Notice: _load_textdomain_just_in_time تمّ استدعائه بشكل غير صحيح. Translation loading for the amnews domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. من فضلك اطلع على تنقيح الأخطاء في ووردبريس لمزيد من المعلومات. (هذه الرسالة تمّت إضافتها في النسخة 6.7.0.) in /home/aslim/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
م. أسليـم: حول ترجمة المصطفى القصري لديوان «زهور الألم» لشارل بودلير (أو بودلير وقضية الكتـاب) – محمد أسليـم

م. أسليـم: حول ترجمة المصطفى القصري لديوان «زهور الألم» لشارل بودلير (أو بودلير وقضية الكتـاب)

2349 مشاهدة
م. أسليـم: حول ترجمة المصطفى القصري لديوان «زهور الألم» لشارل بودلير (أو بودلير وقضية الكتـاب)

يعتبر ديوان Les Fleurs du Mal («زهور الألم» / «أزهار الشر») للشاعر الفرنسي شارل بودلير (1821-1867) واحدا من الأعمال التي حظيت بترجمات متعددة إلى اللغة العربية، بلغت عشرا، مما يضع هذا العمل في مصاف الآداب العالمية، لكن ما يضعه أيضا شبه صنو لأعمال فرنسية أخرى – تمَّ ترجمتها إلى العربية في سياق آخر هو ما يُعرف بمدرسة الألسن التي تأسست بمصر عام 1835 – مثل رواية «آلام فرتر» لغوته التي تُرجمَتْ ثمان مرات بين 1919 و1989 وأعيد أحد تعريباتها إحدى ترجماتها 5 مرات[1].

ضمن ترجمات ديوان بودلير إلى العربية يُعتبر تعريب الراحل مصطفى القصري[2] واحدا من الأكثر «اكتمالا̓» بالنظر لعدد القصائد الكبير التي يشتمل عليها (154 قصيدة) مقارنة مع ترجمات أخرى قارب بعضها ثلث نصوص العمل «الأصلي» لا غير، كما هو الحال مع ترجمتي إبراهيم ناجي وعمر عبد الماجد [3] ، وإن كان القصري نفسه يلتقى مع مترجمين آخرين في حذف مقطع بكامله من إحدى القصائد[4] كما في حذف أبواب الديوان مع أن الشاعر اعتبر محاكمته أهون من الخلل الذي لحق هذا البناء على إثر منع ست قصائد من الديوان[5].
تسعى الورقة الحالية إلى مقارنة فهرست «زهور الألم» التي تقدم نفسها للقارئ العربي باعتبارها ترجمة لديوان Les Fleurs du Mal مع فهارس المجموعات الشعرية الست المنشورة بتوقيع بودلير، بعضها في حياته وبعضها الآخر بعد وفاته. فتلك المجاميع، عبر اتصالها وانفصالها، تطرح إشكالية الكتاب وتحاول التخلص من مفهوم الكتاب لفائدة المتن، ما يجعل كل ترجمة للأزاهير لا يمكن أن تكون إلا قراءة لها ضمن قراءات أخرى ممكنة.

