج كانوا يضطرون إلى العمل من أجل ضمان عبشهم بممارسة مهنة من المهن (حرف تقليدية، تجارة، تعليم، الخ) داخل المجتمع المسافر نفسه. لقد كانت مختلف هذه القبائل تتكلم بسائر اللهجات الأمازيغية، وكانت تجد نفسها مضطرة لاستعمال لغة واحدة من أجل تبادلاتها التجارية والتواصل فيما بينها وأداء الشعائر الدينية، فكانت تلجأ إلى امتلاك اللغة العربية ودمجها في ثقافتها، وبذلك صارت هذه الأخيرة ثقافة بربرية-مسلمة، وأصبحت العربية مرتكزا للحضارة الإسلامية[28].

لكن اللغة العربية كلغة ثقافة وحضارة لم تعرف انغراسا حقيقيا وتوسعا في المقابل الجبلية إلا مجيء الموحدين (ق 11م)[29]. فلكي يبسط الموحدون سلطتهم على البلاد بكاملها قاموا بعملية دعائية واسعة باللغة العربية، فاستخدموا البنيات الدينية والاجتماعية القائمة من قبل: المساجد لصلاة الجمعة، والأسواق لقراءة الرسائل الموجهة إلى القبائل، والزوايا الدينية لنشر الأخبار وتحرير نسخ منها «تبعث إلى كل قبيلة (…) وكل منطقة»[30]، وكذلك «المواسم»، وهي عبارة عن تجمعات لمختلف القبائل، في أوقات معلومة، حول القبر الحقيقي أو المزعوم لولي مسلم مجلل باعتباره مكانا للزيارة.

لقد سبق عبد الرحمان بن خلدون[31] -في معرض حديثه عن الأسلمة في المغرب العربي- إلى عرض مبدأ المحاكمة من أجل البقاء والمحاكاة بالفتنة أو الجذب: فالشعب المغلوب يبذل دائما ما في وسعه لتقليد الشعب الغالب في طريقة وجوده اعتقادا منه بأنه لم يغلب إلا لأن الآخر عرف كيف يفرض عليه «إتقانه وكماله». والإنسان المغلوب، بسعيه إلى اتباع عادات الغالب وتقليد سلوكاته إلى حد التملك غير المشروط، إنما يعمل على أن يجعل لنفسه طبيعة فانية: نوعا من «الكمال الجذاب».

ومن الملائم أن نضيف إلى هذه القاعدة العامة للتاريخ أن اللغة العربية قد انغرست في الشعوب التي انتشر فيها الإسلام لأنها قبل كل شيء لغة القرآن والسنة.

في المدن الكبرى كانت اللغة العربية تثبت نفسها أكثر فأكثر باعتبارها لغة للحضارة المهيمنة، لغة لـ «الحاضرةَ، فيما صارت اللغات المحلية بمثابة لغات «جاءت من الخارج»، أي بمثابة لغات «أجنبية». ولما انتقلت السلطة السياسية إلى أيدي الأهالي عرفت اللغة العربية نوعا من «التغيير». يتعلق الأمر، على الأصح، بتحولات مورفولوجية وتركيبية خضعت إليها العربية بفعل اتصالاتها باللغات المحلية. وقد ظلت –رغم كل شيء- لغة للدولة والمدينة لأن الديانة الإسلامية ستشكل من الآن فصاعدا النسيج الرابط للمجتمع في شموليته وخميرة ذاكرته وتجديده في آن واحد.

ويبقى أن هذا التغيير للغة العربية في المغرب العربي قد نشأ عنه –رغم حماية الإسلام- لهجات محلية جهوية هي بمثابة اختلافات لهجية للغة عربية أم.

فيما بعدن سيكون لهجرة القبائل الأندلسية التي كانت تبرع في استخدام اللغة العربية تأثيرا حاسما في بقاء اللغة العربية في الدوائر المثقفة وتوطيد حضورها على شكل لهجات جهوية في الأوساط الحضرية أولا لتمتد بعد ذلك تدريجيا إلى البادية.

في بداية القرن الحالي، ابتكر الاستعمال الفرنسي، في إطار بحثه عن أفضل وسيلة لبسط هيمنته على المغرب وإرساء جهاز أساسي لقسر القانوني والاجتماعي (ضمن ما ابتكره) الظهير البربري (1930). وقد كان هذا الأخير يهدف إلى تفجير هذه «الكتلة المتماسكة من الأهالي الذين لهم لغة ومؤسسات مشتركة»[32]. فما كان يضمره اليوطي، على حد قوله، هو: «تملي علينا مصلحتنا أن نجعل البرابرة يتطورون خارج الإسلام. فمن وجهة النظر اللغوية، يتعين علينا محاولة المرور مباشرة من اللغة البربرية إلى الفرنسية. ولهذا الغرض، فنحن في حاجة إلى متكلمين باللغة البربرية وحدها. يجب علينا أن نحدث مدارس فرنسية-بربرية تعلم فيها الفرنسية للبرابرة الصغار»[33]. وفي معرض تعليق شارل أندريه جوليـان على هذه السياسة، فسر هذا الباحث ترجمة هذه السـياســة المبررة (berbèrisante) والنتائج التي حصلت عليها بصفة خاصة قائلا: «لقد وضعت المدارس الفرنسية-البربرية سنة 1923 برنامجا يلغي [الاختبار] الشفوي ودراسة القرآن لفائدة الفرنسية: لأنه كان يراد إفساد عقل الطفل وجعله خادما مطيعا (…) في حين كان يجب تغيير لهجته. فقد كان يكفي أن يلج المدرسة طفل عربي واحد يقطن والداه في البادية فتنتشر عدوى الإسلام بسرعة»[34].

