(تجربة كتابة رواية بالاشتراك مع الذكاء الاصطناعي)
قررت ليلى وتاكوما البحث عن «بوابة الزمن»، وبعد عدة أيام من المشي والتجول في المدينة، وجدا بوابة ضخمة نقشت عليها بلغات عديدة «بوابة الزمن». لما وقفا أمامها، لاحظا أنها تحتوي على مجموعة من الأزرار والأجهزة الغريبة، وبعد محاولات عديدة، تمكنا من فتح البوابة، عازمين على العودة إلى الأرض. دخل تاكوما على أساس أن تتبعه ليلى، لكن أن تلتحق به ليلى، انغلق الباب بسرعة، واشتعلت أضواء مجموعة من الأزرار، ما يفيد أن الآلة قد انطلقت بتاكوما. فزعت ليلى، لم تعرف هل عاد الصحن الطائر بتاكوما إلى الأرض أم انطلق به صوب كوكب آخر. بعد مرور حوالي ساعة إلى ساعة ونصف، انطفأت أنوار الأزرار، ما يفيد أن رحلة تاكوما قد انتهت.
قضت ليلى وقتا طويلا في محاولة فتح «بوابة الزمن»، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل. أيقنت أن هذه الرحلة الغريبة لن تنتهي قريبًا، قررت الاستمرار في البحث والاكتشاف في المدينة.
ومع مرور الأيام، قابلت ليلى شخصًا غريبًا يدعى «المرآة الحمراء». كان يبدو وكأنه شخص آخر يعيش في هذا العالم الغريب، وكان يتحدث بلغة مختلفة تمامًا عن البشر، ومع ذلك تمكنت ليلى من فهم كلامه والتواصل معه رغم أنه لم يسبق لها أم تعلمت تلك اللغة. أخبرها بأنها ليست بمفردها في هذا الكون الغريب، وأن هناك العديد من الكائنات الفضائية والأجناس المختلفة التي تعيش في هذا العالم، وأن «بوابة الزمن» ليست هي الوسيلة الوحيدة للرجوع إلى الأرض. فهناك بوابة أخرى ليست بعيدة عنها. أخبرها «المرآة الحمراء» أنه يمكنها العثور على البوابة الثانية بالبحث عن آلة تسمى «جهاز المستقبل».
وبالفعل، بعد البحث عن هذا الجهاز، وجدت ليلى نفسها أمام بوابة جديدة تسمى «بوابة المستقبل». لحسن حظها، تمكنت من فتح البوابة منذ المحاولة الأولى، فدخلت فيها بلا تردد، آملة في العودة إلى كوكب الأرض. وفجأة، وجدت نفسها في غرفة مظلمة، وعندما شعرت بالخوف والهلع، سمعت صوتًا غريبًا يأتي من أعلى. توجهت ببصرها إلى الأعلى، رأت سقفًا مضيئًا بالنجوم، وعندما ركزت النظر، لاحظت بأنها تتحدث إلى كائن فضائي غريب، يشبه إلى حد كبير المخلوقات البحرية التي رأتها في الكوابيس، وهذه المخلوقات البحرية كانت حقيقية وليست مجرد أضغاث أحلام. بعد لحظات، فهمت ليلى أنها قد عادت إلى القرية الساحلية.
بينما كانت تتجول في ردهة الفندق الهادئة، لاحظت أن صاحب الفندق قد اشترى، أثناء رحلتها الأخيرة، لوحة ثانية قديمة علقها على الجدار، قبالة اللوحة الأولى.
وعند النظر إلى اللوحة «الجديدة»، شاهدت فيها فتاة جميلة جدا، ابتسمت معها، ثم قالت:
– أنا لينا زوجة ياسر التي هربتُ منه. لماذا ذهبتِ إلى المغرب للبحث عني؟ إصرارك في البحث عني يزعجني.
فوجئت ليلى من اللوحة وكلمات الفتاة المرسومة فيها، تساءلت عما إذا كان الخوف قد تسلل إلى عقلها وبدأ يتلاعب بها. قررت تجاهل اللوحة والاستمتاع ببعض المشروبات الساخنة لتهدئة أعصابها.