1. الترجمة بين الاستحالة والإمكان:
لا تروم هذه الورقة إجراء مقارنة بين مختلف ترجمات ديوان بودلير[6]، بغاية المفاضلة بينها، وبالتالي تحديد منزلة ترجمة القصري ضمنها، ولا المقارنة بين نص الانطلاق الفرنسي ونص الوصول العربي بُغية تحديد درجة المطابقة بين الأصل والترجمة أو أمانة هذه لذاك؛ فالمنظور المتبنى هنا هو تعذر بلوغ هذه المطابقة والأمانة. وهي رؤية تقع فيما وراء نظريات الترجمة[7] التي تنتظم في مجملها ضمن قطبين كبيرين يرتدان في نهاية المطاف إلى ثنائية المثالية والمادية التي وضعها فلاسفة قدماء الإغريق[8].
ففحص ترجمات ديوان بودلير إلى العربية، على ضوء هذه النظريات، يتيح تصنيف كل واحد من تلك الإنجازات ضمن هذه الخانة أو تلك. سيتضح، مثلا، أنَّ ترجمتا القصري والدكتور عمر عبد الماجد تقعان ضمن خط الترجمة الهدفية (أو الترجمة بالمعنى عموما)، وأنَّ ترجمتا إبراهيم ناجي، من جهة، وحنّا الطيّار جورجيت الطيّار من جهة ثانية، تندرجان في خط الترجمة المصدرية (أو الترجمة الحرفية)… وسيتم دعمُ كل إدراج بمقابلة النص المعرَّب بالأصل الفرنسي، ثم عقد مقارنة بين التعريبين المقترحين من جهة ثانية. وهو عمل مفيد بدون شك وسبق أن قام به د. سعيد علوش من منظور إحصائي مقارن بين ترجمات لقصائد ثلاث من ديوان بودلير[9].
وجهة النظر المتبناة في هذه الورقة هي استحالة الترجمة من لغة إلى أخرى استنادا إلى أن اللغة تتجاوز مجرد تسمية أشياء العالم إلى فهمه ومنحه معنى وجعله مشتركا عبر عملية تفاوضية، من جهة، واعتبارا إلى أن الترجمة توجد في أساس كل تواصل لغوي وإن تمَّ بين شخصين داخل اللغة الواحدة، من جهة ثانية[10]. إنها رؤية أنثروبولوجية تنظر إلى الترجمة بوصفها ليست قول الشيء الواحد بلغة أخرى، أي قوله بلغتين مختلفتين، وإنما هي قول شيئين مختلفين بطريقتين مختلفتين، لاعتبارات عديدة أهمها:
– انعدام وجود علاقة منطقية بين الدال والمدلول على نحو ما أظهر سوسور ذلك منذ مستهل القرن السابق (اعتباطية الدال)؛
– عدم اكتمال الكتابة بالمعنى الذي يمنحه إياها ديريدا عندما يعتبرها أثرا أو «علامة متبقاة» معزولة عن سياقها البدئي، ما يحول دون امتلاك النص[11].
– استحالة تجريد اللغة / النص المترجم من حمولته التاريخية والجغرافية والثقافية، بل وحتى من رؤيته للعالم كما بينت أطروحة سابير وورف. من ثمة، فمحتوى / فهمُ / تلقي قارئ النص المترجَم لن يتطابق تماما مع محتوى / فهم / تلقي قارئ النص نفسه في اللغة الأصلية. من أمثلة تراثنا الشهيرة في هذا الباب ترجمة العرب القدماء لاصطلاحي comédie وtragédie اليونانيين بـ «مدح» وهجاء».
– لا القواعد النحوية ولا المعاجم تتيح الإحاطة باللغة لأنها في حركة وتطور متواصلين؛ وزعمُ الإحاطة بها من خلال «علوم اللغة» يُعادل العالم الذي، كي يتعرف على طريقة اشتغال عضو حي ما، يقوم بتشريحه، ولكن هذا التشريح يفوِّتُ الفهمَ لأن العضو يكون قد توقف عن العمل بسبب موته، وبالتالي كفَّ عن العمل. ضمن هذا المنظور تكون اللغة ليست ما يوجد في الكتب، بل هي ما يُمارَسُ[12]. بل هناك من يتطرف في الاتجاه، فيزعم أنَّ اللغات كلها تنويعات ولحظات تطور من حياة لغة أصلية انحدرت منها سائر العائلات اللغوية واللهجات المعروفة، ومن ثمة يجب أن تتحدد مهمة المترجم في الصعود رأسا إلى تلك اللغة الأصلية (بنجامين والتر)[13]؛
– أخيرا، لا وجود لتكافؤ بين النص الأصل والنص المترجَم في أي عملية للترجمة بناء على علاقة الهيمنة القائمة بين اللغات. هذه الهيمنة إذا كانت بادية على مستوى المقارنة بين أوضاع اللغات عموما، بما يتيح اليوم، مثلا، اعتبار الأنجليزية أقوى من العربية والفرنسية أقوى من لغة الضاد فإنَّ المترجمَ، وإزاء وجوده أمام عمل مفرَدٍ، إنما يتعامل مع الهيمنة من أحد موقعين:
أ) قبول الهيمنة: فتسمى الترجمة آنذاك بالـ «حرفية»، أي تندرج ضمن خط ما يسمى بـ: «الترجمة الأخلاقية»، أو «الترجمة الأصلية»، أو «المعادلة الشكلية»[14]. لهذا الاتجاه مدافعوه الشرسون (أنطون بيرمان). وإذا كان عيبُه، حسب معارضيه، يكمنُ في إخضاع فكر لغة الوصول وبنيتها للغة الانطلاق، ما يجعل القارئ يشتم رائحة الترجمة، فإنَّه في المقابل يُدخل اللغة المترجِمَة، رغم كل هذه المساوئ، في حلقة التطور، وهو ما نراه في اللغة العربية اليوم، ومن مظاهره الشائعة، مثلا، انتشار استخدام الجملة الفعلية والحال أن بنية الجملية العربية فعلية أساسا، وعودة الضمير على لاحق، وهو ما لا تبيحه قواعد النحو العربي القديم.
ب) رفض الهيمنة: فتنعتُ الترجمة آنذاك بـ «الفكرية»، وتندرج في خط ما يسمى بـ «الترجمة المتمركزة عرقيا»، «الترجمة الهدفية»، «الترجمة الدينامية»، الترجمة الدلالية». ورغم ميزة هذه الترجمة التي لا تشتمَ منها رائحة ما هو أجنبي، كما يقال، فإنه مما يُعابُ عليها تمركزها العرقي واشتغالها خارج دائرة التفاعل اللغوي المفضي إلى تطوّر الألسن. علما بأنَّ من متطرفي هذا الاتجاه (بنجامين والتر)، من يرى في هذا النوع من الترجمة صعودا رأسيا إلى اللغة الأولى، لغة الأصول، التي لا تعتبر اللغات الحالية سوى بلبلات لها وتشويشات عليها[15].
والخلاصة أن الترجمة تكون دائما علمية تفاوض بين لغتين وثقافتين، أي نشاطا عبر-ثقافي[16] يُساعد كثيرا المجموعات البشرية على الانتقال من عيش تعدد اللغة-الهوية باعتباره «ذنبا» لا إراديا مُرتكبا في حق «(لغة-ثقافة)-أمٍّ» أو «لغة-ثقافة هويةٍ خالصة» إلى حياة هذا التعدد بوصفه عنصر وجود له أكثر من بُعد وعنصر إثراء للغة-ثقافة الأصل ولغة-ثقافة الوصول. ففي عصر باتت فيه الهوية عملية ذهاب وإياب متواصل يتعين على الفرد أن يعيش باعتباره هو، لكن أيضا باعتباره آخر، كما يجب اعتبار كل ذهاب نحو «الآخر» فرصة لإثرائه وإغنائه وكل عودة منه رجوعا مُحمَّلا بما يُغني «الذات» بمكونات ثقافة ذلك «الآخر».