لقد انتهت هذه المحاولة للإدماج والمثاقفة إلى الفشل لأن الحركة الوطنية في تلك المرحلة ردت عليها بمضاعفة عدد مدارس التعليم الأصيل محاولة بذلك احتواء حركة البربرة وعرقلتها والسبب الثاني في هذا الفشل يعود إلى اللغة نفسها. ذلك أن اللغة العربية التي كانت قد وذدت هذه «الكتلة المتماسكة» سينظر إليها من الآن فصاعدا باعتبارها جزءا متمما لهذه الثقافة العربية البربرية التي تشكلت تدريجيا منذ دخول الإسلام الغربي دون أن يصيبها تغيير عميق. وقد استطاعت القيام بذلك بفضل هذه «الموهبة» التي تحدث عنها أندريه ميكيل والتي تخص هذه اللغة «في اللحظات الكبرى من تاريخها» بهذه الكثافة من «الانفتاح على العالم وهي واثقة من نفسها».

لقد أتاحت لها هذه «الموهبة» بصفة خاصة أن تتطور عبر اتصافها بديناميكية تدمج الحاضر في الماضي دون أن تسقط في فخ التشيؤ، وذلك بفضل هذه الحيوية التي تتيح لها أن تتملك خطابات مختلفة في آن واحد بالمقامات السياقية والزمنية التي تعبر عنها هذه الخطابات، وكذلك بتنوع تيارات الاهتمامات الآتية من الخارج والتي يفرض التقدم الانخراط فيها.

لقد اضطرت اللغة العربية «الكلاسيكية»، إذن، إلى تحديث نفسها، ومن ثم نعت العربية الحالية بـ «العصرية»[35]. والعربية العصرية هي مكان لـ «تبئير» ثلاث تيارات: ثلاث تيارات: الركيزة الكلاسيكية ذات السيادة والقدسية، وحيوية اللغة المتكلمة المتجددة دوما، ثم يترتب عن الاتصال باللغات الغربية من تأثر»[36].

على المستوى الصرفي التركيبي والصواتي لا يكاد يلاحظ الفرق بين العربية العصرية والعربية المسماة كلاسيكية إلا بصعوبة. ومع ذلك، فإننا نلاحظ انتقال صور وتعابير من اللغة الفرنسية إلى العربية العصرية. وعلى المستوى المعجمي يلاحظ أساسا نقل مجموع اصطلاحات تقابل المخترعات الجديدة، وهي اصطلاحات يفرضها الاتصال بين الثقافات الذي أصبح من الآن فصاعدا أكثر كثافة بفعل تطور وسائل الاتصال والنشر. وهنا للمفهمة (Conceptualosation). وفي بعض الأحيان يتم ترجمة بعض التعابير الإصلاحية الفرنسية حرفيا وإدماجها في الخطاب العربي (العصري) بطريقة لا تكاد تدرك إلا بصعوبة. الأمر الذي لا «يفسد» التكوين الثقافي أو المهني الأول للمتكلم، كما لا يحول دون فهم خطابه أو الاستفادة من أقواله، بل أكثر من ذلك إن هذا التركيب البيخطي (Inter-Lignale) (أو التناصي كما قد يقال) لا يخلو من إفادة الخطاب التقريري بإشارات تاريخية وبيثقافية وكذا بثراء التقاء الثقافات عندما يشكل هذا اللقاء موضوع تملك خصب ومتحكم فيه.

تستمد العربية العصرية «هذه الحيوية الدائمة التجدد» من موقعها الراسخ بالتدريج عمليا في جميع مقامات التواصل الشفوية الرسمية. وحتى «وإن استخدمت استخداما لهجيا، فإن الأمر يتعلق حينئذ بدارجة منقحة جيدا ومغناة»[37]، تميل بشكل متزايد على العربية الفصحى. دارجة تستعير معجما شائعا وافرا بما فيه الكفاية وتركيبا يملك جيدا التواصل في محادثات المثقفين المجردة كما في نقل المعارف في عدد كبير من التخصصات العلمية بشكل خاص.

