متى وكيف كان أول تماس لكم مع شبكة الأنترنيت؟
كان ذلك سنة 1997، زمن دخول أول مقهى للأنترنت بمدينة مكناس، والأمر هنا لم يتجاوز مستوى الفضول. وبما أن سعر الاتصال كان مرتفعا وعدد المواقع لم يكن بالضخامة المعروفة اليوم، فإن حدود الاستفادة لم تتجاوز استشارة بعض محركات البحث حول مواضيع محددة كنتُ أطبع منها ما كان يبدو مفيدا منها للمطالعة.
بعد ذلك، داومتُ الحضور في الشبكة يوميا للبحث عن موارد نصية وتحمليها لأجل القراءة في المنزل، ولكن أيضا لتعميق معرفتي بالمعلوميات، من خلال الدروس المتاحة باللغتين العريبة والفرنسية، ثم لإنشاء موقعي الشخصي. وقد بدأت هذه المرحلة عمليا، منذ سنة 2000.
كيف تعاملتم مع هذه الوسيلة الجديدة في البحث والتواصل والنشر؟
فيما يخص البحث، حاولتُ الاستفادة من مجموعة من الموارد النصية المتوفرة في الشبكة. ورغم أن الباحث لا يمكنه أن يجد في النت كل ما يحتاجه، بالنظر لحرص الكثيرين على حماية حقوق الملكية الفكرية، إما باللجوء إلى بيع الكتب والمقالات على الخط أو الاكتفاء بإيراد فهارس محتويات هذا الكتاب أو ذاك وملخصه في أفضل الأحوال، فإن بعض الحقول تضع المهتم بها، بل وحتى المتخصص، أمام ما يشبه نعيما فكريا؛ من ذلك مثلا موقع كلاسيكيات العلوم الاجتماعية لأستاذ علم الاجتماع الكندي جان ماري طرمبلاي الذي يضع أمام المتصفح حشدا من أمهات الكتب في علم الاجتماع والفلسفة وعلم النفس التي يستحيل في بعض الحالات العثور عليها، ومنه أيضا حشد الكتب والمقالات والمجلات، في حقول معرفية متعددة، الذي يضعه موقع الخزانة الفرنسية مجانا رهن التحميل عبر خادم مكتبتها الرقمية المسماة غاليكا.. ودون بلوغ مستوى هذه الحركة التدوينية الضخمة للكتب النادرة والطبعات النافدة، توفر المواقع العربية مادة لا يستهان بها من الكتب التراثية بالخصوص، ولكن – للأسف الشديد – فيما عدا موقع الوراق الذي يحركه هاجس ثقافي، فإن أمهات المصادر الفقهية والتاريخية والتراثية عموما يُحرك نشرَها هاجسٌ ديني يسعى لإعادة إنتاج المعرفة الدينية في شكلها العتيق. وفي سائر الأحوال، شكل مجيء النت، بالنسبة لي شخصيا، ما يشبه هبة لدنية بما وفرته من كتب ومقالات لم أحلم بالحصول عليها في يوم من الأيام..
بخصوص التواصل، أدخل حادث الشبكة تغييرا جوهريا عليه عندي، بحيث كاد شكل الاتصال بالأصدقاء والصديقات يقتصر على الرسائل الإلكترونية، والمسنجر عند الضرورة (لا أحب هذه الأداة لما تهدره من وقت ثمين(. والجميل في الأمر أن إيقاع التواصل ومحيطه ازداد بشكل كبير وكبير جدا، وتجاوز المغرب إلى أقطار عديدة عربية وغيرها مع أخوات / إخوة مبدعين وباحثين كثر وبكلفة زهيدة جدا.
أخيرا على صعيد النشر، حاولتُ استغلال هذه الأداة إلى أبعد الحدود، فتحقق في وقت يسير ما لم يتحقق خلال سنين من النشر الورقي؛ فعبر موقعي الشخصي www.m-aslim.net أتيح لي نشر ليس مجموع الأعمال (سرد، بحث، ترجمة، مقالات) التي سبق لي أن نشرتها ورقيا، وما كتب عنها في الصحف الوطنية فحسب، بل وكذلك نشر إنتاج العديد من المبدعين والباحثين المغاربة والعرب من كافة الأقطار؛ فصفحة الموارد النصية تتضمن حاليا ما يناهز 120 كتابا بنصه الكامل، وفي ذمتها نشر حوالي 30 عملا آخر لم يسعفني الوقت بعد لوضعه على الخط.