2. «زهور الألم» بين الوحدة والتعدد:
2. 1. من التعدد المادي
يذكر نقاد الأدب أن وطأة الرقابة على بودلير ستكون شديدة جدا ليس لأسباب التهم الأخلاقية المنسوبة لديوانه، وإنما لأن الرقيب «سيهدم» بمقصه «البنيانَ» الذي صاغه بودلير عبر قصائده، وهو هيكل إن لم يتصف «بالكمال» فهو ذو دلالة[17]. وبالفعل، فما أن قضت المحكمة بمصادرة ست قصائد من الإصدار الأول للديوان، بعد أقل من شهرين عن صدوره[18]، حتى تغير هيكل العمل الأصلي لنجد أنفسنا أمام دواوين وليس أمام واحد، يتغير بناؤها العام وفسيفساؤها بتوالي الإصدارات؛ هكذا فـ:
فطبعة سنة 1857[19]، تتكون من 100 قصيدة منتظمة في خمسة فصول cycles هي:
– Spleen et idéal: 77 قصيدة؛
-Fleurs du mal: 12 قصيدة؛
-Révolte: 03 قصائد؛
-Le Vin: 05 قصائد؛
-La Mort: 03 قصائد.
وهذا الإصدار هو ما عرّض الشاعر والناشر للمحاكمة بدعوى «المس بالآداب العامة والإساءة إلى القيم الدينية»، فقضت المحكمة بتغريم المؤلف والناشر ومصادرة ست قصائد من الديوان: ثلاثا من الفصل الأول Spleen et Idéal، هي: Les Bijoux / الحلي، وLe Léthé / نهر النسيان، وA celle qui est trop gaie / إلى المغربة في السرور، وثلاثا من فصل Les Fleurs du Mal هي: Lesbos / جزيرة ليسبوس، وFemmes damnées / النسوة اللعينات، وLes métamorphoses du vampire / تقلبات الهامة[20].
في سنة 1861، صدرت طبعة جديدة للديوان[21] بدون القصائد الست الممنوعة وبفصل جديد بعنوان Tableaux parisiens / لوحات باريسية، و32 قصيدة جديدة ليصل مجموع قصائد هذا الإصدار 126 بدل 100 في الطبعة الأولى، فصار الديوان إلى ما يلي:
-Spleen et idéal: 85 قصيدة؛
-Tableaux parisiens: 18 قصيدة؛
-Fleurs du mal: 09 قصيدة؛
-Révolte: 03 قصائد؛
-Le Vin: 05 قصائد؛
-La Mort: 06 قصائد.
وفي سنة 1868، أي بعد عاما بعد وفاة الشاعر، صدرت طبعة جديدة للديوان[22]، تتضمن 151 قصيدة، بهيكل عام 1861 نفسه (6 أبواب)، وبدون القصائد الممنوعة التي كان الناشر قد تحايل على إصدارها سنة 1866 من هولندة حيث كان لاجئا (ما عرَّضه مجددا للمحاكمة في العام نفسه من لدن المحكمة الجنائية بمدينة ليل)، وذلك بإدراجها ضمن «مجموعة شعرية»[23] تحت عنوان Les Épaves تتكون من 23 قصيدة، بما فيها الممنوعة، مبوبة على الشكل التالي:
– قصيدة استهلالية (خارج أي باب) بعنوان Le Coucher du soleil romantique
-Pièces condamnées: 6 قصائد؛
-Galanteries: 6 قصائد؛
-Épigraphes: 3 قصائد؛
-Pièces diverses: 4 قصائد؛
-Bouffonneries: 3 قصائد.
وفي عام 1869، ستصدر مجموعة تحت عنوان Complément aux Fleurs du Mal de Charles Baudelaire[24] تشتمل على 11 قصيدة كلها سابقة النشر في Les Épaves، موزعة كالتالي:
– Pièces condamnées: 6 قصائد؛
– Galanteries: قصيدتان؛
– Bouffonneries: 3 قصائد.
مع تحديد إدراج صفة «آنسة» في أولى قصائد القسم الأخير بحيث صار «بدايات الآنسة أمينة بوشتي» / «Sur les débuts de Mlle Boschetti» بدل «بدايات أمينة بوشتي» / «Sur les débuts d’Amina Bouschetti».
والخلاصة أنه بتعدد الإصدارات يتضح أن العمل الأوَّل آل في نهاية المطاف إلى خمسة أعمال، ما يطرح سؤال إمكانية العثور في هذا الشتات على وحدةٍ في مكان ما، لاسيما أن كل إصدار جديد يصر على إحضار خيط ناظم يربطه بسابقه أقله اسم الشاعر والقصائد الممنوعة التي حتى وإن غابت في إصداري 1861 و1868 فإن هتين الطبعتين تشتركان مع الطبعة الأولى للديوان في عدد كبير من القصائد.
جدول تطور هيكل ديوان «زهور الألم» وازدياد القصائد بتوالي الطبعات
baud

2. 2. إلى الوحدة الافتراضية virtuelle:

بيد أن هذا الوجه الإشكالي لعمل بودلير هو ما يُكسبه ميزة الارتباط بالنص التشعبي Hypertexte على نحو ما نفهمه اليوم، حيث تصير وحدة النص افتراضية أكثر منها مادية[25]. هكذا فبتنويع معايير الحصر نحصل على دواوين مختلفة:

2. 2. 1. فإن اعتمدنا حضور – أو غياب – القصائد الممنوعة في كل إصدار جديد حصلنا على فئتين بداخلهما تنويعات:
فمن جهة هناك ديوان «زهور الألم» (طبعة 1857) وديوان Les Épaves (23 قصيدة) وLes Compléments (11 قصيدة)، وفيها توجدُ القصائد الست الممنوعة.
ومن جهة أخرى، هناك ديوان «زهور الألم»، بإصداري 1861 (126 قصيدة) و1868 (151 قصيدة) تغيب فيهما الممنوعات الستّ، ولكنهما يتضمنان عددا كبيرا من قصائد طبعة 1857 إضافة إلى 32 جديدة يمكن أن تشكل في حد ذاتها مجموعة شعرية مستقلة.