تحت تأثير وسائط الاتصال التي تساهم كثيرا في انتشار العربية العصرية تشهد اللهجات الجهوية تعديلات متزايدة حسب هذه العربية العصرية التي صارت من الآن فصاعدا النموذج وليس مجرد لهجة أخرى كائنة ما كانت[38].

تميل التحولات الملاحظة في السلوك اللغوي لدى السكان –والذي سبق ملاحظاته منذ عدة سنوات (مونطي، 1960) إلى الازدياد بطريقة معلومة. فالعربية العصرية تمارس بكيفية متزايدة في التبادلات المكتوبة والشفهية على حساب العربية الدارجة التي تعتبر بمثابة شرط يحسن تقويمه تدريجيا وبتأن[39]، دون الانخراط في طروحات جذرية[40]، إذ يلزم ملاحظة هذا التحول ليس باعتباره مجرد تحول في السلوك اللغوي، بل وكذلك في المواقف تجاه اللغة بالمغرب[41].

وحول العلاقات القائمة بين العربية العصرية وباقي اللغات الموجودة في تونس –وهي حالة شبيهة بحال المغرب[42] -يقترح محمد معموري توزيعا لغويا[43] نعرضه قبل مناقشته:

يميز الكاتب بين عدة أصناف من اللغات:

-العربية الكلاسيكية: ع.ك (classcal arabic, C.A)

-العربية المعيار العصرية: ع.م. عص (moderne standard arabic, M.S.A)

-العربية التونسية: ع.ت (tunisien arabic)

الفصحى الدارجة ع.ت الفرنسية

ع.ك+ ع.م.عص

ترسيمة رقم 1

الفصحى الدارجة ع.ت. الفرنسية

ع.ك + ع.م.عص

ع.ت ف.ع

ع.عص

تشمل «العربية الفصحى» في آن واحد «العربية الكلاسيكية» و«العربية العصرية»

تتركب «العربية الفصحى» مع «الدارجة» (العربية التونسية فتعطي «عربية مثقفة».

ومن امتزاج هذه «الدارجة» نفسها بـ «الفرنسية» تنتج الفرنسية.

أما «العربية العصرية» فهي تبدو بمثابة نتيجة لتركيب «العربية المثقفة»و«الفرنسية».

إن تطور الوضع اللغوي الذي يقترحه معموري، والذي يهم تونس، يبدو لنا مفيدا مادام يدرس تنافذ مجالات استعمال مختلف اللغات المتواجدة كما يتيح في الآن عينه ضبط «الفصحى» بمكونيها الكلاسيكي والعصري. ومع ذلك، فلدينا تحفظ يتعلق بالموقع المفضل بكيفية مبالغ فيها لما يسميه المؤلف بالفرنبية (Le francarabe)، وهي عنده عبارة عن عربية جهوية دخلها سيل من المفردات الأجنبية (فرنسية، إسبانية، أنجليزية) فامتلكتها إلى إلى أن تشكلت كلغة مستقلة لها نفس أهمية «العربية المثقفة». إنه إغفال من جانب المؤلف للتأثير المبين والمخفف للسرعة الذي تقوم به في آن واحد وسائط الاتصال والمدرسة، وعدم أخذ بعين الاعتبار للمظهر الإيديولوجي –المحمل بالدلالات والعواقب –للسجال اللغوي في بلدان المغرب العربي.

وقد نميل إلى استبدال ترسيمة المعموري بالرسم البياني الآتي:

ترسيمة رقم 2:

العربية العصرية عربية جهوية (لهجات: المغرب، الجزائر،

(ناتجة عن الـ ع.ك) تونس)+(الدخيل: فرنسية، إسبانية،

إنجليزية)

العربية الوظيفية

العربية العصرية «هي حاصل التطور الذي عرفته العربية الكلاسيكية (راجع الصفحات اللاحقة) ومفهوم «مثقفة» (عربية وثقفة) لا يبدو لنا وظيفيا بسبب معامل القيمة الحصرية (أو التمييزية )الذي يحمله في ذاته.

تتألف «العربيات الجهوية» من لهجات البلدان المكونة للمغرب العربي (مع التحفظات المعبر عنها المتعلقة بعدم مطابقة اللهجات للحدود الجيوسياسية) والدخيل المستعار من اللغة الفرنسية في المقام الأول.

ومن تركب «العربية العصرية» مع «العربية الجهوية» نصل إلى «العربية الوظيفية». بطرح الاعتبارات السياسية جانبا، فإن تداول الأفكار والأخبار عن طريق الملتقيات الجهوية (المغرب العربي، الدول العربية) ووسائط الاتصال وكذا الإرادة السياسية (أو على الأقل ضرورة) تشكيل جماعة مصلحة اقتصادية وثقافية على الأقل-يساعد عليها التراث الروحي واللغوي المشترك-كلها عوامل ستساهم على المدى البعيد في خلق هذه «العربية الوظيفية» التي تم، في بلدان المغرب العربي وجامعة الدول العربية، إقامة الدول العربية، إقامة مراكز الدراسات والتأمل المكلفة بتشجيع هذه العربية[44].