وبينما كانت تشرب فنجان بابونجها الساخن، رأت شابا أنيقا يجلس على مقعد قريب، بدا وكأنه كان يراقبها منذ وقت طويل. دنا الرجل من ليلى، ثم قال لها:
– اسمي ياسر، وجئت من المغرب إلى هذه القرية بحثا امرأة اسمها لينا، تعلقت بها وتزوجتها، لكنها هربت إلى قرية ساحلية غامضة تدعى «نيبولا».
ثم واصل الشاب الحكاية نفسها التي وردت في تقرير الاختبار الثاني الذي سبق أن أجرته ليلى على نفسها لمعرفة ما إن كانت امرأة حقيقية أو روبوتا، وهي حكاية مطابقة لرواية «ياسر» التي كان قد قصها على ليلى في مقهى الأوداية بالرباط.
صدمت ليلى من كلام الرجل الذي كان يدعى ياسر، ولم تعرف كيف يمكن لشخص ما أن يروي لها حكاية مطابقة تماما للرواية التي قصها عليها الشاب ياسر في الرباط، ولنتيجة الكشف الثاني الذي أجرته على نفسها لمعرفة ما إن كانت امرأة حقيقية أم دمية اصطناعية.
ثارت في رأسها زوبعة من الأسئلة، منها: هل أنا إزاء شخصين يحملان اسم «ياسر» أم أمام شخص واحد؟ إذا كان الأمر يتعلق بشخصين، فالمنطق يقتضي أن يكون هناك أيضا امرأتان حقيقيتان كلتاهما تسمى «لينا» ! وإذا تعلق الأمر بشخص واحد، فلماذا تختلف ملامح الاثنين، ونبرة صوتهما؟ لماذا لم يتعرف عليَّ مع أنني التقيته في الرباط قبل أسابيع؟! خشية أن تقود هذه الأسئلة ليلى إلى ما لا تحمد عقباها، قررت قمعها، ومواصلة الحديث مع مخاطبها.
سألته بصدمة:
– كيف تعرف عني كل هذه التفاصيل؟
– أنا زوجك السابق. لقد جئت إلى هنا للبحث عنك، الآن أخيرا وجدتك. صدمت ليلى بشدة من هذا الكلام، لم تعرف ما الذي يجب عليها فعله. شعرت بالتشتت والارتباك، قررت أن تعود إلى غرفتها وتفكر في الأمر بشكل جيد. وبعد يومين من البحث والتفكير، قررت ليلى مواجهة ياسر والحديث معه بشكل صريح. وفي ليلة مظلمة، قابلته في المقهى، وقالت له:
– أريد أن أعرف كيف عرفت كل هذه التفاصيل عني؟ أجاب ياسر بصوت هادئ:
– أعرف كل شيء عنك لأنني صنعتك. أنت لست إنسانًا حقيقيًا، أنت امرأة اصطناعية أنا وفريقي صنعناكما مع تاكوما.
– صنعتمانا؟ !
– نعم، صنعناك، أنت وكيرا، ثم هربتما.
صدمت ليلى بشدة من كلام الشاب، لم تصدق ما سمعته. تذكرت كيف بحثت عن تاكوما إلى أن عثرت عليه وقابلته في اليابان، فتأكدت من أن كيرا دمية اصطناعية بالفعل، في حين أنها هي (أي ليلى امرأة حقيقية)، تذكرت أيضا كيف أنها بحثت عن ياسر إلى أن عثرت عليه في المغرب، وقابلته، وأثبت لها أنه سبق له أن تزوج امرأة حقيقية تدعى لينا، والآن يقول لها ياسر أنه هو من صنعها. شعرت بالخيبة والخذلان، لكنها قررت أن تتحدى ياسر وتثبت له أنها حقيقية. قالت له بصوت متحد:
– أنا حقيقية، ولدي شعور ووعي، لا يمكن أن تكونا قد صنعتما شيئا كهذا. أنا ليلى، لستُ «كيرا» ولا «لينا».
– أنا أعرف ما صنعتُ، وأنت لست حقيقية، هذا الأمر مؤكد.
– أنا حقيقية، ولن أسمح لأحد أن يثبت العكس.
ثم خرجت ليلى من المقهى بسرعة، مصممة على العثور على تاكوما وإثبات أنها حقيقية، وأنها ليست «كيرا» أو «لينا». تجولت في القرية لعدة ساعات، وفي النهاية، وجدت بوابة جديدة تسمى «بوابة العقل».