2. 2. 2. أما إذا اعتمدنا العنوان معيارا لحصر العمل، فإنَّ ديوان «الزهور» يكون هو إصدارات 1857 و1861 و1868، إضافة إلى «التكملة» التي تعلن عن نفسها إضافة إلى – أي سدّ نقص في – الديوان. وبضمّ هذه «التكملة» لسائر الإصدارات السابقة نحصل على ما يلي:
– إصدار 1857، بإضافة التكملة إليه ينتقل عدد قصائده من 100 إلى 105.
– إصدار 1861، بإضافة التكملة إليه ينتقل عدد قصائده من 126 إلى 131.
– إصدار 1868، بإضافة التكملة إليه ينتقل عدد قصائده من 151 إلى 162…
ولكن مثل هذا الإجراء لن يُعفى من سؤال معنى حضور القصائد الست الممنوعة في مجموعة Les Épaves إلى جانب 17 قصيدة جديدة. ستصير ذات صلة بالديوان بمجرد وجودها إلى جانب الأولى. كما لن يبعثَ القارئَ على الارتياح كونُ الديوان قد اجتمع واكتمل أخيرا في إصدار 1868 بما أنه يشتمل هنا على سائر قصائد الديوان: الأولى، والمضافة، الممنوعة والمباحة، لأنَّ الهيكل الأولي للعمل قد ضاع إلى الأبد، ومجموعة من القصائد تغير ترتيبها بفعل الزيادات، ناهيك عن أنَّ فصلا كاملا من البنيان، هو «اللوحات الباريسية»، قد أضيف إلى الهيكل الأولي.

2. 2. 3. يقدم موقع «مؤسسة زهور الألم» http://fleursdumal.org حلا للارتباك السابق بتمكين القارئ من قراءة كل إصدار على نحو ما ظهر به، وبتسلسل كرونولوجي، مع تخصيص باب لمجموع قصائد بودلير مفصولة عن عناوين المجموعات وتواريخ إصداراتها، مرتبة ترتيبا ألفبائيا، تاركا للقارئ حرية قراءة ما يشاء وبأي ترتيب يودّ، وذلك عبر قائمة التصفّح التالية:

baudelaire

إذا أخذنا بعين الاعتبار أنَّ بودلير كان يُغني كل إصدار جديد لديوانه بقصائد جديدة، في وقت كان بإمكانه إخراجها في مجموعات شعرية مستقلة وبعناوين أخرى، خلصنا إلى أن الشاعر كان يعمل، من دون وعي، ضمن ما يسميه نقاد الأدب الرقمي اليوم بـ «العمل الحَرَكي Spectacle de l’épisode»[26]، وهو تعبير استعاري يعني حرفيا «العمل في تحرك» (أو «في تقدم») ويُشارُ به إلى التقابل الذي أحدثه الأنترنت بين المؤلفات المنشورة ورقيا ونظيرتها المنشورة في الشبكة. الأولى توجد في سند مُغلق، بينما الثانية تصدر في سند مفتوح لكل التعديلات والتغييرات، ومن ثمة يُتاح للمؤلف تغيير كتاباته باستمرار (إضافة، حذف، تعديل)، ما يجعل النص لا يلازم شكلا/محتوى واحدا.
كذلك، بإصرار بودلير على عنوان «زهور الألم» رغم تزايد القصائد فهو يقع في دائرة ما تجريه الرقمية اليوم من إخفاء للكتاب، عبر إزاحته من مكانه déterritorialisation، وهو إخفاء له ثلاثة عواقب: تشتت النص وتفكيك الحوامل التقليدية ثم تداخلها مع وسائط أخرى[27]. إنَّ الرقمية اليومَ تمحو الحدودَ المادية للكتاب في اتجاهين: «نحو الأعلى بالانتقال من مفهوم الكتاب إلى مفهوم المتن، ونحو الأسفل بالمرور من مفهوم العمل إلى مفهوم المقطع أو الشذرة»[28]. وهذا بالضبط هو ما كان يقوم به بودلير عبر ذلك الإصرار. أما المزج بين الكتابة ووسائط أخرى، فتتكفل به اليوم سائر المواقع التي تعرض عمل هذا الشاعر بصيغتين: مكتوبة وسمعية.

