Notice: _load_textdomain_just_in_time تمّ استدعائه بشكل غير صحيح. Translation loading for the amnews domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. من فضلك اطلع على تنقيح الأخطاء في ووردبريس لمزيد من المعلومات. (هذه الرسالة تمّت إضافتها في النسخة 6.7.0.) in /home/aslim/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
م. أسليـم: الثقافة والمثقف في ظل الثورة الرقمية – محمد أسليـم

م. أسليـم: الثقافة والمثقف في ظل الثورة الرقمية

1310 مشاهدة
م. أسليـم: الثقافة والمثقف في ظل الثورة الرقمية

Warning: Undefined array key 0 in /home/aslim/public_html/wp-content/themes/amnews/includes/filters.php on line 1374

1. تمهيد: ما الثورة الرقمية؟

الثورة الرقمية هي ثالث ثورة صناعية تحصل في العصر الحديث، بعد الثورتين الصناعيتين الأولى التي تمت مع اكتشاف الآلة البخارية، والثانية التي ترتبت عن اختراع الكهرباء واكتشاف النفط.
تقترن الثورة الحالية بتطوير أدوات الاتصالات اللاسلكية (هاتف، تلغراف، إذاعة وتلفزيون، أقمار صناعية)، كما بصناعة الأذرع الآلية والإنسان الآلي، وبذلك فهي انطلقت قبل ظهور الحاسوب وشبكة الأنترنت. فهذان هما آخر قادمين – إن صح التعبير – ولا يمثلان سوى إحدى واجهاتها، لكنهما بما يُحدثانه من تغييرات عميقة (في المجتمع والاقتصاد والمعرفة والعلوم والسياسة والثقافة والقانون) استطاعا أن يحتلا مكان المركز في هذه الثورة…
تجتاز الثورة الرقمية-المعلوماتية في أيامنا هذه ثالث أكبر محطة في حيتها:
– في سنة 1945: تمَّ اختراع أول حاسوب في سياق تأسيس علم السيبرنطيقا على يد جماعة آلو بالطو Alo Palto (1942-1956)؛
– في سبعينيات القرن الماضي بدأ انتشار الحاسوب الشخصي لانخفاظ ثمنه وتطور صناعته تبعا لقانون مور الذي بموجبه بعد مرور 18 شهر عن كل حاسوب يظهر آخر يضاعف الأول في طاقة التخزين بمرتين ويصغره في الحجم مرتين؛ في عام 1998، استهل محررو تقرير كوردييه الفرنسي الخاص بالكتاب الرقمي مُستَندهم بذكر أنه «لو كان عرف قطاع تصنيع السيارات إيقاع التطور نفسه لكانت السيارات التي نقودها اليوم لا يتجاوز سعر الواحدة منها 30 فرنكا (حوالي 3 دولارات) ولكانت لا تستهلك أكثر من لتر بقليل لتقطع مسافة 000 350 كلم![1]»)؛
– في مستهل تسعينيات القرن الماضي تمَّ إطلاق شبكة الأنترنت.
ثمة من يرى أنَّ هذه الثورة بمحطاتها الثلاث السابقة لا تشكل سوى عتبة لثورة أعظم وأكبر ستتحقق مع اكتساح البيونية (أي البيولوجيا الإلكترونية) والنانو لسائر مناحي الحياة الاجتماعية والطبيعية (يؤكد علماء النانو أنهم على وشك بلوغ درجة من العلم تؤهلهم لإعادة خلق الحياة ذرة ذرة، وبشكل أفضل بكثير مما هي عليه الآن[2]). في هذا السياق يجري الحديث عن مشاريع تكاد تدخل في علم الخيال، كمشروع إدماج سائر الوسائط الحالية في جسم الإنسان، ومشروع الزيادة في الإنسان وتطويره، وإصدار نسخة ثانية منه (تحت أسماء عديدة: سيبروغ[3]، إنسان – آلة، الإنسان العاقل، الإصدار 2.0 [التكنولوجي مقابل الإصدار الحالي الطبيعي]، الخ.).

