دِيبَـاجَـة:
لا تقتصرُ مُهمَّة الأستاذ الباحث على تلقين مَعَـارف للطلبة والإشراف على الملفات التي يُطالَبون بتقديمها في السنة النهائية من تكوينهم، وإنما تتجاوزها إلى المساهمة في الحقلين الثقافي والمعرفي عبر بلورة حصيلة المطالعات والتساؤلات والتأملات الشخصية في منتوج ثقافي يخرج إلى حقل التداول حاملا التوقيع الشخصي لصاحبه.
بيد أن مجموعة من الظروف – لا مجال لعرضها هنا – تحول عموما دون القيام بهذه الوظيفة الحيوية الثانية. وبذلك يتم إفراغ التسمية السابقة من معناها الممتلئ (أستاذ باحث ¬ أستاذ = تلقين وتعليم + باحـث = مطالعات وتأملات تفضي إلى إنتاج مَعرفة)، إذ يقتصر عمل الأستاذ «الباحث» في أغلب الأحيان على إيصال معارف ومهارات للطلبة. الأمر الذي يجعله في نهاية المطاف شبيها بمعلم التعليم الأساسي أو أستاذ التعليم الثانوي مع فارق واحد هو صغر سن المتمدرسين في الحالة الأولى وكبَره في الحالة الثانية. ويترتب عن هذا أنَّ ما قد يرى النور من إنتاج فكري وثقافي على يد هذا الأستاذ أو ذاك، بمجهود شخصي، يُجرَّد من طابع الضرورة، ويتحول في تصوّر مُعين إما إلى ضرب من «الترف»، بل و«الاستعراء»، الذي لا مُبرر له سوى رغبة صاحبه، أو إلى شكل من «التضحية» الفكرية والزمنية، وحتى المادية، غير الضرورية ما دامت تقع «على هامش» أو «خارج» النشاط الحيوي الوحيد المفترض أن يقوم به الأستاذ الباحث، وهو التلقين داخل الفصل والمساهمة في الأنشطة المواكبة لذلك التلقين (حضور اجتماعات، إعداد تصورات للتكوين…).
إن استحضار كل من هذا المعطى الأساسي من جهة، والكم الوفير لهيئة التدريس داخل المؤسسة من جهة ثانية، ليبعث على ضرورة التفكير في إيجاد صيغة (أو صيغ) للعمل، تتيح خلق شروط ملائمة للنشاط الجماعي من أجل تجاوز الانحسار والانغلاق الحاليين داخل الوظيفة الأولى (التعليم والتلقين) إلى الاضطلاع بالوظيفة الثانية (إنتاج المعرفة).
والشروط المحفزة على هذا التفكير متوفرة بدون شك، ويكفي مباشرته فيتم إيجاد أكثر من صيغة للعمل. من هذه الصيغ، يمكن اقتراح إنشاء «محترفات للبحث»، تكون مهمتها الأساسية إرساءُ نظام للعمل بموازاة النشاط التلقيني التكويني، يحفز على المطالعة المستمرة وصياغة الأسئلة وإجراء التأملات في مواضيع مختلفة، ثم بلورة ذلك كله في إنتاج ثقافي فكري ذي طابع أكاديمي محض يستفيد منه الأستاذ والطلبة والمؤسسة والبحث العلمي ببلادنا عموما.
1. المحتـــرف: تعريف وطبيعــة:
المقصود بـ «المحترف» حلقة دراسية للبحث متواصلة في موضوع مَّا، ينشطها أستاذ أو أكثر، وتستغرق على الأقل سنة جامعية واحدة. تعقد الجلسة المذكورة في قاعة واحدة، ويوم محدَّد وزمن محدَّد، على مدار السنة الجامعية، بإيقاع يحدده المسؤولـ (ون) عن الحلقة، كما سنبين أسفله.
