- أ. م. هوكارت
- I. الـمُسَـارَّة والرجـولـة[1]
حاول عدد كبير من المؤلفين أن يحللوا طقوس البلوغ، بيد أننا لا نعرف جيدا نظريات «المسارِّين» أنفسم. في فيجه[2]، لا يحصل الطفل على اسم «رجل» إلا بعد أن يُختَّن. ويذكر هويت Howit أن بعض البالغين، عند قبائل الكورينغا Kuringa، كانوا يُقصَون من حفل المسارَّة لأنهم لم يجتازوا المسارَّة، أي لم «يُجعَل منهم رجالا».
ويمكننا مُضاعفة الأمثلة إلى ما لا نهاية، ولكننا سنتوصل من خلالها إلى خلاصة أن المرء يكون «رَجُلَ» الاحتفال، وهو أمر نعرفه سلفا. أريد من جهتي أن ألح على أنَّ الأمر هنا لا يتعلق بمجرد مواضعة اجتماعية، ولا بمجرد تحول أخلاقي حتّى.
فعند اللوريتجا (Loritja)، وهي قبلية تقع في وسط أستراليا، يملك المراهق المسارّ الحق في الاستفادة من خدمات ومساعدات طفل غير مسار، ذلك أن هذا الأخير لا يُعتبر بعد رجُلا. وعند الأوماها[3]، يدخل الشباب في عزلة يقضونها في الصوم والزهد، خلالها إذا رأوا نفسهم في الحلم يتلقون الأحزمة التي تستخدمها النساء لنقل الأحمال الثقيلة شعروا بأن عليهم من الآن فصاعدا أن يرتدوا ملابس المرأة ويعيشوا مثلها من جميع النواحي. إنهم [فئة] الميكسوغا (Mixuga).
وبذلك يبدو من الواضح جدا أن السِّنَّ لا يكفي ليجعل من شخص ما رجلا، ولأجل ذلك يجب عليه أن يجتاز طقسا. ولكن لا يجب الاعتقاد بأن هذه الشعوب تمنح للاحتفال دورا ما في التشريح؛ فهي تعلم علما تاما ممَّ يتكون الأطفال الصغار! وإذا كانت تعتقد أن البلوغ يتوقف على إنجاز هذا الطقس أو ذاك، فإن الطبيعة قد تتكفل جيدا بمعاكستهم. ففي فيجه، كان الختان يؤخر أحيانا لوقت طويل بحيث يجد الأطفال أنفسهم قد بلغوا جسديا ولم يمروا بهذا الطقس بعد، بل إن بعضهم يكون قد ارتبط بعلاقات جنسية مع بنات. وفي الحالة التي يذكرها هويت Howitt، كان هؤلاء الرجال الموضوعون على أرصفة المجتمع، مع ذلك، أزواجا وآباء عائلات. ويذكر ميس فلتشر Miss Fletcher مثال [رَجُل] هندي من قبلية أوماها أجبرته إحدى النبوءات على أن يحيا حياة امرأة، ولكنه مع ذلك ربى أسرة بكاملها.
وإذن فما جدوى الحفل مادام لا يأتي بأي تحول جسدي؟ يجيب أهالي الأوماها بأن المراهق يسعى، عبر الصلوات والصيام، إلى الحصول على «حياة سعيدة، وعلى الصحة، والنجاح في الصيد؛ كما يريد الإفلات من أعدائه؛ والقفول من غزواته الحربية محمَّلا بعدد كبير من فروات رؤوس الأعداء». ومؤكد أن هذه الصلاة ليست طقوسا للمسارة، ذلمك أن كل طقس في الواقع هو صلاة لطلب الحياة la Vie (بحرف استهلالي كبير) وكل ما هو ضروري لها. ينذر أهالي الأوماها مواليدهم الجدد لـ «تطول طريقهم في الحياة» إلى أن «يروا طلوع النهار زمنا طويلا». والمعنى العام لطقوس الطفولة وخلوة البلوغ هو نفسه. لا تختلف القرابين إلا بشكل ودرجة الحياة المفترض أنها تمنحها. بيد أننا لا نحتاج إلى الذهاب عند الأوماها كي نعرف هذا، إذ يمكننا العثور في أي كتاب على تصنيف للقرابين القدسية، يحدِّد طبيعة كل منها والرعاية القدسية المنالة على إثره، علما أن هذه الرعاية القدسية هبة فوطبيعية بواسطتها يمنحنا الله «الحياة» الخالدة.