2. التحولات الاقتصادية والاجتماعية في ظل الثورة الرقمية:
2. 1. اقتصاديا:
تُحدث كل ثورة كبرى تحولات اقتصادية واجتماعية وثقافية كبيرة جدا؛ فمع الثورة النيوليتية[4]، ومع الثورتين الصناعية الأولى اكتشاف الآلة البخارية (1769م)، والثانية مع اكتشاف الكهرباء (1879م) والنفط (1889م)، لحقت بسياقات حصولها تغييرات جذرية على كافة الأصعدة.
لا تخرج الرقمية عن هذه القاعدة:
فاقتصاديا، يجري حاليا الانتقال من عصر الطاقة إلى عصر المعلومة، حيث من الآن فصاعدا ستصير ثروات الدول لا تُقدَّر بمواردها الطبيعية، بل بما تمتلكه من معلومات وقدرتها على التعامل بها. «الاقتصاد المجرَّد» و«الاقتصاد المعرفي» من الاصطلاحات التي دخلت حقل التداول في عالم التجارة والمال والأعمال (80 % من موظفي أمريكا اليوم يزاولون مهنة تتصل بمعالجة المعلومات). صارت وجهة الاستثمار المفضلة ليست بناء المصانع، بل هي المختبرات العلمية والبرمجة المعلوماتية لإنتاج براءات اختراع أو وصفات إنتاج أو برامج معلوماتية. بعبارة أخرى صارت وجهة الأنشطة الاقتصادية المفضلة هي العالم الافتراضي لا الواقعي، ما أدى إلى ظهور شركات بدون مقرات مادية، وظهور العمل عن بُعد، من وراء جهاز الحاسوب…
صار بالإمكان اليوم التمييز داخل المدن بين فضائين: واحد مرئي، هو العالم المادي، وآخر غير مرئي هو فضاء تدفق المعلومات والمكالمات وكافة رسائل البث الرقمي وإشاراته.
وبالنظر للتطور الكبير الذي يعرفه قطاع صناعة الإنسان الآلي أو المخلوقات الصناعية الشبيهة بالإنسان، حيث تمَّ سلفا ابتكار آلات بلغت من محاكاة الإنسان لدرجة يصعب فيها تمييز ما إن كانت أشخاصا اصطناعية أم بيولوجية[5]، فإن البعضَ يتوقعُ أن يكون عالم الغد فضاء لوجود مخلوقات بيولوجية وأخرى بيولوجية-آلية وثالثة عاقلة غير بيولوجية[6].
ولا يمكن لأي ملاحظ للإنجازات الحالية في هذا القطاع إلا أن يتساءل عن أي مستقبل يخطط له مهندسو هذه الآلات وصناعها للإنسان والمجتمع البشري عموما، حيث يُنتظر أن تغزو هذه الأجهزة الصناعية الشبيهة بالبشر مرافق عديدة من الحياة: تدريس، تربية الأطفال، رعاية العجزة، طبخ، مرافق إدارية، الخ. علما بأنَّ مردوديتها لا تقارن بثمن شرائها، إذ تشتغل بدون توقف، ولا تطالب بإجازة ولا بضمان اجتماعي ولا تقاعد ولا رخص مرض ولا تشن إضرابات ولا تنخرط في نقابات !!!
لهذا الوضع تأثير كبير على قطاع الشغل بدأت آثاره تظهر واضحة للعيان (والآتي قد يكون أفظع)؛ فاعتماد الأذرع الآلية في المصانع والحاسوب والآلات الذكية القادرة على إنجاز عمل الإنسان بكفاءة أقوى في المصانع والإدارات ومرافق النقل والتجارة، بل وحتى المنازل والمدارس، يعني أوتوماتيكا الاستغناء عن الآدميين، ما يترتب عنه استفحال البطالة التي ستصير واحدة من المعضلات التي تهدد أمن عالم الغد واستقراره. في تسعينيات القرن الماضي، اضطرت سائر المقولات الغربية إلى إعادة هيكلة نفسها (باعتماد التكنولوجيا الرقمية طبعا) لمواكبة المنافسة القادمة. وفي نهاية العملية سيجد 80 % من الموظفين الحاليين أنفسهم بدون شغل، ما يؤشر على دخولنا عصر نهاية العمل، على نحو ما يبيِّنُ عالم الاقتصاد الأمريكي جيرمي ريفكن في كتاب له بالعنوان نفسه، إذ يطرحُ أن العمل المأجور ظاهرة تاريخية ارتبطت بالثورة الصناعية، وبالتالي ستنتهي بالخروج من العصر الصناعي إلى العصر الرقمي، ما يقتضي التفكير في إيجاد طرق أخرى لتوزيع الثروات بين سكان العالم.
لا يتردد البعض في اعتبار الثورة الرقمية ثاني أكبر ثورة تعرفها الإنسانية بعد الثورة النيوليتية التي حصلت في العصر الحجري الأخير باكتشاف الزراعة وتربية المواشي وظهور الحواضر والمدن[7].