5-الفرنسية

لقد أدخل الاستعمار الفرنسي إلى المغرب سنة 1912. والمكانة التي تحتلها حاليا في مشهد اللغات المتواجدة تخصها بدور أداتي وثقافي. وبالفعل، باعتبارها «لغة وظيفية»، فهي تواصل مساهمتها في أبحاث مختلفة مجالات العلوم الاجتماعية[45]. أيضا، فبواسطة هذه اللغة يتم ولوج المعارف التقنية والتكنولوجية والمعرفة العلمية بصفة عامة. وباعتبارها «لغة للثقافة»، فهي لا زالت تشكل الرابط بين المغاربة وبين إبداع غزير نسبيا»[46]. وعلى الرغم من أن مسار التعريب يواصل مجراه بشكل طبيعي –مع المشاكل الموضوعية التي يلاقيها مشروع بمثل هذا الاتساع-، فإن الفرنسية لازالت تشكل أداة للعمل مفضلة في الحياة الاقتصادية والمالية. ورغم مذكرة رئاسة مجلس الحكومة في هذا الموضوع فإن بعض الإدارات العمومية لازالت تواصل تبني اللغة الفرنسية في الاشتغال اليومي لمصالحها[47].

والأسباب التي تحرك الإبقاء على اللغة الفرنسية في المغرب هي:

1-أسباب تاريخية: وتتمثل في بقاء الاستعمار الفرنسي في المغرب من 1912 إلى 195.

2-أسباب سياسية: وبهذا الصدد يتحدث معتصم أ- عن «تقارب السياسة المتوسطية لفرنسا والمغرب».

ويمكننا إضافة سببين آخرين: يتمثل الأول في الإجراءات التي اتخذها المغرب لينضم إلى السوق الأوروبية المشتركة. وفي هذه الحالة ستستخدم اللغة الفرنسية وسيلة للتواصل تعترف بها المجموعة. فوحدة المصالح والتبادلات تفترض سيادة قناة تواصل مشتركة. بالإضافة إلى ذلك، بما أن الإحساس اللغوي «عنصر مساعد، فإن دول المجموعة التي تشترك في استعمال اللغة الفرنسية قد تساند بشكل طبيعي ترشيح المغرب للانضمام إلى السوق. إنها أطروحة يمكننا على الأقل أ نصوغها بكل موضوعية.

أما السب الثاني فيمثل في كون المغرب قد عرف كيف يشكل جزءا من الكتلة الفرنكوفونية بواسطة اللغة الفرنسية، كما أن حضوره في الساحة الإفريقية قد استمر رغم انسحابه من منظمة الوحدة الإفريقية (وقد ساهمت في ذلك طبعا أسباب أخرى). وانخراطه في هذه الكتلة يفتح أمامه، فيما وراء إفريقيا، آفاقا لا يستهان بها في مجالات «التعاون» و«التبادل»، و«التنمية»، و«التشاور السياسي»[48].

3-أسباب شخصية محدودة الآثار، لكنها أكيدة: فالنخبة التي تلقت تكوينها في فرنسا أو باللغة الفرنسية لا يمكن أن تقوم إلا بهذا الاختيار (معتصم، أ، بنيخلف، م.).

ومادام أن السياسة اللغوية لبلد ما يجب أن تأخذ بعين الاعتبار –علاوة على حماية وإعلاء القيم التي يستمد منها هذا البلد سمعته وخصوصيته نفسيتهما (اللغات والثقافات الوطنية)-مسألة تملك وسائل التواصل الكفيلة بتنمية البلاد، فإننا ندرك أن تعلم اللغات الأجنبية في البلدان السائرة في طريق النمو يشكل موضوع اهتمام خاص. وإذا كانت الاستراتيجيات المتبعة لا تترجم هذه الظواهر في الواقع، نظرا لغياب الإمكانيان المادية، فإنها تعكس على الأقل النية الحسنة والرغبة الأكيدة لدى هذه البلدان في إرساء تعليم للغات عقلاني وعملي يتجاوز السجال الإيديولوجي ويدمج هذا التعليم في إشكالية تنمية شاملة.

إذن، فوضع اللغة الفرنسية، في المغرب على الأقل، يوجد مضبوطا بعبارات –رغم ما يكتنفها من غموض اصطلاحي-تموضع المسألة حسب الطلب والتوقعات الاجتماعية، ومن ثم تقود إلى فهم أكثر منطقية لمختلف جوانب تعليم هذه اللغة. هكذا، ففيما يتعلق بالأهداف المحددة لهذا التعليم لقد تم تحديد ضرورة أن يجري تعليم هذه اللغة منذ السنة الثالثة ابتدائي انفتاحا ثقافيا لاسيما بدراسة وقائع وظواهر اجتماعية غير تلك التي تنتمي إلى الحياة اليومية للتلميذ المغربي. كذلك، من المسلم به أن هذه اللغة تدرس بواسطة دعائم واقعية مستمدة من المحيط السوسيوثقافي للطفل.