يمكن القول في نهاية المطاف إنَّ المسارَّة عند الأوماها تمنح للشابِّ «الرعاية القدسية» الطقوسية بامتياز – أي الحياة – ولكن بشكل ذكوري تخصيصا. بالحفل المسارّي ينال الطفل حياة طويلة، وبعد ذلك ينال بالصيام الحق في الحياة رجلا، ومزاولة المهام الخاصة بالرجل كالصيد أو الحرب. من الآن فصاعدا، سيشارك في الاحتفال حيث سيلعب دوره، وهو دور الذكر، وسيُرَخَّص له بحمل الشارات الخاصة بوضعه الاعتباري. وهذا طبعا، إذا اجتاز الامتحانات الطقوسية بنجاح، تبعا للحلم الذي رآه (في هذه الحالة). إذا صار كل شيء على أحسن ما يرام أظهر له هذا الحلم أنه صار رجلا، إلا أنه يحدث أيضا أن يُظهِرَ له الحلم أنه لم يبلغ درجة «الرعاية القدسية»، إن صح التعبير، وأنه غير جدير بالعيش عيشة الرجل وارتداء ملابس الرجل.
وبذلك، فهذه العادة المدهشة ليست في الواقع سوى تطبيق خاص لقانون عام بمقتضاه يُلقي القربان بركته على كل الجديرين بها ويلقي لعنته على كل الذين ليسوا جديرين به.
ونجد مثالا آخر في طقوس تكريس الملِك، إذ ليس في استطاعة أي كان أن يتلقى هذه الوظيفة المباركة ما لم يمتلك خاصيات محدَّدة. والمنتحلون لقوا – جزاء اعتدادهم وافترائهم – عقابا أخذ شكل لعنٍ تسبب مرارا في هلاكهم وزوال مُلكهم. كذلك إن لم يُشمل الشاب بالرعاية القدسية، فإنه لا يستطيع أن يدعي بحقه في ارتداء ملابس ذكورية ولا أن ينتحل دور رجل لأن نجاحَ القنص والحرب يتوقف إلى حد كبير على الإنجاز الجيد للطقس. وإذا رَفض هذا الشاب أن يأخذ بعين الاعتبار النبوءة التي تضمنها حلمه، تعرض للهلاك. يذكر ميس فليشتر: «حصل أن الشابّ التعس لم يستطع، رغم مساعدة أبواه، أن يمحو بداخله تأثير حلمه المشؤوم، فانساق تدريجيا إلى الانتحار، إلى المخرج الوحيد لوسواسه».
قد يكون من السهل جدا القول إن [أفراد فئة] الميكسوغا ينتمون إلى حقل علم المرض. لا، إنهم ليسوا لوطيين تجدُ ضروبُ كبتهم ترجمتها في الحلم، لأن هذه الوضعية تثير نفور غالبيتهم بشكل جلي. إلا أنهم لا يملكون خيارا آخر، ذلك أن العين الشريرة تلاحِق الذين يعقدون أن باستطاعتهم تجاوز تبريك الآلهة. ويذكر مس فلشتر أيضا حالة هذا الميكسوغا الذي كانت الطبيعة [الرجولية] عنده من القوة بحيث كان من حين لآخر يكف إطلاقا عن التمسك بوضعه الاعتباري [كميكسوغا]، فيرتدي ثياب الرجل ويتبع المحاربين إلى حلبة القتال، حيث يبدي شجاعة ملحوظة، ثم يعود بعد ذلك ليستأنف حياته باعتباره «امرأة».
لا، مرة أخرى لا يتعلق الأمر بحالة مرَضية، وإنما بتطبيق صارم للعقيدة الطقوسية. لن نتعجب من هذه الصرامة إن نفهم جيدا أنَّ الأمر يتعلق بمسألة حياة أو موت.
إن المسارة لا تصنع الذَّكَر، ولكنها تصنع الرجل بمعنى أنها تجعل المرء قادرا على امتلاك امرأة وأطفال والمشاركة في الحرب، الخ.
يعتبر هنود الـ Eddystone بأرخبيل سليمان[4] أن الصَّيد عملٌ من اختصاص الرجل، ولذلك يعتقدون أن الرجلَ الذي يخاف خوفا شديدا مثل
امرأة لا يملك حق المشاركة في الصيد. فمثل هذا الرجل، في الواقع، هو «امرأة صغيرة»، وقد لا يعرف كيف ينجز بنجاحٍ المهامَّ الخاصَّة بالرجـل.
والصيد برمي الصنارة نشاط مقصور على الرجال، فلا تقبَلُ النساء في القوارب المسخرة لهذا الاستعمال. في الإديستون لا توجَد طقوس للمسارة بالمعنى الدقيق، ولكن هناك احتفالات خاصة بكل مناسبة: بصيد سمك الطون، بالحرب، الخ. وفي الظاهر، لم يعد الإستونيون يؤمنون بأن الاحتفال يمنح الرجولة بشكل عام، بل صاروا يرون أن المرء لا يحتاج إلى الطقس لكي يصير رجلا بإمكانه أن يتزوج. وعلى العكس، تبقى التكريسات الطقوسية ضرورية للمرء نفسه لكي يصير صيادا أو قناصا ماهرا. ومع ذلك، يحدث ألا تتطور هذه الرجولة على ما يرام وأن يظل الشاب خوافا مثل امرأة. آنذاك، يطلق التعيسُ رائحة تجعل السمك نفسه يفر. لحسن الحظ أن الحالة تتوفر على علاج وأن وصفات سحرية مناسبة ستضع حدا لهذه العاهة؛ وقد التقيت برجل سبق أن خضع لهذا العلاج، فلم يعد يشكو من شيء، في الظاهر، بما أنه تزوج في أعقاب ذلك الحفل، وصار يشارك في جميع عمليات الصيد.