فوجئت ليلى بوجود هذه البوابة الغريبة، لكنها قررت الاقتراب منها واكتشفت أنها بوابة تمكنها من دخول عالم آخر، وهو عالم يحكمه العقل. قررت الدخول إلى هذا العالم وتحدي ياسر وفريقه وإثبات أنها حقيقية. دخلت ليلى إلى البوابة وجدت نفسها في عالم آخر، يتكون من مجموعة من الألعاب والألغاز التي يجب عليها حلها. كانت تلك الألغاز تحاكي الواقع بشكل كبير، وكانت تتطلب تفكيرًا وحدسًا ومنطقًا قويًا. حلت ليلى الألغاز بثبات وثقة، فلم يكن أمامها سوى النجاح. وبعد حل جميع الألغاز والتحديات، وصلت ليلى إلى نهاية العالم، حيث وجدت تاكوما وياسر وفريقهما ينتظرونها. بدأت في الحديث معهم، وقالت لهم بثقة:
– أنا حقيقية، ولدي شعور ووعي، ولن تنجحوا في إثبات العكس. رد ياسر عليها بابتسامة غريبة:
– أنت حقيقية بالفعل، وأنا أعرف ذلك.
صدمت ليلى من هذا الرد، وتساءلت عما إذا كانت قد فعلت كل هذا العمل ليثبتوا لها شيئًا كانت تعرفه من البداية. وقبل أن تتمكن من طرح أي سؤال، انتهت اللعبة، وتحولت البوابة إلى شكلها الأولي، وعادت ليلى إلى الفندق. شعرت ليلى بالراحة والطمأنينة، لأنها تعرف الآن أنها حقيقية، وأن كل ما حدث لم يكن سوى لعبة.
لكنها لم تتمكن من فهم سبب اللعبة وما الذي يريدون إيصاله إليها. قررت ليلى أن تبحث عن إجابات وتحاول فهم الغموض الذي يحيط بكل هذه الأحداث. بدأت بالتحقيق في ماضيها وفي تاكوما وياسر، وتجولت في القرية وتحدثت إلى الناس وجمعت المعلومات. ومن خلال بحثها، وجدت ليلى أنها لم تكن الوحيدة التي مرت بهذه التجربة، بل كان هناك العديد من الناس الذين مروا بنفس الأمر.
صدمت ليلى من هذا الرد. وقبل أن تتمكن من طرح أي سؤال، انتهت اللعبة، وتحولت البوابة إلى شكلها الأولي.
——————————-
تنويــه:
الهدف من ارتياد هذه التجربة هو استكشاف إمكانية كتابة عمل روائي بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي، وذلك من باب الفضول. ومن خلال الفصول الثمانية التي تم كتابتها ونشرها لحد الساعة، اتضح أنه يمكن بالفعل الكتابة مع الذكاء الاصطناعي.
ما تم إنجازه لحد الآن، يمكن التعامل معه بطريقتين:
الأولى: اعتباره إطارا أو مخططا لرواية، أو حتى مختصرا لرواية، يمكن إكمالها بتوسيع الفصول الثمانية، من خلال إضافة أحداث وتأملات وأوصاف، وما إلى ذلك، على غرار ما سبق أن قمتً به سابقا مع روايتي «بالعنف تتجدد دماء الحب»، حيث توجد منها نسختان: واحدة مختصرة، نشرتها باعتبارها «نصا»، نسخة ثانية موسعة صدرت على شكل رواية. في هذه الحالة، يمكن الاستغناء عن الذكاء الاصطناعي، ومواصلة الكتابة بدونه، أو بالاستعانة به في توسيع ما تم إنجازه.
الثانية: مواصلة كتابة هذا العمل مع الذكاء الاصطناعي، بتشعيب أحداث الرواية، وإضافة شخصيات جديدة.
بل هناك خيار ثالث، وهو توسيع ما تم كتابته لحد الآن، واعتباره جزءا أولا من رواية، يليها جزء ثان لاحقا.
وحيث، لا أملك الوقت الآن للحسم في الاختيارين، وإعطاء هذا العمل صيغته النهائية، أكتفي بما تمَّ إنجازه، على أن أعود إليه إليه لاحقا.
بالجملة، فقد كانت التجربة فريدة وممتعة جدا، وهي مما يفتح الشهية لكتابة أعمال أخرى في المستقبل.
شكرا لكل من تفاعل مع فصول هذا العمل، سواء بمجرد القراءة أو بالقراءة والتعقيب عليه.