ولربما يظهر جيدا من خلال هذا الموقف ذلك الوعي الجديد الذي تضطلع به الجديدة مع اللغة الفرنسية.

6 – مجالات وأشكال تدخل اللغات المتواجدة.

إذا رجعنا إلى أعداد السكان الذين يتكلمون العربية والبربرية، سواء منها المؤكدة بالمعطيات الإحصائية (بوكوس)[49] أو المقدمة على وجه التقريب (معتصم/ ذو غريف) [50]، لاحظنا أن مؤشر استعمال كل لغة في علاقته بالنسبة المائوية للسكان الذين يمارسونه يعرف الترتيب التالي:

الفئة1: العربية الدارجة المغربية (ع.مغ) وهي اللغة الكبرى (ل.ك)

الفئة2: التامازيغت (ت.م) وهي اللغة الصغرى (ل.ص).

الفئة3: وتتألف، حسب ترتيب الأهمية الكمية التنازلية، من العربية الكلاسيكية (ع.ك)، والفرنسية(ف)، والإسبانية (إس).

لا تدخل العربية العصرية في هذه الترسيمة إلا بصعوبة. فهي ليست لغة وسطى لأن مؤشر استعمال هي. ومع ذلك، فهي بوظيفتها الراهنة وبتصاعدها، تحتل مكانة أهم من تلك التي تحتلها الدارجة. فقد صار مفعولها أكثر اكتساحا بفعل تأثير التمدرس من جهة، ووسائط الاتصال من جهة أخرى، كذل، إن هذه الخطاطة التي تصنف الفرنسية في فئة اللغات الخاصة، إلى جانب الإسبانية، لا تبين دور هذه اللغة المحرك في دينامية تبادا، الأفكار وانتشار الخبر. أما العربية الكلاسيكية- وهي شديدة الحضور المنتظم عند جميع الشرائح، خاصة في أوقات الصلاة- فيحتمل أن يكون لوضعها في خانة اللغات الخاصة سلبية عدم إظهار أثر هذه اللغة في الثقافة المغربية.

إن أهمية شبكة كهذه تظل جد نسبية. فباستطاعتها دائما أن تقدم معلومات ضرورية حول الترتيب الذي تظهر به هذه اللغات على مستوى الاستعمال الذي تخضع له. إلا أنه لا ينبغي أن يغيب عن الأذهان أن هذا الترتيب لا ينبئ بالضرورة يتطور هذه اللغات، وأن هذه الأخيرة يمكن أن تسلك سبيلا لا يتلاءم مع الموقع الذي تحتله حاليا. بتعبير آخر، إن أهمية الحقل الموظف (أهمية “كمية”) لا تعكس بالضرورة “وضعا محظوظا”، وأقل من ذلك لا تعكس تقديرا خاصا.

وفي الشبكة الآتية سنحاول سد هذه الثغرة بأن نعمد إلى تمثيل توزيع اللغات المتواجدة من منظور للتطور تبعا لما تناولناه في هذا القسم. وتحاشيا للإطناب، سنحصر النقاش في بعض الأجزاء التي يبدو من الضروري التركيز عليها:

جدول (صفحة41)

الاستعمال الشفوي:

1 – في الوقت الذي تشهد فيه العربية العصرية تطورا جليا على الصعيد المؤسساتي، باعتبارها لغة للأخبار ودعامة لانتشار الثقافة الوطنية، باعتبارها لغة للأخبار ودعامة لانتشار الثقافة الوطنية، لازالت العربية الكلاسيكية تشكل موضوع خطاب أكاديمي على الأصح. أما الفرنسية، فهي تعرف في هذا المستوى تراجعا ملحوظا بشكل متزايد.

2- العربية المغربية تبقى في الحالة نفسها كأداة للتواصل في الحياة اليومية. أما البربرية، فبشكل أقل بكثير.

3 – إذا كانت الإسبانية في تراجع واضح، فالإنجليزية على العكس تسجل حضورا فعليا متزايدا.

الاستعمال الكتابي:

1 – إننا ننذهل للوهلة الأولى لـ”دينامية” العربية العصرية التي تواصل توظيف مجالات كانت تحتلها العربية الكلاسيكية فيما مضى والفرنسية في وقت حديث. وهذه الأخيرة لم تفقد أبدا حيويتها. وخلافا لما كان يتوقع في الستينات، فإن هذه الأخيرة لم تفقد أبدا حيويتها. وخلافا لما كان يتوقع في الستينات، فإن هذه اللغة لا تسير نحو الإفلاس في المغرب: فهي لا زالت تواجه منافسة “سلبية” في نظر البعض، و”ايجابية” في رأي البعض الآخر. وهنا تقع واحدة من القضايا الأساسية جدا في المجال اللغوي والثقافي في المغرب كما سيتضح في الدراسة المقبلة.