2. 3. ترجمة القصري قراءة في متن بودلير كاملا
خلافا للقارئ الفرنسي الذي يمكنه أن يقرأ أكثر من إصدار من «زهور الألم»، ويتجول في العمل بكامله بالوجه الذي يشاء، على غرار قرَّاء الأعمال التخييلية التشعبية Hypertextes de fiction اليومَ، لا يمكن للقارئ العربي الذي يقع على ترجمة واحدة لأحد إصدارات الديوان إلا أن يُسجَنَ ضمن كتلة واحدة من متن بودلير، ويُحرَم بالتالي من التجول عبر باقي الوحدات. هل هذا هو السر في عُزوف مترجمي الديوان عن إثبات معلومات مصادر ترجماتهم وتعدد تعريباتهم في آن؟
يقتضي الجواب المفصل عن هذا السؤال دراسة منفردة «تحدد»، في مرحلة أولى، المتنَ البودليري، بجمع سائر طبعات الديوان، وتحدد تقاطعات الإصدارات، حيث كل تقاطع يفضي إلى فهرست جديد للديوان، تماما على غرار ما يجري في الأدب التوليفي[29]، وتحصر عدد الفهارس/الدواوين الناتجة عن هذه العملية، لتعمدَ، في مرحلة موالية، إلى مقارنة فهرست كل إصدار عربي للديوان مع الفهارس الناتجة عن توليفات القوائم الفرنسية.
يكمن القيام، في استقلال عن ذلك أو بالموازاة معه، بالعمل نفسه داخل دائرة الترجمات العربية، ما سيتيح الوقوف على الطبيعة التشعبية الفعلية لديوان بودلير مع ما ينتج عن ذلك من تعدد لمسارات القراءة وخطوات المترجمين العرب في هذا الصدد باعتبار ترجماتهم هي في حد ذاتها قراءات داخل نص لا توجد وحدته سوى افتراضيا…
لتوضيح خطوة صغيرة جدا من هذا المشروع، يمكن إجراء مقابلة وجيزة بين فهرست ترجمة مصطفى القصري لـ «زهور الألم» وفهارس أصول الإصدارات الرسمية للديوان لا غير نكتفي فيها برصد أوَّال اختلاف يظهر بين فهرست الترجمة وفهارس الأصول:
-إصدار 1857: يبدأ الاختلاف منذ القصيدة الثانية، حيث هي Le Soleil في الأصل وElévation في الترجمة…
-إصدار 1861: يتطابق الفهرسان حتى القصيدة 37، وهي Le Possédé، فيليها في الأصل قصيدة Le fantôme، في حين تليها في «الزهور» أربع قصائد هي: Les ténèbres، وLe parfum، وLe cadre، وLe portant…
-إصدار 1866: يتطابق الترتيبان إلى حدود القصيدة 14، وهي Don Juan aux enfers، فتتبعها في الأصل قصيدة A Théodore de Banville في حين يليها في «الزهور» نص Don Juan au Châtiment de l’orgueil.
تفضي هذه المقارنة البدائية جدا إلى نتيجة أولى هي أنًّ القصري لم يسجن ترجمته ضمن تسلسل فهارس الإصدارات الثلاثة، بل اصطنع ترتيبا خاصا به يتجلى بوضوح شديد في وضعه القصائد الست الممنوعة متسلسلة (من 138 إلى 143)، في حين بالرجوع إلى إصدار 1857 نجد ثلاثا منها في الفصل الأول Spleen et Idéal (على التوالي: Les Bijoux / الحلي، وLe Léthé / نهر النسيان، وA celle qui est trop gaie / إلى المغربة في السرور) وتقع الثلاث المتبقاة في فصل Les Fleurs du Mal (على التوالي: Lesbos / جزيرة ليسبوس، وFemmes damnées / النسوة اللعينات)، وLes métamorphoses du vampire / تقلبات الهامة)، وترتيبها في فهرست طبعة 1857 على التوالي[30]: 20، 30، 39، 81، 82، و87. والترتيب المتسلسل الذي يورد به القصري هذه الممنوعات لا يوجد سوى في مجموعتي Les Épaves وCompléments aux Fleurs du Mal، ما يفرض الرجوع إليهما، وهو ما فعلنا فلاحظنا:
– أن المترجم عاد فعلا إلى Les Épaves، وعرَّب منه – إضافة إلى الممنوعات الست – 4 نصوص من فصل [31]Galanteries وقصيدتين من فصل Épigraphes[32]، ومجموع قصائد فصل Pièces diverses[33]، بمعنى أنه ترجمه كاملا عدا 7 قصائد، أي ترجَمَ 16 قصيدة من أصل 23؛
– باحتساب المشترك بين «تكملة الديوان» و Les Épaves، وهو 10 قصائد: الست الممنوعات (تم ترجمتها) وقصيدة Le Monstre ثم فصل الـ Bouffonneries[34] (لم يُتَرجم)، يكون حاصل ما عرَّبه القصري فعليا من نصوص هذا العمل هو 7 من مجموع قصائده الإحدى عشر مع أننا لا نستطيع الجزم في ما إذا كان سبيل الترجمة هو الرجوع إلى الكتاب المادي أم أنها تحققت تلقائيا من خلال التقاطع الافتراضي بين العملين.
يمكن إعادة رسم الجدول أعلاه حول تطور هيكل الديوان المادي وعدد قصائده، بإضافة ترجمة القصري، ما سيُفضي إلى ظهور فصلين جديدين لم يتضمنهما أي من الإصدارات الرسمية الثلاث للمجموعة، هما فصلا Galanteries وÉpigraphes، ويتضح معه أنَّ القصري قد «كتب» ديوان «زهور الألم» على غرار ما يكتب قارئ النص التشعبي عملا ما عبر اختياره مسارا من مسارات القراءة الممكنة، وفي هذا إغناءٌ يسير في اتجاهين:
وجهة الأصل، حيث صار لبودلير من الآن فصاعدا نصّ مُجسَّد، أي مادي وملموس، من القصائد الاحتمالية التي يتضمنها متنه، تولد عن عمل المترجم في مرحلة ما قبل الترجمة الذي أفضى إلى اختيار قصائد محدَّدة وترتيبها ترتيبا معينا، ثم وجهة الوصول حيث صار بإمكان القارئ العربي أن يتحاوَر مع آخر (أجنبيا أو غريبا) اسمه بودلير ويتفاوض معه بفضل وساطة نتجت هي الأخرى عن مفاوضة قام بها المترجم على امتداد عمله التعريبي الذي آل إلى الديوان الذي نقرأه.