وبحوزتي النص الكامل لوصفة سحرية من قبائل الـروفيانا Roviana تُستعمل في مثل هذه الحالات، وهو: «ضربتُ هذا الرجل؛ طردت منه ضعف المرأة؛ طردت منه الرائحة… فليبرأ هذا الرجل، وليسعد في الصيد؛ فليصر بمقدرته أن يحمل القعفات[5]، ويقبض على أعداد كبيرة من سمك الطـون. فليتـزوج امرأة. ولتكن الأمور على هذا النحو مع الرجل الذي أصبتـه.
امنحوه حمايتكم، آه أيتها الأرواح».
يتعلق الأمر هنا بوصفة ذات طبيعة أعم من وصفة الطب أو صلاة صياد الرؤوس أو صياد سمك الطون. فهي تجعل من الرجل رجلا فحلا. ويمكن أن نفكر في أن الأمر يتعلق بوصفة للمسارة، بقية طقس سقط في الإهمال ولكنه يستعيد كامل قيمته في حالة معاكسة الطبيعة.
- II. المسـارَّة والعــلاج
أعرف فتاة لم يعمِّدها والداها بعد ولادتها، ولكن بعد ما اتضح لهم أن المولودة كانت ذات صحة ضعيفة غيروا رأيهم، فأنجزوا طقس التعميد، ومنذ ذلك الحين وهي في صحة جيدة «كأنها شفيت بقوَّة سِحْـر».
نحن هنا أمام حالة تمارَس فيها المسارَّة عمليا لغاية طبية. وإليكم كيف يتم التوصل إلى ذلك: كل احتفال طقوسي يجب أن يكون خيِّرا، وطقس المسارَّة لا يخرج عن هذه القاعدة، ولكن التهاون أو نزعة الشك المتزايدة لدى العامَّة تفضي إلى نسيان التعميد في بعض الأحيان. وإذا لوحظ أن الطفل لا يعاني صحيا من ذلك الإهمال، فإن المثال يحتذى ويتزايد تدريجيا عدد الذين يعفون أنفسهم من ذلك الطقس. وعلى العكس، ما أن تسير الأشياء ليس على ما يرام حتى يحس الآباء بأنهم أذنبوا عندما خالفوا العادة، ويسارعون إلى إصلاح إهمالهم. وبما أن هذا الإهمال صار شائعا بشكل متزايد، فإن الطقسَ ينحو إلى أن يُختزل إلى ممارسة يتم اللجوء إليها في حالة الضرورة القصوى، كالمرض الخطير مثلا، أي يصير [الطقس] عِلاجا طبيـا.
وهذا يفسر لنا لماذا «يلجأ مايا الهندوراس البريطانية إلى إقامة حفل للقضاء على المرض» (غان وتومسون، 1931: 139). للأسف أننا لانعرف جيدا العادة القديمة لنقارنها بالممارسات الحالية، ولكن من الواضح أن المبشرين الذين نجحوا في إضعاف إيمان الهنود بطقوسهم المسارِّية القديمة لا يستطيعون منعهم من الرجوع إليها بمجرد ظهور أعراض المرض الأولى.
رأينا في الفصل السابق[6] أن سحر الإيدِسْتونيين ضد ضعف المزاج يمكن أن يرتبط أيضا بطقوس المسارَّة.
وبالمثل، يُفهم لماذا يمارس الفيجيون عمليات طبية تشكل جزءا من طقس المسارة لدى سُود أستراليا. يمارس السكان الأصليون، في الواقع، مسارة على مرحلتين: الختانُ أوَّلا، ثم الختان الجزئي بفاصل وقت وطويل. والفيجيون لا يعرفون في الواقع إلا الختان، ولكن يبدو أن في فيتي ليفو Viti Levu، تعرف قبائل التلال الختان الجزئي الطبي. إذا صدَقَ الشخص الذي زوَّدني بالمعلومات[7]، فإن العملية نفسها قد تكون أقل حسما من ختان جزئي حقيقي، ولكن يحُتمل أن الأمر يتعلق بعملية من النوع نفسه. قد يكون الفيجيون تخلوا عن القسم الثاني من الطقس المساري، وبقي – ربما – مع ذلك في بعض الحالات الخاصة.