2- نشاهد حضورا للغة الإنجليزية مقنع بشكل متزايد. أما اللغة الاسبانية فهي، على العكس، بصدد فقدان الميدان. غير أن وضع هاتين اللغتين يبقى مع ذلك واضحا لا غبار عليه: إنه وضع لغتين أجنبيتين.

ـــــــــــــــــــــــــ

[1] -من الأوضاع المحققة من وجهة النظر اللسانية، يمكنا التذكير بأن عدد اللغات المتكلمة في طانزانيا يفوق نظيره في الاتحاد السوفياتي(سابقا)، وعدد اللغات المتكلمة في الكامرون وحده يفوق مجموع اللغات المتكلمة في الاتحاد السوفياتي (سابقا) وأوربا الشرقية والغربية مجتمعتين. ومن جهة أخرى، فإن نيجيريا وحدها تحتوي تقريبا ما يعادل ثلاثة أضعاف اللغات المتكلمة في الكامرون.انظر:

DESCBEVE. M. La societe pluriculutubelle,in dialogues et cultures ;n25,qubec, l éclaireur beauceville-est, aout 1983,nite 1, p.50.

[2] -BOUKOUS, A., « la situation linguistique au Maroc compétition symbolique et acculturation », EUROPE, Juin/Juillet, N° 602, 1979.

[3] -سندرس هذا التمييز: عربية كلاسيكية أو فصحى/ عربية عصرية في الجزء 4 من هذا البحث، والذي عنوناه بـ «من العربية العصرية».

[4] -يجب الحديث أيضا عن الإسبانية في الشمال (المغربي) وإن كان مجال تأثيرها قد تقلص بشكل ملحوظ منذ استقلال المغرب (1956).

[5] -Actes du promier colloque A.I.M.A.Y., 1970 , p : 99.

[6] -M. MAHMOUDAN, «convergences et Divergences dans les théories Linguistiques », Etudes, N° 1, 1976, pp :23-36.

[7] -BENNANI. J. ET AL, Du bilinguisme, Paris, Denoil, 1985, p. 242.

[8] – BOUKOUS. A. Bulletin Economique et Social du Maroc, n° 141 , p.11.

[9] -AHERDANE. O, « Psychologie linguistique et psychologie technique des berbères », in TAMZIGH, N° 7, 1981, p, 30.

[10] -«تشكل (اللغة) المصرية مع القبطية والبربرية والكوشية والتشادية الحامية لغات حامية»، أحرضان، المرجع السابق.

[11] -يعتبر كوهن أول من اقترح إدماج البربرية ضمن عائلة اللغات الحامية السامية، انظر:

CAMPS. G et al., Encyclopédieberbère, Aix en Provence, Ed. Sud, 1984, fascicule 1, p. 26-26, et Moatassim.A., «Pédagogie et interculturalité, in dialogue et Cultures, n° 27, Quebec, l”ECLAIREUR-Beauceville-Est 1985, p.61 .

تنتمي اللغة البربرية إلى مجموعة اللغات الحامية السامية، شأنها في ذلك شأن اللغة العربية، إلا أنها ذلت وحدة صرفية، تركيبية الـ «تيفناغ». لكنها مع ذلك تبقى، مثل العربية الدارجة، لغة شفوية أساس. ورغم الفروقات الجهوية للغة القبائلية، والريفية، والأطلس، فإنها (البربرية ) تعد لغة لجميع البرابرة الذين يقطن 50 إلى 60% منهم في المغرب، و25 إلى 30% منهم في الجزائر، و2% في تونس. وقد استطاعت بفضل قوتها التعبيرية أن تصمد أمام كل التحولات رغم أنها لم تشكل أبدا موضوع وقاية عبر معيار الكتابة أو البيداغوجيا، كما استقبلت الدخيل-من اللغة الفرنسية خاصة- وعدلت الكلمات الأجنبية بامتلاكها إياها تبعا لقواعدها اللهجية.

[12]-راجع:

-Bulletin Economique et Social du Maroc, n° 140, p.15.

[13] -على التوالي «لأمازيغ» (مفرد إمازيغن) التي تعني الإنسان الحر الذي يجب عليه أن يدافع عن أرضه ضد الفينيقيين، والقرطاجيين، والإغريق، والرومان، والوندال،والبرغواطيين، و-قرنين بعد ذلك- ضد العرب الذين سيعدلون هويته عبر تاريخ مشترك لتصير على ما هي عليه الآن.

[14] -BOUSQUET, Ch., Les berbères, coll. « Que sais-je ? », n° 718, Paris, P.U.F., p.46.

[15] -LEGUIL. A., Contes berbères du Grand Atlas, Paris, Fleuve et Flamme, 1960, p.180.

[16] -انظر القسم الثاني من هذا البحث، المتعلق بالسجال اللغوي والثقافي.