3. تلقي بودلير في الثقافة العربية:
من خلال تعدد ترجمات بودلير إلى العربية والكم الهائل لحضوره في مواقعها بشبكة الأنترنت، سواء عبر اجتزاء قصائد من الترجمات الرسمية – إن جاز التعبير – وإعادة نشرها في منتديات أو عبر إعادة ترجمة قصائد منفردة ونشرها في منابر إلكترونية، أو رقمنة إصدارات ورقية مترجمة وتخزينها في مواقع التحميل والتنزيل المجانيين، وفي مقدمتها www.4shared.com حيث ترصد عدادات هذا الموقع تنزيل آلاف النسخ ليس من ديوان «زهور الألم» فحسب بل وكذلك من باقي الكتب المقترنة باسمه، مثل: «شارل بودلير شاعر الخطيئة والتمرد»، و«يوميات بودلير»، و«بودلير ناقدا فنيا»[35]،
من زاوية النقد الاجتماعي للترجمة، لا تخلو هذه الأرقام من دلالة. بيد أنَّ طبيعة الشبكة لا تسمح بإنجاز هذا النوع من المقاربات بالنظر لتعذر أي تواصل بين رافعي هذه الملفات ومحمليها على على السواء؛ فالجميع يشتغل بهوية مجهولة. وع ذلك، من الملفت للانتباه أن رواج هذا العمل في الثقافة العربية لم يحدث أية ضجة في سياق شهد فيه إلى وقت قريب جدا عددٌ من الشعراء العرب محاكمات بسبب أشعارهم. يتعلق الأمر بـ:
– الشاعر الأردني موسى حوامدة من الأردن الذي توبع مرات عديدة على امتداد سنتين (2000-2002) بسبب ديوانه «شجري أعلى»[36] بتهم الردة عبر تحريف القرآن والاعتراض على كتاب الله ونفي قصة سيدنا يوسف عليه السلام وإهانة الشعور الديني وتحقير أحد الأديان ومخالفة قانون المطبوعات… وكانت العقوبة تقضي بفسخ عقد زواج الشاعر وحرمانه من الميراث والحجر على ممتلكاته وأمواله المنقولة وغير المنقولة.
– الشاعر اليمني عز الدين المقالح وتمَّ تكفيره سنة 2004 واتهامه بالكفر والإلحاد بسبب قصيدة له يعود نشرها إلى ثمانينيات القرن الماضي، فاتهمته جماعة متطرفة بأنه «أسوأ من الشيطان»[37]…
– أحمد الشهاوي بسبب ديوانه «الوصايا في عشق النساء»، حيث أصدر الأزهر، في سنة 2007، فتوى بتكفير الشاعر، ما عرضه لخطر المحاكمة والسجن[38].
– الشاعران المصريان عبد المعطي حجازي وحلمي سالم، حيث استمعت النيابة العامة المصرية عام 2007 إلى شكوى مقدمة ضدهما، الأول بصفته رئيس تحرير مجلة إبداع والثاني صاحب قصيدة “شرفة ليلى مراد” التي نشرتها المجلة، واعتبر أن فيها إساءة وتطاولا على الذات الإلهية[39].
– عبد المعطي حجازي، وقررت محكمة جنوب القاهرة في سنة 2007 طرح أثاث منزله للبيع «قسراً» في مزاد علني انطلاقاً من دعوى رفعها ضدّه الداعية الإسلامي يوسف البدري متهماً إياه بـ «شتمه» في مقال نشر في مجلة «روز اليوسف»، وذلك بعد امتناع الشاعر عن تنفيذ الحكم القضائي الأول الذي فرض عليه دفع عشرين ألف جنيه تعويضاً للداعية الإسلامي[40].
تؤول التهم الموجهة لهؤلاء جميعا في نهاية المطاف تقريبا إلى توظيف الشعر بشكل «يسيء للأخلاق والدين». بتعبير آخر، تؤول إلى توظيف الإبداع الشعري في ما يخدم القضية الدنيوية لا القدسية. بعبارة أخرى، يمكن قراءة تلك المحاكمات باعتبارها تطبيق حُدُود شرعية في حق مبدعين تجرأوا على الخروج عن الوضع الاعتباري الذي حدده الإسلام للشعر، وهو وُجوب ملازمته نقطة بين القدسي والدنيوي، لا يحيد عنها يمينا ولا شمالا، لأنه متى فعل ذلك اصطدم حتما بالمحظور ببعديه الإلهي والشيطاني. لكن على الشعر في الآن نفسه أن يتماهى مع الكتاب»[41].
على ضوء هذه الاستنتاج يمكن قراءة المحاكمات التي طالت الشعراء السابقين باعتبارها مُلازمة للمكان الذي حدَّدَه الإسلام للإبداع الشعري.
يقتضي هذا أن تطال ترجمة بودلير موقفا أكثر صرامة بالنظر إلى أن ديوانه مليء بما يدخل، ضمن المنظور الإسلامي، في دائرة الانحلال والجهر بالرذيلة والإباحية وحتى الكفر والشرك. ناهيك عن أنَّ العمل نفسه تعرض للمحاكمة في موطنه وفي سياق يتصف بالكثير من حرية التعبير والتحرر والتطور قياسا إلى العالم العربي الراهن، ونعني به فرنسا غداة عصور النهضة والإصلاح والأنوار، الخ. تعرَّض الشاعر والناشر هنا للمحاكمة بتهمة «الإساءة للأخلاق العامة والمس بالشعور الديني»، وتمت المطالبة في البداية بمصادرة 12 قصيدة بدل الست المذكورة أعلاه[42]، فأدين الشاعر، ولم يُعَد الاعتبار إليه وإلى قصائده الممنوعة إلا بعد مرور حوالي قرن عن محاكمته، وبالضبط في عام 1949 من القرن الماضي[43]، بمعنى أن العقوبة التي طالته ظلت سارية المفعول على امتداد 92 عاما، فكيف صادف الديوان رواجا كبيرا في السياق العربي دونَ إثارة أية ضجة تُذكر؟ وبم يُفسر هذا الصمت إزاءه؟
بداية، مارس المترجمون العرب أنفسهم رقابة متفاوتة على عملهم الترجمي، وعلى النص المترجم من ثمة، مضت من إحجام جميع المترجمين العرب عن إيراد عناصر هيكل الديوان، مرورا بإحجام معظمهم عن ترجمة هذا العمل الشعري كاملا، وذلك بالاكتفاء بترجمة منتخبات منه وتقديمها للقارئ العربي إما باعتبارها الديوان كاملا أو بالإشارة (في ثنايا العمل المترجم لا في عنوان الديوان) إلى أن الأمر يتعلق بمختارات لا غير، إلى حذف مقاطع من بعض القصائد، كما مرَّ بنا، وصولا إلى تصدير الديوان بمداخل مطوَّلة تقدم الشاعر إلى القارئ العربي، تارة باعتباره مجنونا وشاذا جنسيا (تقديم أحمد ناجي)، وتارة باعتباره صاحب تجربة لا تنعدم نظائرها في التراث العربي الإسلامي (تقديم مصطفى القصري).
في غياب دراسة سوسيولوجية للقراءة بودلير في العالم العربي – كما مرَّ معنا – وتعذر إنجاز دراسة نقدية اجتماعية لهذه الترجمة، في الوقت الراهن على الأقل، للتمكن من معرفة من هم قراء الترجمات العشر لديوان «زهور الألم / أزهار الشر» المنشورة ورقيا بطبعاتها المتعددة ومن هم هؤلاء الآلاف من القراء الذين ينزِّلون كتابات بودلير وما كتب حوله من شبكة الأنترنت، لا يمكن تقديم سوى عنصر جواب بمثابة فرضية:
في ما وراء زخم التحديث الذي يشهده الشعر العربي في الوقت الراهن، لازال تلقي هذا النوع الأدبي يستند لتنظيرات قدماء الفقهاء لوظيفته، من جهة، وللتصور المركزي العرقي الذي صاغه بلاغيون عرب قدماء، مثل الجاحظ، والذي يجعل البيان والشعرَ ظاهرتين تمتاز بهما لغة الضاد عن سائر اللغات، ومن ثمة فإنَّ السلطات الدينية الوصية على اللغة العربية التي تمتد رقابتها إلى السرد نفسه، فمنعَت أعمال مثل قصة ألف ليلية وليلة وسيرة محمد شكري، قد لا تلتفت بكل بساطة إلى ما يُترجم إلى العربية من الشعر العالمي، ومن هنا أفلتت «زهور الألم» من الرقابة.