هل تعتقدون أن الشبكة تشكل بديلا لوسائل الاتصال التقليدية كالجريدة والمجلة والكتاب؟
أظن أن هذا السؤال يثير، على الأقل، مسألتين هامتين، هما: قضية الكتابة والسند، ثم مسألة الكتابة بما هي وعاء للإنتاج الذهني (قضية المحتوى).
القضية الأولى تسوقنا إلى النقاش الدائر اليوم حول فكرة الاختفاء المرتقب للكتاب، بل وللنشر الورقي عموما. هذا الرأي، في الحقيقة، ليس مما يدخل في باب القول الجزاف مادام صادرا عن أحد المتخصصين المعروفين بجديتهم الكبيرة، وهو Dick Brass المسؤول عن قسم النشر الإلكتروني في شركة ميكروسوفت، ويبني تأكيده هذا على وجود رهانات اقتصادية واجتماعية وثقافية كبيرة بالنظر لهذه التعبئة الشاملة القائمة الآن في أوساط كبار الفاعلين في قطاع النشر والمعلوميات في الولايات المتحدة الأمريكية بالخصوص. في هذا المستوى نكون اليوم شهودا على أمر عاد جدا، له نظائر في تاريخ الكتابة، ويتمثل في تغيير سندها. أقوى هذه المحطات إطلاقا حادث الانتقال من ورق البردي (الرولو) إلى الدفتر (الكوديكس) الذي تم مع المسيحية في القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد، وحدث اختراع المطبعة على يد الألماني جوتنبرغ سنة 1468 الذي طبع القرون الخمسة الأخيرة، ويشهد الآن فجر نهايته على يد الثورة الرقمية التي ستحل فيها الشاشة محل وسيطنا المألوف المتمثل في الكتاب الورقي بكافة أشكاله..
نحن نعيش حدثا عاديا جدا، بيد أن الانتقال لن يتم غدا، وهذا مصدر الآراء الواقعة على الجهة الأخرى، والقائلة بأنه مثلما لم يؤدي ظهور فن التصوير الفوتوغرافي إلى نهاية فن الرسم، ولم يقد اختراع التلفاز والفيديو إلى اختفاء شاشات السينما كذلك لن يترتب عن ظهور النشر الإلكتروني اختفاءُ النشر الورقي.
أما مسألة الكتابة بما هي وعاء للإنتاج الذهني (قضية المحتوى)، فكل شيء يتوقف على اهتمام القارئ وانشغالاته: من تقتصر حاجته من الصحافة على قراءة الأخبار الدولية، بل والمحلية أيضا، يمكنه الاستغناء بالشبكة عن الأكشاك؛ ثمة مئات الصحف الموضوعة رهن التصفح المجاني من أرجاء الكوكب الأربع، يمكن الدخول إليها انطلاقا من الموقع: www.onlinenewspapers.com. ومن يتوقف انشغاله على الحصول على أمهات الكتب في علم الاجتماع فبإمكانه الاستغناء عن السفر والاستنساخ بحثا عن هذه المصنفات بموقع أستاذ علم الاجتماع الكندي جان ماري طرومبلاي الذي يضع في موقعه «كلاسيكيات العلوم الاجتماعية» حوالي 2000 كتاب ومقال بالنص الكامل وبصيغ ثلاثة: rtf, pdf, word…
بيد أن اعتبارين، على الأقل، لا يتيحان القول بإمكان الاستعاضة كليا، في الوقت الراهن، بالشبكة العنكبوتية عن المنشورات الورقية: عائق حماية الملكية الفكرية التي يحرص عليها الكثيرون، الأمر الذي يحول دون إمكان عثور القارئ على كل الوثائق التي يود الحصول عليها، ثم كوننا جميعا، في هذه اللحظة بالذات من تاريخ الرقمية، نشكل ما يمكن تسمتيه بـ «جيل المخضرمين»، إذ تلقينا جميعا تكوينا ورقيا، بل وكتبنا في الورق ونشرنا عبره، قبل أن يأتي هذا الطارئ الأكبر المتمثل في اجتياح الحواسيب الشخصية أرجاء المعمور وبعدها مجيء الشبكة العنكبوتية سنة 1993.