[17] -MOTOSSIM, A., « L2 BILINGUISME SAUVAGE AU Maroc » in Revue Tiers Monde, n° 59 (pp. 619-669), p. 619.

[18] -إذا تمسكما بتعريف تقني لـ «مفهوم اللهجة»، فإن هذا المصطلح يمكن أن يعني إما التنوع الجهوي أو الاجتماعي/ التنوعات الجهوية أو الاجتماعية للغة الرسمية، أو ما ينتج عن تطور دياكروني للغة التي أهملت ممارستها. لهذا المفهوم، إذن، معنى مزدوج يختلف باختلاف تموقعها في المستوى السانكروني أو الدياكروني. راجع:

BOUKOUS A., “La situation linguistique au Maroc”, in EUROP, n° 602-603, Juin-Juillet 1979, p. 12.

[19] -المرجع السابق.

[20] -نفسه، ص. 8.

[21] -VENDRYES. J., Le Langage. Introduction linguistique à l’histoire. Renaissance du livre 1923, Edition Albin Michel 1968, Réed. En 1979, 444 pages.

[22] -بهذا الصدد، كتب محمد الشامي في أطروحة له ناقشها في مونريال:

«أ-العربية المغربية لا تحرم التفكير الإعرابي الذي يعد هاما جدا في العربية المسماة كلاسيكية، كما تستعمل السكون في أواخر الكلمات بكيفية واسعة جدا.

ب-على المستوى الفونولوجي لا توجد اختلافات كبيرة (بين العربيتين)

ج-على المستوى الصرفي –النحوي يوجد عدد كبير من نقط الاشتراك والقرابات بين العربية المغربية المدعوة كلاسيكية. فالعربية المغربية مملوءة بالجهويات والدخيل، والمعجم الذي يستعمله المثقفون ذوو التكوين العربي يستعير جزءا هاما من كلمات العربية المسماة كلاسيكية» راجع:

CHAMI. M., L’enseignement du français au Maroc, Casablanca, imprimerie Najah-El Jadida, 1987, p. 191.

[23] -COHEN Universalis, T..3 , Tableau sociolinguistique du monde arabe.

[24] -«رغم أن اللهجة البربرية المغاربية تختلف عن لهجة المشرق العربي، فإنها تنحدر-مثل هذه الأخيرة- من اللغة العربية الكلاسيكية. ورغم تعدد الاختلافات الجهوية الحضرية للهجة المغاربية، فإنها تفهم في مجموع أنحاء المغرب العربي وخاصة في المناطق السهلية». الشامي، م.، مرجع مذكور، انظر أيضا: معتصم.م.، مرجع مذكور ، ص. 61.

[25] -MEZZINE. L., Le Mémorial du Maroc, Tome 2, p. 25.

[26] -راجع تحته، ثم انظر أيضا:

HAJJI. M., «Les Saadiens : l”âge d’or et la menace ottomane », in le Mémorial du Maroc, Tome 4, p. 100.

[27] BOUTALEB. B., «les relations entre l’Occident et l”Orient musulmans, la caravane de pèlerins », in Mémorial du Maroc, Tome 4, p.100.

[28] -JULIEN. CH. A., Le Maroc face aux impérialisme, Edition j.a., Paris, 1978, p. 101.

[29] -لقد كانت الحقبة الأكثر ازدهارا هي حقبة ملوك العائلات البربرية –المرابطون (1053-1147) والموحدون (1147-1272)- التي بعدما وطدت الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس، أعطت بصفة نهائية للمغرب وجهه الثقافي العربي الإسلامي الذي نعرفه به اليوم. وقد كانت تلك الحقبة مرحلة علماء الرياضيات الكبار، والكيميائيين، والفيزيائيين، والجغرافيين، والأطباء الذين ظلت أعمالهم الرائدة تدرس في أوروبا إلى القرن XVI الميلادي. معتصم. أ.، مرجع مذكور، ص. 57.

[30] -ZNIBER. M., Le mémorial du Maroc, Tome 2, p. 171.

«لقد كانت الزوايا (المعاهد القروية) أو المدارس (المعاهد الحضرية) ترصد أساسا لتلقين التلاميذ والطلبة القادمين من الكتاتيب القرآنية تقنيات اللغة والأدب العربيين والفقه وتفسير القرآن من جهة، والرياضيات والعلوم الطبيعية من جهة أخرى. وقد كان هذا التعليم «الانتقالي» يقود الطلبة في أغلب الأحيان –من أجل التعميق- إلى «المساجد-الجامعات» الكبرى التي كانت جامعة القرويين (تأسست في فاس حوالي سنة 859م) أكثرها نفوذا» راجع معتصم .ك.، مرجع مذكور، ص. 55-56.

[31] -ابن خلدون أ.، المقدمة، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان (بدون تاريخ).

[32] -GANDEFROY Demembynes, cité par RACHID. A., in « le dahir berbère », Le Mémorial du Maroc, Tome 5, pp. 245-267.