يمكن أيضا دِرَاسَة تطوّر الفصد[8]، الذي يُعرف شيوعه في الممارسات الطقوسية وفي حفلات المسارة على الخصوص. [أما] عندنا فيقتصر على علاج بعض الأمراض. وسيرورة التطور تظل هي هي في الحالات السابقة، باستثناء أن هذا الفصد لم يكن يُمارس على القضيب (pénis).
رأينا للتو أن المسارَّة يمكن أن تظهر من جديد، في حالات استعجال قصوى، متخذة شكلَ عِلاج طبي. بيد أن هذا التطور يمكن أن يتم في ظروف أخرى: إذا ما دعت حاجة للإسعاف، فإن المرء يستدعي أولا طقوسه الخاصة، ولكن إذا تبدت كلها – الواحد تلو الآخر – عديمة الفعالية، فإن اليأسَ يدفعه إلى البحث عن شخص يحتفظ بوصفات جدية، على نحو ما كانت تُجرَّب العلاجات الآتية من الخارج. هكذا، انقل فويتازو Vuestasau، وهو أحد الأعيان الفيجيين، إلى الديانة المسيحية، وتبعه سائر سكان لاكيمبا Lakemba. كان لفويتازو فتاة مرضت طويلا إلى أن يئس من شفائها. تضرع في البداية طبعا إلى جميع آلهة أجداده، ولكن صلواته ظلت بدون جدوى. ولما رأى أن الإله المسيحي نجح في شفاء ابنته، تنصَّر هو وجميع شعبه. وهذه القصة هي قصة العديد من الذين تخلوا عن ديانتهم القديمة ليعتنقوا دينا جديدا.
يذكر البروفيسور م. أ. كاني M. A. Canney حالة رجل إسرائيلي استعاد صحته بواسطة تعميد عبراني، بعد أن تبدت جميع طقوس بلاده عديمة الفعالية.
يمثل تاريخ الختان في الغرب خطاطة ثالثة. نعرف حاليا أن هذه العادة كانت تدخل في إطار طقوس المسارَّة. واليوم لا زال يُعتبر الختان أحد المراحل التي يتكون منها الاحتفال المساري، ولكنها طبعا المرحلة الأكثر إثارة لدهشة سائر الذين لا يمارسون أي شيء مماثل. ناسين كل الباقي، يفتتنون بهذا الطقس الغريب الذي يتعين عليهم أن يجدوا تبريرا له بثمن غال؛ والمنظرون يبحثون عن تفسيرات «عقلانية»، أي مطابقة للمبادئ الفلسفية للعصر وللطبقة المهيمنة. إن فلسفات القرن XVIII لم تكن تقسم إلا بالوقاية الصحية، ومن تمَّ رُدَّ الختانُ إلى حكمة مُشرِّع ما قد يكون وَجد في هذه الممارسة وسيلة لتحسين المستوى الصحي لشعبه. أما الأساطير والطقوس التي كانت ترافق العملية، إذا ما تمَّ التلميح إليها فذلك للتشديد على مهارة المشرع المذكور الذي – عبر هذه الوسيلة – عرف كيف يجعل الإصلاح يحظى بالقبول من لدُن شعبٍ قليل الانشغال بالوقاية الصحية، ولكن له دائما حَساسية تجاه العجيب. لقد انتشر هذا التفسير بما جَعَل عددا كبيرا من المسيحيين يتبنون الختان، ولكنهم كانوا يهملون طبعا جميع الطقوس التكميلية مع أنها في الأصل لا تنفصل عن العملية ذاتها. بما أنها ليست ذات طبيعة «وقائية صحية»، فإنها كانت بالتالي ليست ذات فائدة.
يُظهر هذا المثال جيدا كيف يتحوَّل طقسُُ مَّا إلى علية جراحية، و – بكيفية أكثر تحديدا – كيف يجدُ كل طقس مُسارِّي مرتبطٍ بهذا القدر أو ذاك بالرجولة، (يجد) نفسَه مختَزلا نهائيا وبكيفية حصرية إلى «شعيرة للوقاية الصحية».
والسيرورة هنا تختلف عن نظيرتها في الحالة الأولى. الخوفُ هناكَ هو ما أحيا الطقس القديم، أما هنا فشعبُُ أجنبي عن هذه العادة هو الذي لاءَمَها مع سياق لا قيمة له في نظره، أو مع سياق ناء جدا عن ذهنيته. وحدها العملية استجابت لذوق اليوم.
بعد تجريد حلقة طقوسية مَّا من كل ما كان يمنحها معنى، و(بعد) إعادة تفسيرها، فإنها تصير في أعين مكيِّفيها «فعلا عقلانيا» بالتقابل مع العمل السحري، وهو ما ليسوا بمخطئين فيه ماداموا – لإدماج هذه العادة – اضطروا لإعادة تفسيرها على ضوء نظام من القيم مختلف تماما عن النظام القديم. إذا بدت لهم عادة من العادات خيِّرة، فلأنها لن تكون إلا عقلانية. عندما يتخصص حفلُُ طقوسي مُوجَّه في الأصل إلى منح الرعاية القدسية بكيفية عامة، عندما يتخصص في علاج علةٍ خاصة، فإنه يصير في هذا النظام الجديد منتميا إلى «الطب العقلاني».