2. 2. اجتماعيا:
أهم تغيير تُجريه الرقمية تغييرُ الرابط الاجتماعي الذي شكل محورا هاما في الدراسات الاجتماعية والأنثروبولوجية للقرن العشرين، وأجمع معظمها على أنه يتأسس على: طقوس العبور، وعلاقات القرابة، والأصل العرقي، والجنس والدين والجغرافيا، وتقوم بنسجه مجموعة من المؤسسات الاجتماعية: العائلة، المدرسة، المؤسسات الدينية، الجمعيات الثقافية، ومنظمات المجتمع المدني، الخ.
في المقابل صارَ مع وسائط الاتصال الحديثة، يتحدد باهتمامات مشتركة، ومن ثمة أصبح لحظيا ومتعددا ويعتمد على المصالح المادية[8]، كما صار باستطاعة الفرد أن ينسلخ من مجموعة انتمائه المحلية ليتجه رأسا إلى الجماعة الكونية ويختار ضمنها مجموعة/مجموعات للانتماء[9]، مما أفضى إلى ما يُسميه البعض بـ «عودة القبلية» أو «القبلية الجديدة»[10].
يتخذ جريمي ريفكن في كتابه «عصر الفرص: الثقافة الجديدة للرأسمالية حيث الحياة تجربة مكلفة»[11] مما يُسميه بـ «الانتقال من الرأسمالية الصناعية إلى الرأسمالية الثقافية» أطروحة مركزية لهذا العمل، فـ «بتحكم احترافيي قطاع المال والأعمال في تقنيات الإعلام والاتصال آل إليهم لعب الدور الذي كانت تضطلع به في الماضي المؤسسات التعليمية والدينية ومنظمات تبادل المساعدة والجمعيات المدينة والجمعوية في تفسير وإيصال وصياغة أشكال تعبير ثقافية والحفاظ على الفئات الكبرى لثقافتنا»[12].
في هذا الصدد، تتعالى أصوات التشكي اليوم من المنافسة الشرسة التي تتعرض لها المدرسة من لدن وسائط الاتصال الحديثة (التلفزة وشبكة الأنترنت والأجهزة الإلكترونية المختلفة). لم يتردد البعضُ في تأكيد أن المؤسسة التعليمية تتلقى الآن ضربات قوية جراء الانتقال من الحامل الورقي إلى الحامل الرقمي، كما لم يتردد البعض الآخر في في النداء بضرورة إخراج إصدار جديد للمؤسسة التعليمية تحت اسم «المدرسة 2.0» (لنتذكر مشروع Homo-sapiens 2.0)، حيث تختفي التراتبية الحالية، ويغيب الأستاذ، ليصير الجميع معلما ومتعلما في الآن نفسه[13].
مع الرقمية لم يعد هناك مركز ولا محيط، ولا تراتبية ولا مرجع موحد للقيم وللوضع الاعتباري للفرد. وقد تنطوي هذه النقطة بالذات على عناصر تفسير للحراك العربي الراهن.

2. 3. الثورة الرقمية بما هي إبدال جديد
تشكل الثورة الرقمية أحد المنظومات paradigmes الناشئة في مرحلة «ما بعد الحداثة». وهي منظومات كثيرة (النانو، النسقية؛ البيئة والطبيعة، ما بعد الإنسان، مجتمع الإعلام والمعرفة، الإنسان المتحوِّل، ثم صراع الحضارات)، وتعكس بكثرتها:
– سرعة التحول الذي تشهده العلوم والمجتمعات في الوقت الراهن (دخول حضارتنا طور زيادة السرعة)؛
– جذرية هذا التغيير الذي قد يمضي إلى حد إرساء قطيعة ربما لا نظير لها في تاريخ جنسنا البشري سوى تلك اللحظة التي انقرض فيها سابقنا إنسان النياندرتال وخلفناه باعتبارنا إنسانا عاقلا.
الثورة الرقمية إبدالٌ جديد من حيث أنها تغير تمثل الإنسان لنفسه وللعالمين الطبيعي والاجتماعي، وسلوكاته بداخلهما على نحو ما تمَّ مع ثورات الفكرية ثلاث تحققت في العصر الحديث.

2. 3. 1. رؤية جديدة للإنسان
تلك الثورات هي:
– مع عالم الفلك البولوني كوبرنيك (1173-1543م) أزيحت الأرض – ومعها الإنسان من مركز الكون؛
– مع داروين (1809-1882م) أزيح الإنسان من المركز البيولوجي؛
– مع فرويد (1856-1939م) سقط زعم امتلاك الإنسان للعقل.
مع الرقمية يجري إسقاط وهم الفردية والاستقلال لفائدة المعلومة والعلاقة. لم يعد الإنسان فردا مستقلا، بل صار كائنا حيا معلوماتيا inforg يعيش في فضاء للمعلومة infosphère يسوده التشبيك بين الكائنات الحية المعلوماتية والآلات العاقلة والأشياء المادية التي تتحول إلى معلومات في عملية سحب كبيرة للواقع إلى العالم الافتراضي ستفضي (بظهور الويب 3 أو أنترنت الأشياء[14]) إلى اختفاء التمييز بين ما نسميه اليوم بالاتصال on-line والانفصال off- line لفائدة اتصال دائم، ما يطرح سؤال: هل سيبتلع العالم الافتراضي نظيره الواقعي؟ هل ستختفي ثنائية مادة-تقنية physis-teché ستختفي لفائدة طبيعة اصطناعية كليا وإنسانا بيونيا (بيولوجي-إلكتروني)، وهي أسئلة فلسفية في غاية العمق.