[33] -نفسه.

[34] -JULIEN. Ch. A., Le Maroc face aux impérialismes, Op. Cit, p. 101.

[35] -العربية العصرية (L’arabe moderne) عنوان كتاب لـ : ف. مونطي. V Montiel)، باريس، كلينكيسييك (Klincksiek)، 1960 (بالفرنسية). أما ص. حمزاوي فيحدث عن “عربية وسطى” راجع:

«L’arabisation, problème idéologique in Revue Tunisienne des Sciences Sociales, n° 44, 1976, pp.173-219.

[36] -L’ONCEL. H., «La langue arabe et les langues occidentales » ? Cahiers d’Histoire Mondiale, XIV , n° 1972, pp. 844-857.

[37] -BENYAKHLEF. M., Pour une arabisation de niveau, Casablanca, Impression Ghaphorient (sans date de production), p. 66.

[38] -على عكس ما يقوله جلبير غرانغيوم الذي يؤكد أن «للمغرب لهجته الحضرية المتمركزة أساسا في فاس». انظر:

GRANDGUILLAUME , G., Arabisation et politique linguistique au Maghreb, Paris, Ed. Maisonneuve & Larose, 1983, p.13.

[39] -بنيخلف م.، مرجع مذكور، ص. 66.

[40] -إحالة أخرى للمؤلف نفسه حول اللهجة «[إنها] لغة فقيرة وعديمة الفعالية». ولا يشاطر صلاح قرمادي هذه الوجهة للنظر. فهو يرى أن اللغة الأم هي «تلك التي يرضعها الطفل في خليب أمه، كما يقال بالعربية. هي تلك التي تتيح لأمهات في تونس، مثلا، أن يضحكن أثناء قيام أطفالهن الصغار بأولى خطواتهم، وأن يطلقن زغاريد فرحة أثناء ختانمهم». انظر:

GARMADI. S., Les problèmes du plurilunguisme en Tunisie », Rennaissance du Monde Arabe, S.N.E.D. , Alger, Duculot, 1972, pp. 309-322.

[41] -انظر الدراسة الثانية من هذا الكتاب المخصصة للسجال اللغوي والثقافي حول اللغة لفرنسية في المغرب.

[42] -جميع النسب محفوظة فيما يخص السكان «البربرفونيين».

[43] -MAAMOURI.M., Cité par GRANDGUILLAUME. G., Arabisation et politique linguistique au Maghreb.

[44] -يتعلق الأمر بالمؤسسات التي تهتم بالتعريب، وهي:

· معهد الدراسات والأبحاث للتعريب.

· مؤتمر الدول العربية للتكنولوجيا والتنمية.

· مكتب تنسيق التعريب.

[45] -على سبيل المثال، نذكر محمد صلاح الدين، محمد عز الدين، عبد الله برادة، بوظهرين، فتح الله ولعلو، الحبيب المالكي، الخ.

[46] من اللائق أن نذكر أولا الكتاب المعروفين جدا منذ ذلك الوقت الذين بدأوا الكتابة في مجلة أنفاس (Souffles) (1972-1966) كعبد الكبير الخطيبي، والطاهر بنجلون، واريس الشرايبي، الخ. ثم أولئك الذين بدأوا الكتابة، بعد هذه الحقبة، ونذكر منهم على سبيل المثال: فاطمة المرنيسي، شهيد لحريشي، فريدة الماني مراد، جميلة لحلو، راضية حاج ناصر، علي سكال، نزهة لحريشي، سليم الجاي، محمد لوكيرة، الخ. فهذه الأسماء (واللائحة بعيدة عن أن تكون شاملة) تبرهن على أن اللغة الفرنسية لازالت في المغرب وسيلة للتعبير وأداة عمل مفضلة.

[47] -يتعلق الأمر بالمذكرة المتعلقة بـ «تعريب الإدارة، والتي نشرتها رئاسة المجلس الحكومي بتاريخ 16-02-1972 تحت رقم 92 آمرة «بتحرير جميع المراسلات الموجهة إلى المواطنين المغاربة باللغة العربية».

[48] -عن طريق الفرنكوفونية، تحاول الدول الأعضاء «خلق فضاء مشترك يجمعها، وتحديد بعض الأهداف الكبرى-التعاون، التبادل، التنمية، التشاور السياسي –التي تحول تحقيقها بطرق التضامن والتعاون». انظر:

PY. M., « Conclusion du sommet du Quebec », in Langue et société, Automne et Hivers 1987-88, Ministère des approvisionnements et Services Canada, 1987-p.5.

[49] – BOUKOUS. A. Bulletin Economique et Social du Maroc, Op, Cit,p.25.

[50] – معتصم، أ. مرجع مذكور. راجع أيضا:

DEGREVE. M, ” la société pluriculturille”, Dialogues et Cultures, N° 25, Quebec, L’Eclaireur- Beauceville – Est

Breaking News