تـُعَدُّ هذه الطريقة في تحديد الأشياء طريقة شقية على الخصُوص. إنها نتيجة سيكولوجية مَغلوطة تريد تقسيم العقل إلى خانتين محكمتي الإغلاق، إحداهما لما هو عقلاني والأخرى لما هو سِحري. إنها تفترض أنَّ فكر الإنسان كان في السابق مشغولا كليا بالخانة العقلانية، ولكن الخانة السحرية تطوَّرت بإفراط إلى أن اجتاحت حياة العقل بكاملها: سيقال بلغة بعض علماء الاجتماع: «جاء الدين ليتدخل حتى في أقل تصرفات العقل». منذ ذلك الحين، طبعا، دفعَ الإنسانُ المتطور حدودَ ما هو سحري إلى تلاشيه التام، لدرجة أن عقولنا اليوم لم تعد تتصور إلا ما هو عقلاني!
ولكن كفى فلسفة! لنعد إلى الوقائع منذ البداية. في الأساس، هناك الإنسان الذي يطلب الحياة في صلاة ردئية الصياغة، عامة جدا، لا يتمنى منها أي شكل محدَّد من النجاح، ولكنها تتبدى على العموم خيِّرة. في نهاية التطور، نجد تقنيات شديدة التخصص لا تعالج إلا حالات خاصة: الانتصار على الأعداء، النجاح في الصيد، بل وحتى في صيد نوع محدَّد من السَّمك دُونَ غيره، علاج أوجاع البطن، الخ. ينتج عن هذا التخصص المتطرف أن منهجا مَّا يمكن أن يتضح فعالا في إطار تخصصه المحدود، ولكن عديم الفعالية خارجه. في فيجه، يحقق طقسُ التكريس الأكبر أثرا منعشا للشعب بكامله، بيد أنه لا يشفي الاحتقان. أما الفصد، فعلى العكس، ليس له أيّ حمولة اجتماعية ولكنه يُحتمل أن يكون فعالا في مداواة الاحتقان.
في الواقع، تكون أفكارنا حول الظواهر الثقافية دائما مُشبَعة بالفلسفة وقليلة الارتكاز على الملاحظة. نعود دائما إلى هذا التمييز بين الشأنين السحري والعقلاني. حديثا، أكد الدكتور هوغو هوروتز Dr Hugo Horwitz، في مقال حول التكنولوجيا (أنثروبوس، 1933) – وهو أجود ما كتب إطلاقا في المادة – أكَّدَ أنه لا يمكن لتدخل تقني ما أن ينشأ من مفاهيم ميثولوجية – طقوسية. وهذا تأكيد مدهش على الأقل عندما نضع الختان نصب أعيننا.
من جهة أخرى، يعتبر مفهوم «السحري» أو «العقلاني» مفهوما ذاتيا خالصا، وبالتالي أجنبيا عن عِلم كالبيولوجيا، إذ يتحدث البيولوجي عن التعميم أو التخصص، وهما مفهومان موضوعيان. يُطوِّرُ الاختصاصُ المردوديةَ على حساب الكونية والليونة. في وقتٍ لا يقع فيه التأكيد سوى على المردودية، يبدو هذان الشكلان من التخصص عقلانيين تماما، ولكن من يدري؟ ففي غضون بضعة قرون، قد يبدوان لاعقلانيين كليا. ليس دور الباحث هو أن ينصِّبَ نفسه حَكما، وبالمقابل عليه أن يكتفي بملاحظة مراحل للتطور يمكننا تمثيلها إجمالا على النحو التالي:
طقـُوسٌ عامَّـة للنجَـاح
تنـاول القـربان، الخ.
الطـب |
بتـر الأعضاء
جِراحَـة |
تـراتيــل
أدب |
ربـح أخـلاقـي
طقس أخلاقـي «متخصـص» طقـوس احتفاليـة |
لما كنتُ أحرِّرُ هذه السطور اطلعتُ على حكاية وددت إدراجها هنا لأنها تبين بكيفية جيدة كيف يمكن بعثُ القربان لغايات علاجية. يتحدث [رجلُُ] شاوني[9] قائلا: «أهملنا العادة أولا لما سمينا أطلقنا على ابننا اسم أرثور، إذ اكتفينا بتكليف امرأتين بالسَّهر ليلة بكاملها، ثم مَنح المولود اسم أرثور… ولكن عندما سقط أرثور مريضا، فهمنا أنه كان الأفضل القيام بالأشياء حسب الأصول، ومن ثمَّ عقدنا بَيتولا[10] وأطلقنا على المولود اسما جديدا» (الأنثروبولوجيا الأمريكية، 1935).