ما رأيكم في كون الأنترنيت حرر المبدعين من إكراهات التواصل والنشر عبر الملاحق الثقافية والإصدارات الورقية؟
نعم، حررت الشبكة المبدعين من هذه الإكراهات التي يمكن التمييز فيها بين قسمين: قسم تتحمل مسؤوليته منابر النشر الورقي وآخر لا يد لها فيه من قريب أو من بعيد:
جانب المسؤولية يتمثل في الحضور القوي لما يُسمى بـ «المصفاة» في حقل النشر الورقي بالمغرب، والذي يمضي إلى حد اعتماد عناصر خارج نصية في نشر النصوص، مما يؤدي إلى إقصاءات لا مبرر لها. أما الجانب الثاني، فيتمثل في إكراهات منابر النشر الورقي: عندما يكون الملحق الثقافي لهذه الصحيفة أو تلك مقيدا بعدد معين من الصفحات، إضافة إلى كونه لا يصدر سوى مرة واحدة في الأسبوع، فيستحيل على هذا الملحق أن يرضي جميع الأقلام. إن شاءت الملاحق الثقافية استعادة الحظوة التي كانت تتمتع بها في السبعينيات والثمانينيات، على الأقل، فيجب عليها البحث عن صيغ أخرى: أقلها أن يصل عدد صفحات الملحق إلى 32 صفحة أسبوعية، ولأجل ذلك ينبغي عليها أن تتأمل ما يجري في النشر الرقمي:
النشر الإلكتروني لا يعرف إكراهات طول النصوص: فالمنشورات توضع في خوادم تزداد سعتها التخزينية يوما عن يوم، حتى إن الحديث جار عن ابتكارات ستفضي إلى وضع ما يعادل الموارد النصية للخزانة الوطنية الفرنسية كاملة في مساحة لا تتجاوز سعة رأس إبرة. بالإضافة إلى ذلك، لا يعرف النشر نفسه إكراه الزمن: يمكنك أن ترسل نصك إلى أي منبر، فيظهر دقائق بعد الإرسال. أكثر من ذلك، بمجرد ما يوضع النص رهن التصفح يصير قابلا للقراءة انطلاقا من أي نقطة من نقط الكوكب، من لدن أي قارئ معني بقراءته، والذي يكفيه لأجل ذلك أن يتوفر على جهاز متصل بالشبكة. ومعنى ذلك أن النصوص تتخطى حاجز المكان وتعفي الناشر من المبالغ المالية الطائلة التي يتطلبها التوزيع. أخيرا، بعد النشر، يصير بإمكان الكاتب تتبع حياة نصه عبر عدادات الزوار، فيعرف كم عدد القراءات التي حظي بها نصه، وإذا ما توفرت في منبر النشر إمكانية التفاعل يتعرف الكاتبُ أيضا على وجهات نظر القراء حول منشوره وتقويماتهم له. وخلال ذلك قد تنشأ علاقات صداقة وغيرها بين الكاتب وقرائه، وتواصلات موازية.
وكان طبيعيا، نتيجة هذا التحرير، ظهور أقلام عديدة في الشبكة لا تملك موطئ قدم واحد في ساحة النشر الورقي، المغربية والعربية على السواء، ولا يعرفها أحد من المبدعين والنقاد وعموم المثقفين الورقيين في السياقين الآنفين. والأمثلة في المغرب، كما في باقي البلدان العربية كثيرة جدا..