و الهدف الأساسي من تنظيم «المحترف» هدفُُ عِلمي أوَّلا وقبل كل شيء. وبذلك فهو يبقى ذا طابع أكاديمي صرف؛ الباعث على تنظيمه والمساهمة فيه هو حب المعرفة والرغبة في الانشغال بها، والسعي إلى الإسهام فيها. وإذا كان لابد من حدوث تلقين مَّا، فإنَّ هذا التعليم لا ينعدم داخل المحترفات، لكنه يتحقق بشكل غير مباشر: خلافا لما يحصل مع المواد التي تدخل في صلب التكوين، حيث ينحصر دور الأستاذ في إلقاء مادة أو مهارة – تعليمية – مَّا فيما يقتصر دور الطالب عادة على تلقيها والاستفسار في شأنها بُغية استعيابها وإعادة إنتاجها. خلافا لذلك، في المحترف لا يُطالب الطالب بهضم المادة المقدمة ولا بإعادة إنتاجها بقدر ما ينتَظر منه اكتساب التعود على الانشغال الطويل الأمد بموضوع ما والمطالعة المستمرة فيه، من أجل بلورة أسئلة وانتقادات تفضي إلى إنتاج وجهة نظر شخصية، إلى المساهمة بأفكار شخصية أصيلة. بكلمة واحدة، في المحترف يتعلم الطالب شروط وأدوات ومراحل إنتاج التفكير في موضوع ما، بمعنى أن الأستاذ هنا – خلافا لما يحصل في الدرس العادي – يسعى إلى التوجه بالطالب نحو احتلال موقع الند للند.
2. موضوع المحترف وكيفية اشتغالـه:
يجب أن يكون موضوع المحترف من اختيار الأستاذ، وليس من إملاء شخص ما أو جهة ما. إنه انشغال ذاتي بموضوع ذي طبيعة أكاديمية محضة وليس واجبا مهنيا يُفرَض عليه من الخارج. مجالاته تغطي اهتمامات الأستاذ. وبذلك يمكن أن يدور حول التربية كما حول الأدب أوالنقد أو التاريخ أو الفلسفة أو علم الاجتماع…
لا يقيَّد المحترف المنظم في موضوع مَّا بغلاف زمني محدَّد، وبذلك يمكن أن يستغرق البحث سنة واحدة أو سنتين فأكثر. وحده الشعور بتحقق إشباع الرغبة في المعرفة لدى مُنظم هذا المتحرف أو ذاك هو الذي يضع حدا له. ويتم ذلك بإعلان صاحب المحترف الانتقال إلى البحث في موضوع جديد في مستهل السنة الجامعية الموالية على نحو ما هو مبين أسفله.
ينظم المحترف على شكل حلقة دراسية تستغرق ساعتين مرة واحدة كل أسبوعين (في البداية على الأقل)، يتم استغلالهما على النحو التالي:
– في مرحلة أولى يلقي الأستاذ محاضرة، تكون عبارة عن عرض لحصيلة مطالعاته في موضوع اهتمامه، يتضمن الأسئلة التي أثارتها تلك القراءات والتأملات التي انبثقت عنها.
– في مرحلة ثانية، يُناقَش العرض من لدن الحاضرين (الذين سيحدَّدون أسفله).
3. الفئـات المستهدفـة بالمحتـرفات:
* طلبـة المـركـز:
تستهدف المحترفات بالدرجة الأولى طلبة المركز، وذلك بأن تدخل المشاركة في هذا المحترف أو ذاك ضمن البرنامج التكويني للطلبة، بحيث يُجبَروا على حضور هذه «المادة» دون أن يختبروا فيها.
* كيفية التسجيل في المحترفات:
في مستهل كل موسم جامعي، يختار الطالب المشاركة في محترف مَّا، بتسجيل اسمه ضمن قائمة الطلبة الذين وقع اختيارهم على المحترف نفسه. وبذلك يصير حضوره إلزاميا، ويتم التحقق منه عن طريق لائحة الغياب على نحو ما يجري به العمل في مواد التكوين.
إن تعامل الطلبة مع سائر المواد في المركز – كما في سائر مؤسسات تكوين الأطر – تتحكم فيه النظرة الوظيفية، بمعنى أنَّ المادة لا تحَاط بالعناية اللازمة إلا إذا كان هذا الاهتمام متبوعا بنيل جزاء أو عقاب (الاختبار + التنقيط). وعليه سيكون من الطبيعي أن لا تصادف الدعوة إلى حضور محترفات البحث أي ترحيب لديهم. بيد أنه يمكن تبديد هذا الانطباع عندهم بتضمين الشهادة التي يحصلون عليها، في نهاية التكوين بالمركز، قائمة أسماء المحترفات التي واظبوا على حضورها طيلة فترة الدراسة، مما يضفي على ذلك الحضور صفة الإلزامية المتوَّجة بمكافأة «معنوية».