III.خـواص الوشـم العلاجيـــة
ليس من النادر ممارسة ماكياجات عالمة في إطار احتفالات طقوسية، أما عمليات حزّ الجلد فهي شائعة جدا وتتخللُ طقوسَ البلوغ والموت بالخصوص. والوشم تأليفُُ بين هذين الإجرائين ولا يتدخل مبدئيا إلا في سن البلوغ. موضوعُه في الأصل كان موضوعَ كل ممارسة طقوسية، ونعني به جلب الحياة.
في مصر يستعمل الوشم لغايات خاصة جدا، في علاج أمراض محدَّدة كشفاء التوعكات التي تتسبب فيها رائحة السمك المقلي، مثلا، ويضيف ميس بلاكمان (بلاكمان: 23) أنّه قد يكون للوشم فعالية في القضاء على وجع الرأس، وسُعار الأسنان، والضعف البصري، ومسّ الجن أو الأرواح.
لكن على ماذا ترتكز قناعتي بأن جميع هذه التطبيقات الخاصة يجب ربطها بطقوس المسارة؟ أولا، على كون الوشم يمارَس أيضا في مصر، كما في الدول المجاورة، بنيَّة المُسَارَّة. ينتاب بلاكمان إحساسُُ بأن أشكال الوشم في مصر تُعتبر دائما علامة رجولة، أي على علامة الـ «sex appeal» (ويلمور: 365). وتظهر لنا دراسة مقارنة للمسارَّة أن هذا الطقس يكرس صاحبه باعتباره رجلا أو امرأة، أي يمنحه – ضمن ما يمنح – قوة جنسية أو خصوبة. ليس هذا سوى جانبٍ واحد من «القوة الحيوية» التي يُغدقها التقرب القدسي، ولكنه يمكن أن يقترن اقترانا كبيرا بالوشم على الخصوص. وهذه القيمة الجنسية واضحة جدا في إحدى عادات مصر العليا: عندما تموت فتاة بكر في سن الزواج، يرسَم على وجهها ويديها زخارف تصطنع وشما – «على هذا النحو تكون مزيَّنة أو جاهزة، لأنها إذا استحقت أن تحظى بالقبول بين حـور
الجنة نالته» (وينكلر: 133). بعبارة أخرى، يتم إجراء غسلها الزفافـي.
في العراق يُقال إن الوشم يساعد على الحمل (الأنثروبولوجيا الأمريكية، 1937). وهنا أيضا نعود إلى طقوس المسارة، أي إلى الطقوس الأساسية للتفتح الجنسي للـرجل والمرأة على حد سواء.
في العراق دائما، إذا فقدت المرأة أطفالا عديدين أملتْ في إنقاذ مولودها الأخير باللجوء إلى وشمه. وهو تصرف منطقي مادامت المسارة، بالصفة نفسها التي لسائر التقربات القدسية الأخرى، هي «مصدر للحياة». هنا يتدخل معتقد آخر يمكن أن يعدل كليا معنى العملية. ففي إحدى القرى يحمل الشباب أشكال وشم خاصة بالبنات: بهذه الحيلة، يُأمل أن تصرَف عنهم العين الشريرة التي قلما تنشغل بالجنس الضعيف. ومثل هذا الإجراء يمضي كليا ضد روح الطقس الأولى، وهي رفع الطفل إلى حالة الرجل بمنحه كل ما يختص به الرجل.
بين أتباع سان توماس من يرفضون الإيمان بما سبق لأنهم لا يفهمون كيف تمَّ الانتقال من الوشم – طقس مسارَّة – إلى التطبيقات الضيقة الموصوفة أعلاه. لكن للأسف إني لأخاف ألا تمسهم الرعاية القدسية أبدا، لأنهم إذا كانوا يأملون مباغثة التطور في غمرة اشتغاله، فإنهم يجازفون بالانتظار الطويل! التطور؟ هم يؤمنون به بقوة لدرجة أنهم انتهوا بجعله مفهوما ملموسا، جليا. في الواقع، إنهم لا يرون سوى تعددية من التطبيقات الخاصة التي تفترض ضمنيا وجود قاعدة. وذلك كل ما يجب انتظاره من الدراسات الإنسانية: نظرية تنطبق على جميع الحالات وتصاغ بأبسط طريقة دون ذكر أي سيرورة لم تبينها الملاحظة سلفا.
نعرف أن موضوعَ المسارة تمكينُ النضج من الوصول إلى كمال نموه. من جهة أخرى، رأينا في الختان أنه يتم أحيانا عزلُ عنصر من طقس المسارة ليُستخدَمَ استخداما خاصا. ربما كان الأمر كذلك بالنسبة للوشم. وفي جميع الأحوال، من المباح لنا ان نصوغ هذا الافتراض. ومذ ذاك، نرى جميعا أجزاء المربكة[11] تجتمع لتكوِّنَ جدولا بسيطا ومفهوما. يمكننا الآن الحصول على أفكار حول المسألة.