محمد أسليـم

(ورقة أعدت للمشركة في ندوة: ” لترجمة والنصوص العابرة للقارات “10 و11 ماي 2011، كلية الآداب – وجدة، وستصدر ضمن أعمال الندوة)
———-
[1] Hafida Messaoudi, quand la traduction devient mode d’écriture :
http://www.post-scriptum.org/flash/docs2/art_2003_03_008.pdf

[2] شارل بودلير، زهور الألم، تقديم وترجمة مصطفى القصري، منشورات مرسم، 1998 _337ص.)
[3] على التوالي: شارل بودلير، أزهار الشر، ترجمة الدكتور إبراهيم ناجي، دار المعارف للطباعة والنشر، سوسة – تونس، 2007 (168ص.)، عدد القصائد المترجمة: 50 قصيدة، و شارل بودلير شاعر الخطيئة والتمرد، تعريب وتحليل الدكتور عمر عبد الماجد، دار البشير، عمان – الأردن، 1997 (133ص.)، عدد القصائد المترجمة: 46 قصيدة).
[4] يتعلق الأمر بقصيدة الشرفة، حيث حذفت منها ترجمتا القصري وإبراهيم ناجي 14 بيتا. انظر: الدكتور سعيد علوش، شعريات الترجمات المغربية للأدبيات الفرنسية، جامعة عبد المالك السعدي، مدرسة الملك فهد العليا للترجمة، طنجة، 1991، ص. 305.
[5] Baudelaire et la modernité:

http://litterae.pagesperso-orange.fr/page3.3.baudelaire.html

[6] سبق للدكتور سعيد علوش أن قام بذلك جزئيا، حيث قارن بين ترجمات ثلاث قصائد من الديوان، هي على التوالي، causerie (ترجمات: كميل داغر وإبراهيم ناجي ومصطفى القصري) وLa Beauté (ترجمات: إبراهيم ناجي وخليل الخوري ومصطفى القصري) وLe Balcon (ترجمات: إبراهيم ناجي وخليل الخوري ومصطفى القصري)، انظر: د. سعيد علوش، شعرية الترجمة، مرجع سابق، صص. 226-306.
[7] عديدة هي أسماء هذه النظريات عديدة، أشهرها: الترجمة المتمركزة عرقيا مقابل الترجمة الأخلاقية (أنطون بيرمان)، والترجمة المتمسكة بالهدف cibliste مقابل الترجمة المتمسكة بالمصدر sourcière (هنري ميشونيك)، والمعادلة الدينامية مقابل المعادلة الشكلية (جان رونيه لادميرال)، والترجمة التواصلية مقابل الترجمة الدلالية (أوجين نيدا). للعرض المفصل لهذه النظريات، انظر القسم الثالث من كتاب:
– Peeters, Jean, La médiation de l’étranger. Une sociologie de la traduction, Arras, Artois Presses Université, 1999, (367 p.).
[8] يطال هذا النسق من الثنائيات حقولا أوسع من الترجمة، مما يفضي إلى استنتاج أن العلوم حاليا إنما هي تجسيد لتأملات الإغريق الأوئل. هكذا: فمن التقابل الأولي بين المادية والمثالية انحدر في حقل الأنثروبولوجيا تقابل بين مدرستي الانتشارية والتطورية سيتواصل حتى في سعي اتجاهين آخرين لتجاوز أطروحتي الانتشار ونقيضتها التطور، وهما: الأنثروبولوجيا البنيوية ومدرسة النسبية الثقافية. وعلى صعيد البيولوجيا، نجد الثنائية نفسها قائمة بين الاتجاه الدارويني القائل بالصراع والانتقاء الطبيعي والتطور، وبالتالي التحول، ونقيضه القائل بالخلق والثبات والتصميم الذكي والانبثاق. وهو تقاطب متواصل اليومَ، بل ويقع في صلب الجدل القائم حاليا حول مشاريع الزيادة في الإنسان وتحسينه، بل وحتى تجاوزه، الخ.، أي بين أنصار هذه الزيادة ممثلين في اتجاهين رئيسيين هما: الحركة عبر الإنسانية ومذهب ما بعد الإنسانية من جهة، وخصومها القائلين بوجود جوهر وطبيعة في الإنسان من جهة ثانية. على المنوال نفسه ينقسم منظرو الترجمة ومزاولوها إلى حددنا بعض صياغاتهما أعلاه.
[9] د. سعيد علوش، شعرية الترجمة، مرجع سابق، صص. 226-306.
[10] J.-C, Pour une approche anthropologique de la traduction, Publications de la Chaire Ben Ali, Tunis, 2010 :

http://old.yapaka.be/professionnels/auteur/jean-claude-quentel

[11] Derrida, Marges de la philosophie, cité par : Aurelia KLIMKIEWICZ , «Problématique de la fidélité en traduction», Post-Scriptum .ORG 2003, N° 3 Traducion : médiation, manipulation, pouvoir :
http://www.post-scriptum.org/flash/docs2/art_2003_03_001.pdf

[12] Sébastien CÔTÉ, J.-C, Pour une approche anthropologique de la traduction…, op.cit.
[13] Daniela HUREZANU, La traduction comme (re) création:
http://www.post-scriptum.org/flash/docs2/art_2003_03_004.pdf

