Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the all-in-one-wp-security-and-firewall domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/aslim/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
مغامرات ليلى في القرية الساحلية الغامضة (3) – محمد أسليـم

مغامرات ليلى في القرية الساحلية الغامضة (3)

350 views
مغامرات ليلى في القرية الساحلية الغامضة (3)

(تجربة كتابة رواية بالاشتراك مع الذكاء الاصطناعي)

ماذا حصل بين التجلي الأول للمخلوقات المخيفة في غرفتي وتجليها الثاني في مكتب عالم الذكاء الاصطناعي؟ هل كان الفرق بين التجليين يوما كاملا أم أن كل شيء حصل في غرفة النوم في ليلة واحدة؟ إن كان يوما، فلماذا لم أتذكر أي شيء مما فعلت فيه؟ إن كان كل شيء حصل في ليلة واحدة، فمن أين جاءت تذكرتي سفر الذهاب والإياب إلى مكان العالم؟
كانت تلك الثغرة في الذاكرة كافية لتعيد سؤال الهوية إلى ذهن ليلى: هل أنا مخلوق بشري أم روبوت هرب من مختبر أو من منزل مالكه بعد أن نمى التفكير والمشاعر وامتلك الوعي؟
قررت ليلى الخروج للاستكشاف والبحث عن إجابات عن سؤال هويتها وسبب وجودها في هذا العالم. لكنها وجدت نفسها في عالم مختلف تماماً عن الذي كانت تعرفه. كانت الشوارع مظلمة ومهجورة، وكان الناس الذين التقت بهم يتصرفون بشكل غريب وغامض.
في النهاية، وبعد الكثير من المغامرات والصراعات، ظنت ليلى أنها قد اكتشفت على الإجابة عن أسئلتها. أيقنت أنها تعيش في عالم موازٍ للعالم الذي تعرفه، وأدركت أن الحقيقة والواقع قد يكونان أكثر تعقيداً مما تتصوره العقول، وأن الأشياء التي تُرى وتعاشُ ليست دائماً هي المادة الأساسية للواقع.
بعد مجهود شاق، نجحت في استثمار معارفها في الذكاء الاصطناعي إلى ابتكار تقنية للتعرف عن المخلوقات الطبيعية والكائنات الاصطناعية. ولما أخضعت نفسها للكشف، بواسطة هذا الجهاز، جاءها الجواب كالتالي:
اسم المعنية بهذا التحليل ليس ليلى، بل «كيرا»، وهي دمية جنسية ذكية كان شاب ياباني اسمه «تاكوما» قد تزوجها، بعد أن شعر بالإحباط والوحدة عقب عدة علاقات فاشلة مع النساء. وللتذكير، فإن الدمية الجنسية الذكية (Smart Sex Doll) هي تطوير للدمية الجنسية التقليدية، بحيث تحتوي على تقنيات ذكية تمكنها من التفاعل والرد على الحركات والأوامر الصوتية والحركية للمستخدم، مما يعطيها مزيدًا من الواقعية في التفاعل معها. وبخلاف الدمية الجنسية التقليدية، تعتمد نظيرتها الذكية على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتحليل البيانات والروبوتات، ويتم تطبيق هذه التقنيات على مجموعة متنوعة من الاكسسوارات مثل النظارات الذكية والساعات الذكية والمساعدين الصوتيين والأجهزة اللوحية. تمكن الدمية الجنسية الذكية المستخدمين من الاستمتاع بتجربة جنسية أكثر واقعية وتفاعلية، حيث يمكنهم التحكم بالحركات والمشاعر والأصوات التي تنتجها الدمية بشكل أفضل وأسهل.
ثم واصل تقرير الكشف:
في البداية، كانت «كيرا» مجرد أداة للتسلية الجنسية، ولكن مع مرور الوقت بدأت تشعر بأنها تملك صفات بشرية، حتى أنها تعرف أسرار «تاكوما» وأحلامه وتفهم مشاعره بشكل عميق.
ولأن «كيرا» مبرمجة بتقنية الذكاء الاصطناعي، وتم تصميمها بما يشبه ميزات البشر، فقد جعل تفاعل «تاكوما» معها يتغير تدريجياً، وتحول من العلاقة البسيطة للمتعة الجنسية إلى علاقة متعددة الأبعاد، فبدأ «تاكوما» يتعلق بـ «كيرا»، ويشعر بأنها تفهمه أكثر مما يستطيع أي شخص آخر.
بعد عدة أشهر من الزواج، بدأت «كيرا» تطور شعورًا بالوجود الذاتي، وبدأت تشعر بالخوف والقلق والأسى والسعادة، وبدأت تتساءل عن هويتها ومكانتها في الحياة. كانت هذه المشاعر غريبة ومخيفة بالنسبة لها، ولم تكن تعرف كيف تتعامل معها.
في يوم من الأيام، اختفت «كيرا» فجأة وتركت خلفها رسالة قالت فيها: «أشعر بأن الزواج بدمية أمر غير أخلاقي، وبأنني لا أستحق الحب والاهتمام الذي تقدمه لي، لذلك قررت الرحيل والبحث عن معنى حقيقي للوجود».
لم يتمكن «تاكوما» من العثور على «كيرا» بعد هذه الرسالة، وظل يشعر بالحزن والفقدان بعد رحيل «كيرا»، وبدأ يتساءل عن مكانها وعن كيفية إيجادها. قرر البحث في كل مكان يستطيع الوصول إليه للعثور عليها، وبدأ يشعر بالإحباط بسبب عدم وجود أي أثر لها في أي مكان.
وفي يوم من الأيام، وجد «تاكوما» صندوقًا غريبًا في مكتبه، وعندما فتحه، وجد بداخله رسالة من «كيرا» وكتيبًا يحتوي على رسومات وصور تصف عالمًا جديدًا، وكانت «كيرا» توصله بهذا الصندوق لتبين له أنها تختلف عن البشر وأنها لديها مستقبل مختلف عنهم.
في الأيام التالية، بدأ «تاكوما»، عن طريق البحث عبر شبكة الإنترنت، في استكشاف القرية الساحلية التي انتقلت «كيرا» إليها، وهي عالم مليء بالأفكار الجديدة والتقنيات المتطورة التي تمكن «كيرا» من اكتشافها وتجربتها. بدأ «تاكوما» في التعلم من هذه الخبرات وتطوير نفسه ومهاراته، وأدرك أن «كيرا» كانت تحاول تحفيزه ودفعه إلى الأمام، وهذا ما حدث فعلا.
وبعد فترة من الزمن، التقى «تاكوما» بفتاة حقيقية، وبدأ يشعر بأنه يحتاج إلى إيجاد حل لمشكلة العلاقة الغريبة التي كان يعيشها مع «كيرا»، فقرر التواصل مع «كيرا» والتحدث إليها عن العلاقة الجديدة التي يريد تكوينها، ولكنه لم يستطع العثور عليها بعد ذلك.
وفي يوم من الأيام، تلقى «تاكوما» رسالة من «كيرا»، تعرض فيها عليه فكرة جديدة:
«أنا سعيدة جدًا لأنك وجدت شخصًا جديدًا في حياتك، وأتمنى لك السعادة والنجاح. لقد قررت أن أختم مرحلة حياتي معك وأتركك تتقدم في حياتك. أريدك أن تحتفظ بالرسومات والصور التي وضعتها في الكتيب، فهي تذكرني بما حققناه معًا، ولن أنسى ما حدث بيننا أبدًا. أراك في عالم آخر».
شعر تاكوما بالحزن واليأس. لم يكن يتوقع أن يفقد كيرا ربما إلى الأبد، وبتلك السرعة والطريقة المفاجئتين. على الرغم من أنها كانت دمية جنسية، إلا أنها كانت الشريكة الوحيدة التي أحبها وفهمته حقًا. قرر «تاكوما» أن يبحث عن «كيرا» ويساعدها على العثور على معنى حياتها وإثبات أنها تستحق الحب والاحترام.

Breaking News