* طلبـة من مؤسسات أخرى:
سعيا لاستقطاب عدد أكبر من المشاركين في المحترفات، يمكن لإدارة المركز أن توافي في مستهل كل سنة جامعية كليتي الآداب والحقوق والمدرسة العليا للأساتذة والمركز التربوي الجهوي ومركز تكوين المعلمين والمعهد العالي للصحافة، بمدينة الرباط، بقائمة تفصيلية للمحترفات التي ينظمها المركز، يُحدَّد فيها موضوع كل محترف وزمن وقاعة انعقاده واسم الأستاذ أو الأساتذة المنظمين له. وذلك حتى يتسنى لطلبة تلك المؤسسات حضور المحترفات التي تتطرق لموضوعات بحوثهم أو رسائلهم الجامعية أو اهتماماتهم الفكرية.
* صفة وكيفية مشاركة طلبة المؤسسات الأخرى في محترفات المركز:
يُترك لإدارة المركز إيجاد الإطار القانوني والتنظيمي الكفيل بتمتيع هذه الفئة من الطلبة بهذه الاستفادة.
4. تحديد موضوعات المحترفات وأشكال تنظيمها:
– في منتصف السنة السابقة لإقرار نظام المحترفات، يقدِّم الأساتذة مواضيع الحلقات الدراسية التي يقترحون تنظيمها في السنة الموالية، وذلك بأن يقدم كل أستاذ موضوعين أو ثلاثة (انظر النموذج المرفوق)، ما لم يُنسِّق أستاذان أو ثلاثة مسبقا في ما بينهم (وهذا أفضل) فيقدمون موضوعا واحدا.
– تتولى لجنة من الأساتذة (أو اللجنة العلمية داخل المؤسسة) فحص الموضوعات المقترحة، ليس لحذف هذا الموضوع أو ذاك، وإنما فقط للكشف عما يمكن أن يشكل نقط تقاطع بين هذا الاهتمام أو ذاك، لاقتراح إحْدَى صيغ العمل التالية على كل مشروع:
* فـي حالة تقديم مـوضوع واحد من قبـل أستاذيـن أو أكثر:
تقترح اللجنة إدماج الموضوعين في واحد، وبذلك يتولى هذان الأستاذان (أو الأساتذة جميعا) تنظيم المحترف على النحو التالي: يتولى الأستاذ الأول تقديم عرضٍ في الحصة أولى على أن يقدم الأستاذ الثاني محاضرته في الأسبوع الموالي، والأستاذ الموالي في الأسبوع الثالث…
وفي كل حصة يلقي أستاذ عرضا فيما يكتفي زميلاه (أو زملاؤه) بالإنصات والمساهمة في النقاش. في هذه الحالة يستحسن أن تكون حلقة الدرسة أسبوعية حتَّى يكون نصيب كل أستاذ من تقديم العروض هو إلقاء محاضرة واحدة كل أسبوعين (إذا كان منظما المحترف أستاذين) أو عرض واحد في كل ثلاثة أسابيع (إذا كان منظمو المحترف ثلاثة)…
* في حالة تقديم موضوعين متقاربين من لدن أستاذين أو أكثر:
تطرحُ مسألة «التنسيق» نفسها تلقائيا. والمقصود بالتنسيق هنا أن يسعى كل أستاذ إلى الاستفادة من العروض المقدمة في محترفات أخرى للإحاطة بجوانب – وإن كانت لا تدخل في صلب اهتمامه – فهي تغنيه. وذلك بأن يحضر كل أستاذ حَلقة زميله المهتم بموضوع مجاور لاهتمامه.
في هذه الحالة، ينظم كل أستاذ حلقته بإيقاع جلسة واحدة في كل أسبوعين يتاح له خلالهما إلقاء محاضرة واحدة والاستفادة من عرض (أو عرضين) لأستاذ (أو أستاذين) يبحثـ (ان) في موضوع مجاور لمجال اهتمامه.
* في حالة تقديم موضوع واحد من لدن أستاذ واحد:
ينظم الأستاذ المعني محترفه بمفرده، وبإيقاع عرض واحد كل أسبوعين (في السنة الأولى من انطلاق العمل بنظام المحترفات على الأقل).
* ملحوظة: بصرف النظر عن الصبغة الإدارية للإجراءات السابقة، إذا كان الباعث على تنظيم المحترفات هو حب المعرفة والرغبة في إنتاجها، فإن مسألة «التنسيق» ستطرح نفسها تلقائيا، نظرا للتداخل القائم بين سائر الحقول المعرفية والموضوعات المقترحة. هكذا، فإذا اقترح مُحترف مَّا دراسة أحد جوانب التعليم بالمغرب الراهن، وَجَدَ الأستاذ صاحبُ المقترح نفسَه معنيا حتما بمعرفة ما يقدمه زميله الذي اختار البحث في إحدى الحقب التاريخية للتعليم بالمغرب، اعتبارا للصلة القائمة بين الماضي والحاضر. وإذا اقترحَ منظمُ مُحترف مَّا البحث في أحد جوانب الشعر العربي القديم، وَجَدَ نفسه معنيا لا محالة بمَا يقدمه المحترف أو المحترفات المنكبة على الأطر أو القضايا الاجتماعية والتاريخية واللغوية، الخ. المزامنة لذلك الشعر والمشكلة لسياق إنتاجـه.