2. 3. 2. رؤية جديدة للكون
تغير الرقمية أيضا تصورنا لوجود الأشياء من حولنا من اعتبارها جامدة وميتة إلى كونها تتواصل وتتفاعل، ما يعيدنا إلى الأزمنة الأسطورية حيث كان يُعتقد أن ما من شيء إلا وتسكنه روح. كما بات بالإمكان التمييز الآن، مثلا، داخل المدن بين الفضاء المادي «الجامد» و«الفضاء المجرد، وهو فضاء الاتصال والسيولة والتدفق».
بالموازاة مع ذلك، تحول الرقمية نظرتنا لمقولتي الزمان والمكان وتغير علاقاتنا بالغير وبأنفسنا، ومن ثمة ظهور مفهوم «المجتمع الإعلامي» و«المجتمع المعرفي» بدل المجتمع الصناعي، كما تغير مفهوم العلم الذي لم يعد يُنظر إليه باعتباره منتج حقائق، وإنما منتج معلومات قابلة للرأسملة والمتاجرة…
أخيرا لا يتردد البعض في استخلاص أن الرقمية بصدد تغيير فهمنا لدورنا الأساسي في الكون بحث صار يمتثل في: «أننا ولدنا كي نكون كائنات حية إعلامية، وأننا نواصل برنامجنا الإعلامي بدون توقف منذ العصر البرونزي على الأقل، وهو الحقبة التي ابتُكرت فيها الكتابة»[15]. على هذا النحو، يجري الحديث اليوم عن أول ثورة يعرفها التاريخ الاجتماعي للإنسانية منذ الثورة النيولويتية.

2. 3. 3. للثورة الرقمية أنصار ومعارضون
وكما لكل ثورة أنصارها ومعارضوها، فالثورة الرقمية تثير مخاوف العديدين، أهمها:
ينبغي لنا أن الخوف من اغتراب عام عن الواقع؟ أي عن نوع من التلاشي الشامل، على نحو ما يُفهَم من تأملات جان بودريار؟ أنحن تحت تهديد نهاية عالمية للثقافة؟ من انفجار داخلي مرعب للزمان-المكان كما يعلنُ عن ذلك بول فيريليو منذ عدة سنوات؟[16]
فيما يتحمس لها الكثيرون، مبشرين بدخول البشرية طور نبوغ يتمثل في ذكاء جمعي تجسد فيه الشبكات الافتراضية آراء قدماء الفلاسفة العرب والمسلمين واليهود، ممثلة بالفارابي وابن سينا وأبو البركات البغدادي، إضافة لابن ميمون[17]، حيثُ هجرةُ المعرفة إلى الشبكات وتعذر الإحاطة بها إنما هي تجلّ لما أسماه أولئك الفلاسفة بـ «العقل الفعال». هذا العقل المنفصل والمستقل بوجوده عن الإنسان تأتى له اليومَ عبر وسيط الحاسوب والشبكات الافتراضية أن يشتغلَ ليل نهار كما تأتى لأي فرد أن يتصل به من أي نقطة من الكرة الأرضية ليستفيد منه ويساهم فيه، ليأخذ منه ويضيف إليه[18].
بل منهم من يمضي أبعد، فيرى أنه بتحويل الإنسان إلى كائن بيولوجي إلكتروني سيتحول كوكبنا أخيرا إلى دماغ هائل يناظر فيه كل فرد أعصاب دماغنا الحالي ويؤدي وظائف مماثلة له[19].
مهما يكن من أمر، فالتباس الحدود، أو حقيقة هذا العالم بالأحرى: هل نعيش في عالم مادي أم في عالم افتراضي، تم تبينها منذ عام 1900 مع الفيزياء الكوانطية بالضبط، ليبقى السؤال مطروحا: لماذا تبني الخيار الافتراضي بدل الرقمي؟ مثلما يظل السؤال الآخر واردا: أي الرهانات تثوي وراء إطلاق شبكة الأنترنت؟ والسؤالان معا وجهان لعملة واحدة.

3. الثورة الرقمية والثقافة والمثقف:
شكلت الثقافة والمثقف موضوع دراسات منذ القرن التاسع عشر: في الحقل الأدبي بداية، ثم في علم اجتماع الثقافة لاحقا؛
انطلقت تلك الدراسات كرد فعل على مكننة الإنتاج الثقافي – إن صح التعبير – وظهور وسائط الإتصال الجماهيري (راديو، تلفزة) وخطورة تنميط الحشود في ثقافة واحدة. رغم تباين تلك الدراسات يمكن تصنيفها إلى اتجاهين كبيرين: نظرية الشرعية ومركزية المثقف (مدرسة فرنكفورت، بيير بورديو، والاتجاه النقدي في نظريات ثقافة الحشود بإمريكا (1944-1964) الذي خصه برنار جينطون Brnard Genton بأطروحة جامعية هامة[20]، ثم إدغار موران)، ثم أفكار ما بعد الحداثة والنسبية الثقافية (ما بعد الحداثة: فوكو، ديريدا، دولوز، ورولان بارث، النسبية الثقافية: ميشال مافيصولي).
وما نشهده اليوم هو انتصار للتيار الثاني على الأول لكون التقنية (الأنترنت بالخصوص) منحته أسباب التجسيد: مثلما الشبكات الاجتماعية تجسد أفكار انعدام المركز، والشبكة…، الخ. يجسد النص التشعبي، على صعيد الكتابة الأدبية كما في بنية الأنترنت في حد ذاته الأفكار ذاتها.

3. 1. الحاسوب وشبكة الأنترنت:
ما الحاسوب؟
هو وسيط يتميز عن سائر الوسائط التي عرفتها الكتابة على امتداد تاريخها بكونه يؤدي وظائف خمسا هي: الكتابة والقراءة والتخزين والبث والاستقبال (التلقي).

