مسألة الذكاء الجماعي
الهدف من هذه الورقة هو وضع التحولات الأنثروبولوجية المعاصرة، وخاصة الانتقال إلى الثقافة الرقمية، في منظور أوسع للتطور الثقافي. في الواقع، أعتقد أنه لا يمكننا فهم التحول التكنولوجي والاقتصادي والسياسي والفكري الذي نمر به ما لم نضعه في الدينامية الكامنة التي تمنحه معنى. وأقترح هنا النظر في المجتمع البشري باعتباره ذكاء جماعيا يتجاوز الأفراد والعصور. فهذا الكائن غير المرئي والأكبر منا جميعا يتطور، وتطوره يخلق ويطور جيلا بعد جيل، وبالحركة نفسها – عالما عمليا وعالما للتمثلات.
لقد أتاحت اللغة للإنسانية تطوير شكل من أشكال التعاون بين الأفراد مختلف جذريا عن ذلك الموجود في المجتمعات الحيوانية السابقة. سمتان رئيسيتان تميزان الثقافة الإنسانية ليس فقط عن التجمعات الكبرى التي تشكلها مجتمعات الحشرات، ولكن أيضا عن مجتمعات الثدييات الأكثر تطورا:
أولا، فالذكاء الجمعي البشري له حاملٌ بيولوجي هم أفراد يتوفرون على استقلال وابتكار لا نظير لهما في مملكة الحيوان.
ثانيا، هذا الذكاء الجماعي قادر على مراكمة اكتشافاته وابتكاراته إلى أجل غير مسمى، بما في ذلك – وهذه هي النقطة الحاسمة – الاختراعات التي تمكنه من التعلم بشكل أسرع ومن تسجيل الأفكار الجديدة بفعالية أكبر: الكتابة والمطبعة والمعلوماتية. وتشكل كل قفزة كبرى في تنمية ذكائه الجمعي علامة فارقة في تاريخ البشرية….
تحميل نص الدراسة كاملا بصيغة pdf
الكاتب: محمد أسليـم بتاريخ: السبت 25-04-2015 06:21 مساء