[14] Centre, périphérie et ethnocentrisme: la traduction française de Barney’s Version, de Mordecai Richler:
http://www1.carleton.ca/french/ccms/wp-content/ccms-files/art_2003_03_006.pdf

[15]
[16] مفهوم الـ Transculturalisme من صياغة الكاتب والصحفي الفرنسي-الطوغولي-البولوني كلود كروتنزسكي ويعرضه في كتاب له بالعنوان نفسه:
– Claude Grunitzky (dir), Transculturalismes. Essais, récits et entretiens, Grasset, 2008, (210p).
[17] Baudelaire et la modernité, op.cit.
[18] صدرت هذه الطبعة يوم 21 يونيو 1857، وصودر الديوان من المكتبات يوم 17 يوليوز، ومثل الشاعر والناشر أمام المحكمة يوم 20 غشت من العام نفسه، حيث أدينا بغرامة ، فضلا عن سحب ست قصائد من الديوان من أصل الـ 12 قصيدة التي كانت سبب تحريك المحاكمة.
[19] Charles Baudelaire , Les Fleurs du Mal, Paris, Poulet-Malassis et De Broise, 1857 (252p.)
[20] الترجمات للراحل مصفى القصري.
[21] Charles Baudelaire , Les Fleurs du Mal, Paris, Poulet-Malassis et De Broise, 1861 (319p.)
[22] لم نتمكن للأسف من العثور على نسخة ورقية من هذا الإصدار، في المقابل حصلنا على نسخة رقمية له منشورة باللغتين الفرنسية والأنجليزية:
Charles Baudelaire , Les Fleurs du Mal
[23] Charles Baudelaire , Les Épaves. Avec une Eau-Forte frontispice de Fléchien Rops, Amsterdam, A L’Enseigne du Coq, 1866 (163p.).
[24] Éditions Michel Lévy, Bruxelles, 1869 (30p.).
[25] Sophie Marcotte, L’Hypertexte :
http://www.uottawa.ca/academic/arts/astrolabe/articles/art0003.htm

[26] بالأنجليزية work in progress و work in expanded
[27] Jean Clément, L’adieu à Gutenberg :

http://manuscritdepot.com/edition/documents-pdf/adieugutenberg-jclement.pdf
[28] نفسـه.
[29] Littérature combinatoire: جنس من أجناس الأدب الرقمي يتضمن الأعمال التي تنتَج ببرامج معلوماتية تعتمد قواعد نحوية وجُمل أو فقرات أو أبيات شعرية جاهزة يتولى الحاسوب إعادة تنظيمها. أشهر مثال في هذا الباب قصيدة ريمون كينو مائة ألف مليار قصيدة شعرية. وقد تولدت كل هذه القصائد من 10 سونيتات عدد أبيات كل واحدة منها 14 بيتا لا غير:
http://membres.multimania.fr/mjannot/froggy/1000j.htm

[30] علما بأن قصيدة «النسوة اللعينات» ترد في إصدار 1857 في نصين منفصلين بعنوانين فرعيين مختلفين هما:
– Femmes damnées : A la pâle clarté…
– Femmes damnées : Comme un bétail pensif.
ما يتيح اعتبارهما قصيدتين، ومع ذلك اعتبرهما النقاد قصيدة واحدة فمنحوهما معا رقم 82 في ترتيب قصائد الديوان، وهو الأصل في قولهم بأن العمل يتألف من 100 قصيدة بدل 101. بخلاف ذلك، فصَلَ القصري بين جزئي القصيدة ونشرهما باعتبارهما قصيدتين تحملان عنوانا واحدا هو «النسوة اللعينات / «Femmes damnées، وتردان على التوالي في الرتبتين 109 و139 ضمن فهرست محتويات الأزاهير.
[31] على التوالي: Le jet d’eau, Les yeux de Berthe, Hymne, Promesse d’un visage (من 143 إلى 147 في فهرست الزهور).
[32] على التوالي : Vers pour le portail de M. Honoré Daumier, Sur la tasse en prison d’Eugène Delacroix (148-149 في فهرست زهور).
[33] على التوالي: La voix, L’imprévu, La rançon, A une malabaraise, A théodore De Banville (من 150 إلى 153 في فهرست زهور الألم).
[34] توجد تحت فصل بعنوان Bouffonneries، وهي على التوالي: Sur les débuts de Mlle
[35] انظر على التوالي:
http://search.4shared.com/q/1/بودلير
http://search.4shared.com/q/1/أزهار الشر
http://search.4shared.com/q/1/يوميات%20بودلير
[36] انظر ملف المحاكمة كاملا في صفحته «موسى حوامدة طريد الدولة والدين» بموقعنا:
http://aslimnet.free.fr/ress/m_hawamdeh/aff/takfir.htm
[37] انظر ملف القضية في موقعنا:
http://aslimnet.free.fr/ress/mqaleh/index.htm
[38] انظر:
http://aslimnet.free.fr/ress/m_hawamdeh/aff/takfir.htm
[39] http://bnmsik.jeun.fr/t144-topic />[40] دعوة للتضامن مع الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي:
http://www.midouza.net/vb/showthread.php?t=4537
[41] حول موقف الإسلام من الشعر، انظر كتابنا: محمد أسليم، ذاكرة الأدب في الشعر والرواية والمسرح، سندي، مكناس، 1998 (فصلا: «الشعر والممنوع» و«الشعر والغواية»). الإحالة السابقة مأخذوة من الفصل الثاني:
http://aslimnet.free.fr/essais/dhakira/dhakira3.htm
[42]
[43] انظر نص التبرئة بالعنوان التالي:
http://ledroitcriminel.free.fr/le_phenomene_criminel/crimes_et_proces_celebres/baudelaire.htm

الكاتب:محمد أسليـم بتاريخ: الأربعاء 05-09-2012 05:16 صباحا

الاخبار العاجلة