5. إشــراك أساتـذة من خـارج المركــز:
يمكن لمنظم كل محترف أن يستدعي من حين لآخر أساتذة من خارج المؤسسة، يجمعه وإياهم اهتمامُُ واحدُُ، لإلقاء عروض داخل المحترف بغاية الاستفادة من تأملات الغير في الموضوع نفسه، وإغناء النقاش، وتبادل المعارف ووجهات النظر بما يخدم المعرفة، ويضفي على إنتاجها صبغة الجماعية بمعنى من المعاني.
6. زمن تقديــم مَوضُـوع المقتـرَح وكيفيته:
يُقدم الأساتذة موضوعات محترفاتهم بحوالي ستة أشهر عن موعد الانطلاق الفعلي لتنظيم حلقات بحوثهم. ويأخذ المشروع شكل ورقة عمل، يُحَدَّد أعلاها موضوع التأمل ومجالـه بعنوان بارز، تحته يُعرض في بضعة أسطر موضوع الحلقة الدراسية المزمع تنظيمها، ومجالها الزمني والمكاني، مع طرح مجموعة من الأسئلة (شبه إشكالية ما لم تكن الإشكالية ذاتها)، التي سيَم فحصها على مدار سنة في شكل عروض. وأسفل ذلك كله تقدَّم لائحة ببليوغرافية مؤقتة على أن تغنى وتوسَّع طيلة السنة بما سيظهر من مؤلفات في الموضوع وما سيقترحه المشاركون في المحترف.
في حالة تبني المشروع الحالي، فإن منح أساتذة المركز مدة زمنية للاستعداد تبقى مسألة أساسية حتَّى يتمكنوا من حصر مواضيع التأمل بدقة وبَلوَرَة الأسئلة الدقيقة، بعد قراءة الوثائق اللازمة لذلك. وبذلك يُقتَرَح الإعلان عن إقرار نظام المحترفَات منذ الآن لتمكين الأساتذة من تهييء مشاريع الأبحاث وتقديمها في منتصف السنة الجامعية الحالية.
7. تمكين طلبَـة المرْكَـز من الاستعداد للمساهمة فـي المحتـرفـات:
كما سبق الإشارة إليه أعلاه، ليس الهدف من إشراك الطلبة في المحترفات هو التلقين أو مجرد التلقي السلبي لعروض الأساتذة، وإنما هو أن تخلقَ لديهم الرغبة في المعرفة وإنتاجها وتعويدهم على طرْح الأسئلة التي تتطلب الإجابة عنها صرف مدة زمنية في المطالعة والإنصات لوجهات نظر مختلفة… لذلك، يستحسن أن يُخبَروا فور حصولهم على نتائج مباراة الالتحَاق بالمركز بنظام المحترفات، وأن يطلعوا على لائحة هذه الحلقات الدراسية، حتَّى يتسنى لهم بدورهم إجراء اختيار عن بُعد والتهيؤ له بواسطة مطالعة ما يمتّ للموضوع بصلة.
8. بلورة نشـاط المحتـرفـات فـي جسـد معرفـي:
بقدر ما لا تتصف المعرفة بالنهائية، لا تقبل الاحتكار. هذا ما يُولد لدى كل منتج لقسط منها الرغبة في موافاة جمهور القراء بحصيلة تأملاته. ومعنى ذلك أنه مع تراكم المادة المقدمة في كل محترف، ستخلق الرغبة، لدى منظمي المحترفات وإدارة المؤسسة على السواء، في إيصال تلك الحصيلة من المعارف إلى فئة واسعة من القراء والمهتمين. وهو ما يمكن تحقيقه بطريقتين:
أ ) فرديــة:
سيبحث الأستاذ حتما عن قنوات لنشر إنتاجه على شكل مقالات يصدرها في منابر وطنية أو دولية (صحف، مجلات) أو كتب.