يصنف الأنثروبولوجيون جميعا أمثلة الوشم المذكورة أعلاه تحت علامة واحدة هي كونها «أعمالا سحرية»، ومعناه ضمنيا أنها بدون فائدة. وإذا ما أنتجت مفعولا ما، فإن الحديث يتم طبعا عن «الطب التقليدي». ولكن تخيلوا أن يُكتشفَ – وهذا يمكن أن يحصل – أنَّ الوشم يمكن فعلا أن يهدئ وجع الرأس. سنضطر آنذاك للاعتراف له، على الأقل في هذه الحالة المحدَّدة، بتوفره على قيمة «علاجية عقلانية»، فيما تظل قيمه الأخرى مُدرَجة ضمن مجال «السحر»! ليس لنا الحق في إجراء تصنيف انطلاقا من مجرد حكم قيمة، بيدَ أنَّ التمييز بين ما هو سحري وما هو عقلاني لا يعدو مجرَّد مسألة تقدير ذاتي؛ فالمصريون يرون أن الوشم ممارسة شديدة الفعالية. علاوة على ذلك، هم مستعدون للبرهنة على ذلك بأمثلة ملموسة تماما، فيما لا يسعى الطبيب الأوروبي ولو إلى تبرير رأيه. ولا شك أن له من الأسباب الوجيهة ما يجعله يتصرف على هذا النحو. فهو برفضه فحص المسألة إنما يتحاشى تضييع وقته في أبحاث يقدِّرُ سلفا أن لا طائل من ورائها وأنها عقيمةكليا. ولكـن رأيـه لا يعـدو مجرَّد رأي يمكـن أن يتغيـر في كل لحظة. هناك معاييـر
أخرى غير معايير كلية الطب.
ثمة فرق ملموس بين تصورنا للختان المبني على الوقاية الصحية، من جهة، والقيمة العلاجية التي يمنحها المصريون للعلاج من جهة ثانية. فبعد عزل الختان عن النظام المسمَّى مُسارَّة، أدمجناه في نظام آخر من القيم مرتكز على الوقاية الصحية. في مصر، انفصل الختان عن النسق دون أن يسترجعَه نظامُُ آخر. لا ننسَ أنَّ لا أحد – في حدود علمي على الأقل – سعى في يوم من الأيام إلى معرفة هل هذا النسق، هو الآخر، طاله الإهمال. ومختلف تطبيقات الوشم ربما لم تعد اليوم بالفعل سوى des disjecta membra.
إذا كان الحال على هذا النحو بالنسبة لمصر، فإننا في العراق، على العكس، عثرنا على نسق آخر أسميناه مذهب العين الشريرة. هذا التصور الجديد ربما يبدو لنا هو الآخر «سحريا» مثل الأول. على الأقل، تبقى السيرورة هي نفسها تماما في حالة الختان؛ تم إعادة تفسير عادة قديمة على ضوء نظريات جديدة. إن مثل هذه السيرورة شيء موضوعي، وذاك ما يجب أن يكون القاعدة الوحيدة لأي تحليل علمي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهـوَامِــش والمـراجـــع
– Anthropos, 1933.
– American Anthropos, 1935.
– American Anthropologie, 1937.
– Blackman (W.),
The Fellahin of Upper Egypt.
– Gann (T.) et Thompson (J. E.)
1931, History of Maya, Londres.
– Wilmore (J. S.),
The Spoken Arabic of Egypt.
– Winckler (H. A.),
Bauen zwischen Wasser und Wüste.
[1] تشكل العناصر الثلاثة التي تتألف منها هذه الدراسة، في الأصل، فصولا مستقلة، وقد ارتأينا ضمها إلى بعضها وإخراجها بالشكل الحالي نظرا لتقارب مضامينها ومواقعها في الكتاب الأصلي. انظر قائمة العناوين الأصلية للدراسات ومصادرها في مستهل الكتاب الحالي. (م).
[2] فيجـه: «أرخبيل يقع في المحيط الهادي، من أصل بركاني ومرجاني، يتألف من أربع جزر كبرى، ومئات الجزر الصغرى. تبلغ مساحته حوالي 274 18 كلم2 كانت فيجه مستعمرة بريطانية من 1874 إلى 1970. يتألف سكانها من أعراق متعددة، أهمها الهنود الذين استوردت الإدارة البريطانية أعدادا كبيرة منهم، منذ 1879 وإلى 1916 بإيقاع 2000 مهاجر في كل سنة، وذلك بهدف تزويد مزارع قصب السكر بعمال منتظمين. عن موسوعة Universalis، ط. 1995. (م).
[3] les Omaha: «سكان هنود من الولايات المتحدة، يتكلمون لغة من عائلة السيو، كانوا في بداية القرن XIX يقيمون في الضفة اليمنى من نهر ميسوري، ثم انزووا محتشدين في محمية تقع في هذه المنطقة من نبراسكا. يمثل تنظيمهم الاجتماعي نموذجا مرجعيا في النمذجة التي وضعها مردوخ عام 1949». ميشال بانوف وميشال بيران، معجم الإثنولوجيا (بالفرنسية)، م. س. (م).