ما شبكة الأنترنت؟
هي أكبر عدد من الحواسيب المتصلة بينها عبر لغة (برمجية)، حيث كل جهاز هو مركز وهامش في الآن نفسه مع الاحتفاظ بوظائفه الخمس السابقة كاملة.
يشبه البعض شبكة الأنترنت بقارة جديدة لا يتطلب دخولها جواز سفر ولا تأشيرة. هذه القارة تشكل في الوقت الراهن موضوع سباق (أو منافسة) بين ثلاثة فئات:
– الدول: تجد فيها أداة لمراقبة مواطنيها (حيث ما من حاسوب إلا وله عنوان، وبالتالي يمكن مراقبة سائر حركات وسكنات ما يفعله المواطن في بيته. بتعبير آخر: الأنترنت تحقق هنا، بمعنى ما، للسياسيين ما كان قدماء الساسة العرب يعجزون عن تحقيقه عندما كانوا يؤكدون لرعاياهم بأنهم يحكمون أجسادهم لا قلوبهم وسرائر أنفسهم).
– حشد المستخدمين: يرى فيها فضاء للحرية (في هذا الصدد ثمة عمل على قدم وساق، جبار، يُحارب الملكية الفكرية، إما عبر القرصنة التي لها منظروها، أو عبر إنتاج برامج مفتوحة المصدر، أو عبر إعادة نشر الأعمال الفكرية والأدبية التي صارت ملكا للمجال العمومي).
– الشركات التجارية الكبرى: تراها سوقا لتسويق منتوجاتها وجني مزيد من الأرباح[21].

3. 2. الثقافة والمثقف، الحداثة ووسائط الاتصال الجماهيري:
تجتاز الثقافة بواجهتيها معا: الجماعية (باعتبارها شبه معادل للهوية) والفردية (باعتبارها راس مال رمزي يمنح نخبة اجتماعية شرعية الفعل في المجتمع) جراء الثورة الرقمية الجارية.

3. 2. 1. الثقافة:
تمَّ في منتصف خمسينيات القرن الماضي إحصاءُ 160 تعريفا مختلفا لاصطلاح الثقافة منذ منتصف ق. XVIIIم في العلوم الاجتماعية لا غير، أشهرها تعريف تايلور الكلاسيكي في حقل الأنثروبولوجيا (والمشكل لقاسم مشترك في حقل سوسيولوجيا الثقافة)، ويحددها على النحو التالي:
«الثقافة أو الحضارة بمعناها الإثنوغرافي العام هي كل مركَّبٌ يتضمن المعرفة والمعتقد والفن والأخلاق والقانون، والعادة وسائر القدرات والعادات التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضوا داخل المجتمع»[22].
هذا التعريف الواسع يجعل الثقافة مكونا جوهريا للإنسان؛ فمن هذا البعد بالضبط يستمد إنسانيته، أي ما يميزه عن باقي الكائنات المؤثثة للهنا (على حد تعبير هيدغر[23]). به ينفصل عن الطبيعة. إنها ذلك السنن الخفي الذي يتعلمه الفرد منذ ولادته، ولا تشكل قواعد التعليم ومؤسساته سوى أحد أمكنة تعلمه. هذا السَّنَنُ لا يحدد للفرد قواعد السلوك والتفكير كي يصير عضوا داخل مجموعته الاجتماعية فحسب، بل وكذلك قواعد انتهاك الممنوعات الثقافية بحيث لا يملك الإنسان حتى حرية هذا الانتهاك الذي يتم هو الآخر وفق خطاطات محددة ثقافيا (مثلا، ليس المجنون المغربي هو المجنون الأمريكي، الخ.).
امتلاك الثقافة بالمعنى السابق يتم بالإيصال أو النقل، وهو مجموع ما ينقله السابقون للاحقين، ويتم عبر قناتين: المشافهة والكتابة ويمِّدُّ الرابط الاجتماعي le Lien social بأسباب الوجود.