ما هي المواقع الثقافية على الشبكة التي تثير اهتمامكم وإعجابكم؟ ولماذا؟
عديدة جدا ولا يمكن إيرادها جميعا لا لشيء سوى لأن الشبكة قارة هائلة تتيح الإبحار اللامتناهي والاكتشاف الدائم: حيثما تركن إلى مجموعة من المنابر تُفاجأ باكتشاف أخرى إما جديدة أو فاتتك معرفتها من قبل. قام أحدهم مؤخرا ببرمجة سكريبت للمواقع العربية يتضمن 000 50 موقعا، وبالاطلاع على ما أرشفه من مواقع أدبية وثقافية يتضح أن العديد من المواقع فاتته، وأن العدد المؤرشف قد لا يمثل سوى حفنة رمل من قارة مترامية الأطراف.
وإذ أعتذر عما سيفوتني ذكره، يمكن الإشارة إلى مجموعة من المعالم، منها مواقع: الشاعر العراقي المقيم في الدنمرك أسعد الجبوري، وكيكا (ولو أنه يؤاخذ على عدم أرشفته للمواد المنشورة، فتختفي المواد المنشورة بعد انصرام شهر واحد على إطلاقها على الخط، مما يثير العديد من الأسئلة التي تقتضي إجابة من صاحب الموقع صموئيل شمعون وجمهرة كتابه على السواء، حول معنى هذا النشر وجدواه، بل ومعنى إتلاف المواد المنشورة)، ودروب، والذاكرة الثقافية، وجهة الشعر، والوراق، وديوان الشعر العربي، ومجلة جذور، ومجلة ميدوزا ومنتداها، ومجلة فضاءات ومنتداها…
ما رأيكم في تخلف النقد عن متابعة ما ينشر من إبداع على الشبكة؟
لا أعرف ما إذا كان جائزا الحديث عن تخلف النقد عن متابعة ما يُنشر في الشبكة؛ فالنقد المقصود في السؤال، حسب ما يبدو، هو الدراسات المنشورة ورقيا التي يُنتظر أن تنكب على أعمال منشورة في الشبكة، والحال أن الشبكة الافتراضية قارة متكاملة يُنشر فيها ليس الإبداع فحسب، بل وكذلك النقد المواكب له، فضلا عن خطابات سائر الحقول المعرفية.
نقد الأعمال الإبداعية الرقمية يجب أن يُنشر في الشبكة لا الورق، لاعتبارات أقلها كون الشبكة تعرض نفسها للمبحر فيها بهيأة بيئة متكاملة (النص وما يوازيه من نقد ومعلومات أخرى متعلقة به و/أو بصاحبه أو حتى بسياق إنتاجه) يُفترضُ في كل إحالة أن توصل قارئها إلى نصه الكامل بمجرد النقر على وصلة تشعبية، بخلاف المنشورات الورقية…
ومعنى ذلك أن السؤال يطرحنا ضمن أفق للتفكير في العلاقة بين الورق والرقم، وهو موضوع يستحق وقفة خاصة تتساءل عن مستويات الاتصال والانفصال التي تطرأ على كل مبدع يرتاد الشبكة: هل يظل كل مبدع وباحث ينشر في الشبكة حاملا للتصور نفسه الذي كان يحمله، قبل هذا الطارئ، عن منابر النشر الورقي وعملية النشر عبر هذه القناة نفسها؟ ما حجم وكثافة المرور من الورق إلى الرقم، ومن الرقم إلى الورق؟ كما يضعنا السؤال نفسه في خط التفكير في ملازمة الفئة العريضة من المفكرين والمثقفين والمبدعين ونقاد الأدب العرب حقلَ المعرفة الورقية إنتاجا واستهلاكا في عصر أخذت الهوة تتسع فيه يوما عن يوم بين الواقع والافتراض لترسم خطا فاصلا بين ثقافتين ومُثقفيْن: «ثقافة ومثقف ورقيين كلاسيكيين تقليديين» و«ثقافة ومثقف سيبيريين رقميين عصريين». الفئة الأولى تمارسُ على نفسها حاليا إقصاء ذاتيا لا يد فيه للحكومات العربية ولا للوضعية المادية لهذه الفئة التي تساهم في مُراكمة التقليد السائد بإضافة نوع جديد إليه لتجعل من تقليدنا تقليدا مُضاعَفا (أو مزدوجا). وإذا كان الاتباع الأول معروفا وسائدا بما لا يستدعي وقوفا في هذا السياق، فالثاني يمكن تعريفه كالتالي: «هو مُلازمة شكل سكوني وثابت في إنتاج المعرفة ونشرها وقراءتها في سياق يتسم بزحف شكل آخر لإنتاج المعرفة ونشرها وتداولها يتميز بالحركية والتجدد السريعين إلى حد الفوران»، بل ويهدد بالعصف بالقسم الأعظم من موروث الثقافات البشرية لفائدة حضارة جديدة بالمعنى الممتلئ للكلمة.