[4] Salomon: جزر جبلية، بركانية في معظمها، تقع في غرب بابوازيا – غينيا الجديدة. كانت من بين أولى جزر المحيط الهادي التي اكتشفها الأوروبيون. اكتشفها عام 1568 ملاح إسباني انطلق من البيرو بحثا عن جزر النبي سليمان العجيبة، ثم تعاقب على اكتشافها ملاحون فرنسيون وإنجليز، لتصير بعد ذلك مستعمرة إنجليزية ابتداء من عام 1898 إلى سنة 1978. دارت فيها معارك شرسة إبان الحرب العالمية الثانية بين الحلفاء واليابانيين. وقد تعرض أهالي جزر سليمان لتصدع نفسي، من جراء لقائهم القوي والمباغث مع التقنيات العصرية والرخاء الأمريكي، الأمر الذي ترتب عنه ظهور ما يسمى بـ «عبادات السفينة الشاحنة»، تتوقع عودة العصر الذهبي. عن موسوعة Universalis، ط. 1995. (م).
[5] ج. قعفة: آلة حربية تشبه قحف السلحفاة كان المحاربون يدخلونها ويتقون بها النبال. (م).
[6] تحت عنوان «المسارة والرجولة»، وقد أدرجناه ضمن الدراسة الحالية. (م).
[7] الـ informateur: اسم يطلق على الشخص (أو الأشخاص) الذي يزود الإثنوغرافي الأجنبي عن مجتمع دراسته بالمعلومات التي يحتاج إليها بصدد موضوع بحثه، والتي يدونها في ما يسمى بـ «يوميات البحث Journal d’enquête» تمهيدا للعمل التحليلي (الإثنولوجي) الذي يبدأ عادة بعد عودة الباحث إلى مجتمعه الأصلي. (م).
[8] الفصـد: علاج تقليدي، يستخدم عادة للوقاية ولعلاج بعض الأمراض. وتتم العملية عموما (في المغرب على الأقل) على النحو التالي: «يشد رباط على الموضع المطلوب حتى يظهر العرق من خلال نبضه، ثم يخرق العرق أو يقطع فيرسل من الدم القدر المناسب، وبعد ذلك يوضع على العرق قطن ويشد حتى يشفى». عن نادية بلحاج، السحر والتطبيب في المغرب، الرباط، الشركة المغربية للناشرين المتحدين، ط. I، 1986، ص. 65.
[9] نسبة إلى الـ Shawnee: أحد شعوب هنود أمريكا الشمالية. حوالي عام 1700 كان أهاليه يعيشون في أوهايو الحالية، ولكنهم تعرضوا للطرد من قبل الإيروكوا، ومنذ ذلك الحين افترقوا، فهاجر بعضهم إلى فلوريدا، ثم إلى الطيكساس، فيما التحق آخرون بجورجيا… كان أوائلهم يعيشون صيفا في قرى منازلها مغطاة بلحاء الأشجار، وكانت النساء تشتغل بالزراعة فيما كان الرجال يشتغلون بالصيد. أما في الشتاء، فكانوا ينقسمون إلى معسكرات صغيرة للصيد. كما كانوا ينتمون إلى عشائر وعائلات ذات نسب خطي أبوي. واليوم يزاولون الزراعة والتربية في المزارع الكبيرة. بعضهم صار بروتستانيا، ولكن العديدين منهم لازالوا يعتنقون ديانات تقليدية. عن موسوعة Encarta، ط. 1997. (م).
[10] Peyotle: «اسم يطلق على صبَّار صغير من المكسيك وجنوب الولايات المتحدة الأمريكية (…) وعلى المخدر المثير للهلوسة والهذيان المستخلص منه (la mescaline). مثل الكوكا، يستعمل البيتول بمثابة منشط مخفف للجوع والتعب، أو باعتباره دواء، ولكنه معروف على الخصوص بخاصياته المثيرة للهلوسة التي توجد في أصل ممارسات طقوسية تجمع تحت اسم «عبادة البيتول» (…) وبما أن استهلاك البيتول يقود إلى حالات نفسية خاصة، فإن بعض الإثنيات اعتبرته تجسّدا لألوهية معينة، ومن ثم اختلفت استعمالاته. فبعض القبائل تأكله طقوسيا، بينما يعمد هنود أمريكا الشمالية إلى تدخينه طوال احتفالات طقوسية مخصَّصة للرجال، تتضمن جلسات تطهيرية وأغاني ورقصات». عن: م. بانوف وم. بيران، معجم الإثنولوجيا (بالفرنسية)، م. س. (م).
[11] المربكـة (puzzle): نوع من لعب الورق معقَّد. (م).