3. 2. 1. المثقف:
اصطلاح «المثقف» حديث جدا، إذ ارتبط ظهوره بالصراع الاجتماعي والسياسي الذي هز فرنسا على امتداد 12 عاما (1895-1906) حول ما يسمى «بقضية دريفوس» التي اتهم فيها قبطان من أصل يهودي بالتجسس، فانبرى للدفاع عنه مجموعة من الكتاب مثل إميل زولا وأوكتاف ماريبو وأناتول فرانس، متبعين في ذلك خط فولتير، أطلقت عليهم صفة مثقفين في البداية بمعنى قدحي يعني المفكر المنغلق في التجريد الذي يحجب عنه الواقع فيتكلم / يكتب في ما لا يعرف، لكن الصفة نفسها اكتسبت بعد ذلك المعاني الإيجابية المذكورة أعلاه، والتي منحته شرعية الفعل في مجتمعه، حيث يعني الآن:
«الشخص الذي ينتمي إلى فئة اجتماعية يرتكز نشاطها على ممارسة العقل والتفكير وتلتزم في المجال العمومي، إذ تشارك بتحليلاتها ووجهات نظرها في مواضيع مختلفة وتدافع عن قيم وقضايا مهما كلفها ذلك من مصاعب ومخاطر، كما تتوفر على شكل من السلطة وتتميز عن غيرها من الفئات بكفاءة فهم وذكاء وقدرة إدراك مفهومي، ما يجعلها جماعة تمتلك روح عصرها وتتعامل مع المعرفة وتنتجها مؤكدة على سمو وظائفها».
شكلت «الشرعية الثقافية» أحد اتجاهي البحث في علم اجتماع الثقافة على مدار القرن العشرين: الأول بالاسم نفسه ، والثاني اقترن بـ «فكر ما بعد الحداثة» و«النسبية الثقافية».
من أبرز ممثلي التيار الأول مدرسة فرنكفورت في ألمانيا، ومدرسة برمنغهام واتجاه ما يسمى بالدراسات الثقافية في أنجلترا والتيار النقدي في نظريات ثقافات الحشود بأمريكا (1944-1965) ، وبيير بورديو في فرنسا عبر قسم أعماله الهام المخصص للثقافة منذ أن تولى حقيبتها الوزارية الروائي أندريه مالرو[24].
أما التيار الثاني فيرتبط بما يسمى بأفكار ما بعد الحداثة، ويمثله ميشال فوكو، ودولوز وكواطاري وديريدا بالخصوص، ثم مافيصولي. ويستند هذا الاتجاه إلى رؤية مركبة ومُفجَّرة للتنظيم الاجتماعي، تستبدل فكرة المركز بفكرة الشبكة، والتشذر، والانفصال، والتجزيئية. في كتاب زمن القبائل، يبين ميشال مافيصولي أنه لا وجود لثقافة شرعية ولا ثقافة شعبية، بل هناك ثقافات، وأن عالم الثقافة مُجرد فضاء كسائر فضاءات المجتمع وأنَّ التراتبيات مآلها الانقراض لكي تشغر المكان للهويات المتعددة.
وفي حين يمتلك المثقف في الاتجاه الأول شرعية الفعل في مجتمعه (وهي شرعية محرِّرَة أو مُخلِّصَة) يستمدها – في رأي بورديو – من رأسمال يأخذ ثلاثة أشكال هي: «الرأسمال المُدمَج، المُمتلك بالزَّمن والذي يتيح إدماج المعارف الثقافية، والرأسمال الموضَّع الممتَلك ماديا أو رمزيا، وأخيرا الرأسمال الممأسَس الذي يُشكل الدبلوم الدراسي مثاله الأوضح».
يبدُو أنَّ هذا المعنى هو ما نقصده جميعا هنا في المغرب باصطلاح «المثقف» سواء في ملتقيات كهذا أو في الصحف والمجلات ووسائل الإعلام دون أن نتحدث أبدا عن مثقفي البادية على نحو ما فعل إيكلمان في كتابه «المعرفة والسلطة في المغرب. صورة من حياة مثقف من البادية في القرن العشرين»، مع أنَّ عدم اكتمال تحديث المجتمع المغربي يسوِّغُ بل يقتضي مثل هذا التمييز بالنظر إلى سير بلادنا بإيقاع مزدوج: تقليد / حداثة أو تعايش الحقبتين (أو نمطي الوجود معا).
مهما يكن من أمر، فالإثنان معا ينتميان، مثل مثقفي أوروبا النزعة الإنسانية والأنوار والحداثة، إلى تلك الفئة الضاربة في عمق التاريخ، وتتألف من سائر الأفراد الذي ساهموا في تغيير مجتمعاتهم عبر المجيء برؤية جديدة للعالم والإنسان.
هذه الفئة كانت قلة في أزمنة المشافهة، لكن باختراع الكتابة وتطور حواملها من مواد طبيعية (حجر، نبات، شمع، عظام) إلى عضوية (جلود الحيوانات)، فميكانيكية (المطبعة)، ثم إلكترونية اليوم، تزايد عددُها بشكل لا يترك مجالا حتى لمقارنته مع ما أحدثه المطبعة في أوروبا ابتداء من القرن الخامس عشر[25].
هل دخل المثقف طور النهاية على غرار النهايات العديدة الجاري الحديث عنها اليوم (نهاية التاريخ، نهاية الكتاب، نهاية المؤلف، نهاية الإنسان، نهاية الورق، نهاية الدولة، نهاية السياسة، الخ.)، لأنه صار بوسع كل غفل من الحشود يمتلك حاسوبا متصلا بشبكة الأنترنت أن يؤدي المهام التي ظلت حصرا على المثقف على امتداد التاريخ البشري أم أنَّ الفعل الثقافي نفسه سيصير من آثار الماضي؟ وشتان ما بين شقي السؤال.
يمكن القول بأنه على غرار / بالموازاة مع السحب الجاري اليوم للعالم الواقعي المادي إلى الفضاء الافتراضي ثمة سحبٌ للثقافة من حقلها / مفهومها التقليدي إلى حقل / نمط وجودي جديد هو ما يُصطلح عليه بالـ «الثقافة الرقمية» أو «الثقافة الشبكية».
تشكل الثقافة الرقمية كُلا لا تشكل الثقافة سوى أحد مكونات سبع لا يمكن الحديث عن أي منها بمعزل عن الآخر، وهي: التكنولوجيا، والثقافة، والمجتمع، والاقتصاد، والقانون، والجيوسياسة[26].
للثقافة الشبكية قوانين ثلاثة هي: تحرير البث، التواجد في الشبكة، ثم إعادة تشكيل الحقل الثقافي.
أحد أبرز مظاهر إعادة تشكيل الحقل الثقافي الريمكس وحق النسخ بدل حق الملكية الفكرية التي تشكل أساسا للوضع الاعتباري للمثقف[27].
يرى البعض أنَّ نبوءة ماركس التي بمقتضاها سيؤول الصراع بين الطبقتين البروليتارية والبورجوازية إلى امتلاك الأولى لوسائل الإنتاج قد وجدت في الثورة الرقمية كل أسباب التحقق. فعبر الأجهزة الرقمية التي باتت في متناول الحشود اليوم، صار بإمكان أي فرد أن يزاول مهام الصحفي والمخرج السينمائي والمغني والملحن والكاتب والمحرض السياسي دون أن يتلقى أي تكوين مؤسسي ولا أن يمر بأي مصفاة (بعض عروض الشغل في قطاعات مثل تصميم المواقع اليوم لا تشترط على المرشح التوفر على دبلوم).