و«المثقف الكلاسيكي أو الورقي» هو الشخص الذي – في زمن الطوفان الثاني (المعلوماتي) على حد تعبير الفيلسوف بيير ليفي – لا زال متحصنا في قلعة الورق إنتاجا واستهلاكا؛ اختار الخلود إلى الكتاب لما يوفره من أمن وطمأنينة ويقين. هو أيضا الشخص الذي أمام إمكانية تصفح عدد كبير من الصحف والمجلات (هناك آلاف الصحف والمجلات الإلكترونية المعروضة للتصفح المجاني)، وإمكانية النسخ والتنـزيل المجانيين لمئات المقالات والدراسات والكتابات الإبداعية الرفيعة والبحوث الجامعية، وإمكانية التواصل الإلكتروني اليومي مع أناس من كافة أنحاء المعمور بكلفة زهيدة أيضا… أمام ذلك، اختار التقوقع في حيه أو مدينته، والوفاء لصحيفته اليومية وخزانات الإعارة المادية والأكشاك والمكتبات…
أما «المثقف السيبيري (أو الشبكي) أو الرقمي» فهو الذي، أمام الفوران نفسه، اختار ركوب المغامرة؛ يتصل يوميا بالشبكة، يجوب هذه القارة، لا ليستكشفها فحسب، بل وكذلك ليترك فيها بصمات لمروره، يتصل بأصدقاء من بلدان متعددة، يشارك في مجموعات للمحادثة ومنتديات للنقاش، يتصفح الصحف اليومية عربية ودولية، يزور مواقع، يخزِّنُ ويحمّل نصوصا للقراءة خارج الاتصال، يتردد على مواقع ثقافية، يتعلم، يُنزِّلُ برامج للتعلم والاستخدام. إن كان بصدد إنجاز بحث أشرك في بحثه زملاء وأصدقاء له من كافة أنحاء العالم، عبر التوجه إليهم بالسؤال والاستشارة… بكلمة واحدة، المثقف السيبيري (أو الرقمي) هو من يدخل في دورة للاقتصاد المعرفي، على حد تعبير الفيلسوف بيير ليفي، ويساهم فيها بعملة الأخذ والعطاء..
ما هي الحادثة الطريفة التي وقعت لكم خلال تعاملكم مع الشبكة؟
منذ إطلاق موقعي الرسمي في الشبكة وإلى الآن تصلني بشكل شبه يومي رسائل من مختلف الأقطار العربية موضوعها استشارات سحرية في مختلف مجالات تدخل السحر (زواج، طلاق، مرض، قبول، إزالة سحر، استخراج كنوز، الخ) من لدن مواطنين عرب بسطاء لا يمكن مؤاخذتهم على كل حال. يظنون أنني ساحر! الرسائل في حد ذاتها يمكن أن تشكل موضوعا هاما للدراسة، ولكنها تعكس في الوقت ذاته جانبا من وجوه استخدام الشبكة الدولية من لدن فئة واسعة من المستخدمين العرب وتـَمَثُّلهِمْ للأنترنت نفسه وتصورهم للباحث في السحر، كما تتيح تقويم ما أنجزته مجموع الدول العربية حتى الآن على صعيد الثورة الرقمية والمجتمعات الافتراضية والمعرفية…
– – – – – – – – – – –
(*) يدخل هذا الحوار ضمن سلسلة حوارات صحفية يجريها محمد بلمو في موضوع: المبدعون المغاربة والأنترنت، ونشر يوم 22/12/2005، بمنتدى مجلة ميدوزا