ب ) مؤسسية:
مـع تراكم الإنتاج، يمكن للمركز أن يُساهم في الحقل الثقافي بالمغرب، على غرار المعمول به في سائر كليات الآداب الوطنية والأجنبية، بطريقتيـن:
– إصدار مجلـة: فصلية أو موسمية، تنشر باسم المركز، وتتغذى بالدرجة الأولى من مساهمات الأساتذة.
– إحداث منشـورات خاصة بالمـركـز: تنشـرُ ضمنها كتـبُُ بكاملهـا.
وتتولى إدارة المركز عملية البحث عن الإمكانيات المادية لتحقيق ذلك عن طريق الاتصال ببعض المؤسسات البنكية المشهورة بدعمها للثقافة (وفابنك، مثلا)، والمجالس البلدية، ووزارتي التعليم والشؤون الثقافية…
نموذج مشروع مُحترف للبحث في موضوع:
إنتـاج الأنظمـة الـرَّمزيـة
(المجـال العربي قبيـل الإسـلام وبعـده)
الأستــاذ: ———————-
الزمـــن: كل يوم أربعاء، من س: —– إلى س: —–
المكــان: مركز تكوين المفتشين – القاعة: ——
***
الخطوط العريضة للمحترف
إذا تجاوزنا النظر إلى اللغة باعتبارها أداة للتواصل إلى المنظور الذي يراها أداة للوجود، أتاح التأمل في أنماط التلقي السلبية التي صادفتها الدعوة الإسلامية في الوسط القرشي وضع تلك المواجهة في إطار لغوي محض، وبالتالي اعتبارها مواجهة بين لغتين أو مجموعة من اللغات. ما هي هذه اللغات؟ أي رهانات كانت تنطوي عليها بحيث لم تتردد الأطراف المعنية في اعتبارها مسألة حياة أو موت؟
سنحاول تقديم عناصر للإجابة عن هذين السؤالين من خلال مقاربة العلاقة / العلاقات القائمة بين اللغة والسلطة والعنف والمقدس في المجال العربي القديم. وهكذا سنسعى إلى بناء النظام الرمزي السائد قبل مجيء الإسلام، ونظيره المقترح مع الدعوة الجديدة، بتحديد عناصر النسقين وآليات اشتغالهما، مُركزين على:
1 – نُظُـم القـرَابـة والسُّلطة في المجتمعيـن ما قبـل الإسلامـي والإسلامـي.
2 – السلطـة، العنـف، المقــدس ولغاتــه.
3 – المحرَّم: النسـق والدلالات الرَّمـزيـة.
***
ببليـوغـرافيـا (مؤقتـة)
1 – بالفرنسية:
Pierre Bourdieu, Symbole et pouvoir, Pierre Bourdieu, Ce que parler veut dire, Roger Caillois, L’homme et le sacré, Jean Brun, L’Homme et le langage, Edmond DouttÉ, Magie et religion en Afrique du Nord, Claude HaggÈge, L’Homme de parole, Joseph Chelhod, Les strucures du sacré chez les arabes, Joseph Chelhod (et autres.), L’Arabie du Sud. Histoire et civilisation, Gilbert Durant, Les structures anthropologiques de l’imaginaire, S. J. G. Frazer, Le Rameau d’or. Tabou et périles de l’âme. Le roi magicien dans les sociétés primitives, Sigmund Freud, Totem et tabou, Sigmund Freud, L’homme Moïse et le monothéïsme, Bertile Malemberg, Signes et symboles, Les bases de la société humaine, Fatima Mernissi, Le Harem politique. Le prophète et les femmes, Claude LÉvi-Strauss, Anthropologie structurale (2. vols), Guy Rosolato, Essais sur le symbolique,
2 – بالعربية:
الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ابن كثيـر، البداية والنهايـة، ابن إسحاق، السيرة النبوية، ابن هشام، السيرة النبوية، الألوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، تركي الربيعو، الإسلام وملحمة الخلق، تركي علي الربيعو، الجنس والعنف المقدس في الميثولوجيا الإسلامية، محمـد عابـد الجابـري، نقـد العقـل العربي، فان فلوتن، الدولة الأموية والمعارضة، المفضل الضبي، المفضليات، الأصمعي، الأصمعيات، أدونيس، الثابت والمتحول، محمد نجيب البهبيتي، المعلقة العربية الأولى، م. شحرور، القرآن والكتــاب.
م. أسليــم
قدمت هذه الورقة لإدارة المؤسسة (مركز تكوين مفتشي التعليم – باب تامسنا – الرباط) في سنة 1998
الكاتب: محمد أسليـم بتاريخ: السبت 08-09-2012 12:49 صباحا