خلاصة وسؤال
:
مما سبق يمكن افتراض أنَّه يجري اليوم ما يشبه سحبا للبساط من تحت قدمي «المثقف» الحديث على نحو ما تأسس منذ النزعة الإنسانية وتواصَلَ تأسيسه إلى حدود حقبة ما بعد الحداثة التي انطلقت، حسب بعض الروايات، في منتصف القرن الماضي، وتحديدا في عام 1947 مع نص هيدغر «رسالته حول النزعة الإنسانية».
ما العمل؟
على غرار واجهة السياسة في بلادنا، حيث فيما كان الاهتمام منصبا على بناء الدولة الحديثة، وقبل أن تكتمل العملية بعدُ، أعلنت، بل وفرضت، العولمة واقتصاد السوق والثورة الرقمية، ما يشبه التخلي عن الدولة القطرية. على غرار ذلك، فيما المثقف منهمك في العصر الورقي، يطمح لتغيير مجتمعه، عبر توعية الناس ونشر ثقافة حداثية، عبر القنوات التعليمية (الكتابة، التعليم، الصحافة) يجري الحديث اليوم ليس عن وداع جتنبرغ[28] وموت الكتاب فحسب، بل وكذلك عن موت واحد من أعمدة العقل الحديث وأكبر روافد المنهج العلمي الحديث وهو الفيلسوف ديكارت نفسه (المنهج الديكارتي طبعا لا الفيلسوف) لفائدة تركيبية ونسقية يخطط متطرفوها إلى تجاوز الإنسان الحالي نفسه.
أتمنى أن يكون في هذا الحداد المزدوج فرصة لانبعاثنا لا سيما أنَّ الثورة الرقمية بصدد قلب الموازين ومنح فرص لصعود قوى جديدة من الجنوب استغلها أكثر من بلد (الصين، الهند، البرازيل، سنغفورة، الخ.).

محمد أسليـم

(قدمت هذه الورقة في أشغال ندوة الثقافة في خدمة تقارب الشعوب، فرع تمار لاتحاد كتاب المغرب، يوم 04 نونبر 2011)

———-
هوامـش
[1] http://www.culture.gouv.fr/culture/actualites/rapports/cordier/avant-propos.htm />[2] Rapport de la Commission de réflexion sur Le livre numérique , mai 1999 :
http://www.culture.gouv.fr/culture/actualites/rapports/cordier/avant-propos.htm
[3] Organisme cybernétique
[4] العصر الحجري الحديث هو ظاهرة تقدمية، ووقعت في أوقات مختلفة في مناطق مختلفة. في الشرق الأوسط. بدأ حول 9000 قبل الميلاد. م وينتهي مع انتشار المعادن واختراع الكتابة، وحول 3300 قبل الميلاد. م.
[5] يُنظر على سبيل المثال :

[6] Centre Ressources Prospectives du Grand Lynon, La crise de la modernité et l’émergence de nouveaux paradigmes :
http://www.millenaire3.com/uploads/tx_ressm3/Nouveaux_Paradigmes2010.pdf
[7] وقعت في أوقات مختلفة في مناطق مختلفة. في الشرق الأوسط، بدأ العصر الحجري الحديث حول 9000 قبل الميلاد. م وينتهي مع انتشار المعادن واختراع الكتابة، وحول 3300 قبل الميلاد. م.
[8] – Jeremy Rifkin , L’Âge de l’accès. La nouvelle culture du capitalisme, Paris: La Découverte, p.181.
[9] Marc Augé, «Culture et déplacement», Conférence donnée à l’université de tous les savoirs le 16/11/2000 :
http://www.canal-u.tv/themes/sciences_humaines_sociales_de_l_education_et_de_l_information/sciences_de_la_societe/sociologie_demographie_anthropologie/sociologie/culture_et_deplacement.
[10] Michel Maffesoli, Le Temps des tribus Le Livre de Poche, 2000.
[11] تحت هذا العنوان أصدر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، سنة 2003، الترجمة العربية لكتاب:
– Jeremy Rifkin, The Age Of Acces. The New Culture of Hypercapitalisme, Were All of Live Is A Paid-for Experience, Putnam Publishing Group, 2000.
ونعتمد ترجمته الفرنسية سابقة الذكر
[12] Jeremy Rifkin , L’Âge de l’accès…, op.cit, p.222.
[13] وردت هذه المعلومة في عرض:
– Alexandre Serres, «Culture informationnelle»
ضمن أشغال يوم دراسي في موضوع:
“Ecole et médias”, organisée par le CIEM et l’association Ars Industrialis de Bernard Stiegler
ويمكن الاطلاع على تسجيله الكامل في موقع:
http://skhole.fr
[14] Joel Rosnay, 2020 : Les scénarios du futur. Comprendre le monde qui vient:
http://www.scenarios2020.com/livre/
[15] Patrick Peccatt, La révolution numérique considérée comme une quatrième révolution…, op. cit.
[16] يورد هذه الأسئلة بيير ليفي في كتابه:
[16] Pierre Lévy, Sur les chemins du virtuel, chapitre : 1, «Qu’est-ce que la virtualisation?»:
http://hypermedia.univ-paris8.fr/pierre/virtuel/virt1.htm
[17] Pierre Lévy, L’intelligence collective, pour une anthropologie du cyperespace, Paris, La Découverte , 1994.
الفصل الخاص بهذا الموضوع (الأصول العربية-الإسلامية للذكاء الجمعي)، متوفر للقراءة انطلاقا من العنوان:
– http://www.archipress.org/levy/aql.htm />[18] نفسـه
[19] Jean Pierre Dupuy , Quand les technologies convergeront :
http://www.resogm.org/IMG/pdf/RDM_023_0408.pdf
[20] Brenard Genton, Du Kitsch au Camp. Théories de la culture de masse aux Etats-Unis, 1944-1964, Thèse de Doctorat, Etudes anglaises et nord-méricaines, Université Rennes II, 2007.
[21] Renaud, I., Cogitation virtuelle: débats et enjeux sociaux sur Internet, mémoire de maîtrise . Département d’ Anthropologie. Univerité de de Laval, 1997.
[22] Histoire de l’ethnologie classique.
[23] معروف أن هيدغر عرَّف الكائن بالتعريف الشهير: «الكائن هنا هو سؤال هنا الكائن»، واعتبر الإنسان محظوظا مقارنة مع سائر الموجودات الأخرى (الجامدة والحية على السواء) لكونه يمتلك القدرة على طرح سؤال وجوده بخلافها.
[24] من أعماله :
– Pierre Bourdieu (dir), Un art moyen, Paris, Editions Minuit, 1965 ;
– Pierre Bourdieu et Alain Darbet, L’Amour de l’art, les les musées et leur public, Editions de Minuit, 1969 ;
– Pierre Bourdieu, La distinction, Paris, Editions de Minuit, 1979 ;
يتناول بورديو في أعماله الثقافة بمعناها العام، حيث تشمل عنده: الملابس والأكل، بل حتى طريقة الضحك أو ضربة الأنف ينتميان عنده إلى ما يسميه بـ (habitus de classe)
[25] حيث اتسعت دائرة القراء على نحو غير مسبوق وصفه أحد كبار المؤرخين بسُعار الكتابة، وما تلاه من شق لعصا طاعة الرعية لرجال الدين والساسة على السواء… تم طبع 50 مليون كتاب في ظريف قرنين، وطبع إراسموس ترجمته للإنجيل 40 مرة في حياته، وصدر من كتابه مديح الحمق أو الجنون 60 طبعة في حياة المؤلف لا غير).
[26] Hervé Le Crosnier, La Culture Numérique:

[27] André Lemos, «Les trois lois de la cyberculture. Libération de l’émission, connexion au réseau et reconfiguration culturelle», in Sociétés, 2006/1 – no 91, pages 37 à 48 :
http://www.cairn.info/revue-societes-2006-1-page-37.htm
[28] في السنة الأولى من الألفية الحالية عُقدَت ندوة دولية بباريس تحت عنوان وداعا جتنبرغ:
“L’adieu à Gutenberg?”.Colloque international au Palais du Luxembourg, salle Clemenceau, 21 janvier 2000.
وبالعنوان نفسه، يمكن الاطلاع على دراسة هامة لجان كليمون انطلاقا من الرابط:
http://www.autosoft.fr/deasic/adieugutenberg-jclement.pdf

الكاتب:محمد أسليـم بتاريخ: الأربعاء 05-09-2012 05:53 صباحا

الاخبار العاجلة