Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the all-in-one-wp-security-and-firewall domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/aslim/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
أبحاث في السحر: 04 – هنري كولومب السحر-الأنثروبوفاجيا والعلاقة الثنائية – محمد أسليـم

أبحاث في السحر: 04 – هنري كولومب السحر-الأنثروبوفاجيا والعلاقة الثنائية

1369 views
أبحاث في السحر: 04 – هنري كولومب السحر-الأنثروبوفاجيا والعلاقة الثنائية

موضوع هذه المداخلة واضح بما فيه الكفاية. فهو يسلم بوجود نسابة بين العلاقة الثنائية التي تأخذ شكلها المثالي في العلاقة أم – طفل وبين السحر – الأنثروبوفاجيا[1] الذي يعد ظاهرة مشتركة بين جميع الثقافات الإفريقية.
السحر – الأنثروبوفاجيا هو في آن واحد نمط (بين أنماط أخرى) تفسيري للأمراض العقلية ومعيش ينظم علاقة الفرد مع نفسه على الأقل إلى حد ما، وفي بعض الظروف التي تساعد على انبثاق العدوانية. فالساحر – الأنثروبوفاجي يفترس رمزيا أو خياليا فريسته، والنتيجة هي موت الشخص الضحية أو إصابته بالجنون.

I – الأساطيـر والحكايـات

لا تكشف الحكايات الأسطورية في الثقافات الإفريقية عن مكونات السحر – الأنثروبوفاجيا إلا بشكل مقنع. وسنبدأ بعرض خرافة مالينكية تم تدوينها في منطقة السيرير، وهي خرافة بانديا والي البطل الأسطوري والإبن المستقل الذي قتل أما كانت ترغب في قتله[2].
«كان تسعة أولاد يعيشون مع أم لهم حامل، فعلموا بوجود تسع بنات يقطن بجهة الشرق. وذات يوم بينما كانت الأم تسحق الذرة قال لها أبناؤها: «سنسافر إلى بنات السين[3] لمغازلتهن. فهن تسع ونحن تسعة كذلك».
بعد رحيلهم طلب الجنين الذي كان في بطن أمه من هذه الأخيرة أن تضعه، لكنها أبطأت فسقط هو نفسه في الموضع الذي كانت تسحق فيه الذرة، ثم قال لها: «ناد أبي كي يمنحني اسما». وقبل أن ينطق الأب قال له الطفل: إسمي بانديا والي»، ثم انطلق ليلحق بإخوته.
لما رآهم تحول إلى كيس نقود وسقط أمامهم. تخطاه الأول، وكان أكبرهم سنا. تخطاه الثاني. قال الثالث: «إنكما خلفتما وراءكما حافظة نقود. هاهي»، ثم أخذها وفتحها فوجدها مملوءة نقودا فدسها في جيبه. وبعد أن واصل الإخوة سيرهم قليلا قال كل منهم للآخر: «الحر مشتد»، فقال بانديا والي من داخل الجيب: «بي حر أشد منكم، أنا الموجود داخل الجيب». أخرجه الإخوة وجلدوه كثيرا ثم رموه وسط العشب وواصلوا سيرهم.
على بعد مسافة قريبة من قرية البنات، في السين، ظهر بانديا والي من جديد، لكن هذه المرة بهيأة شاب، ثم أخذ ينادي إخوته وهو يجري، لكنهم أمسكوا به وضربوه إلى أن كادوا أن يقتلوه. قال أحدهم: «كفوا عن ضرب هذا الولد. فقبل أن تضربوه كان عليكم أن تسألوه أولا من يكون». سأله أكبرهم سنا: «من أنت؟ وماذا تريد؟»، أجاب: «أنا الطفل الذي تركتموه في بطن أمكم. اسمي بانديا والي، وجئت لإنقاذ حياتكم لأنني رأيت أنكم ستلقون حتفكم حيث تتجهون». ضمه الإخوة إليهم ثم واصلوا طريقهم.
كان لأم البنات التسع طفل في سن بانديا والي، وكان مريضا، فطرحته فوق سرير. وصل إخوة بانديا والي من سفرهم فسلموا على جميع أفراد العائلة ثم أطفأوا قناديلهم. أمسكت الأم إخوة بانديا والي وقالت له: «ستنام معي، فأنت خطيبي». بعد المطنطنة[4] نام الجميع: الإخوة التسعة مع خطيباتهم التسع، وبانديا والي مع أم البنات الساحرة العجـوز.
وفيما كان الجميع غارقا في النوم أمسكت العجوز سكينا وأخذت تشحذه بعناية. استيقظ بانديا والي. سألته العجوز عما به فأجابها: «أريد أن أشرب ماء بئر يتم حفرها حالا».
خرجت العجوز واتجهت نحو باب الكوخ ثم ضربت على فخذها وخبطت برجلها على الأرض فانحفرت بئر. انحنت العجوز وأخذت ماء ثم جاءت به إلى بانديا والي فشربـه ونام.
بعد ذلك بقليل، شرعت العجوز في شحذ السكين من جديد. تمطى بانديا والي واستيقظ ثانية. قالت له العجوز: «أي شئ أزعجك يابانديا؟»، فقال: «أريد أن أقضم ذرة يتم حصدها فورا». اتجهت العجوز نحو باب المسكن وضربت على فخذها فنزل المطر وانزرعت الذرة، ثم ضربت على فخذها ثانية فنبتت الذرة، ثم ضربت فخرجت السنبلة، وضربت من جديد فنضجت السنبلة[5]. حصدت الذرة، ثم وضعتها فوق النار، وأعطتها لبانديا والي فقضمها ثم نام.
عادت العجوز لشحذ سكينها، فتمطى بانديا والي واستيقظ ثم قال: «أريد أن أشرب حليب بقرة تُولَدُ الآن». اتجهت العجوز إلى قطيع بقرها، فحَبَّلَتْ بقرة، وَوَلَّدَتْهَا عجلا، ثم حولت العجل إلى بقرة، فحبلت البقرة، ثم ناولت بانديا والي الحليب فشربه وعاد إلى النوم.
لكن بانديا والي، بدلا من أن ينام، أمسك مسحوقا سحريا ورشه فوق جسم العجوز فنامت نوما عميقا. ذهب بانديا والي إلى الكوخ حيث كان إخوته نائمين مع خطيباتهم فحول الوزرات التي كانوا يتغطون بها بحيث جعل وزرات البنات فوق أجسام الأولاد وجعل وزرات الأولاد فوق أجساد البنات، ثم عاد إلى الكوخ الذي كانت العجوز نائمة فيه، ونشر مسحوقا آخر فوقها، فاستيقظت فيما استسلم هو للنوم من جديد.
شرعت العجوز في شحذ سكينها. لم يقل بانديا والي أي شئ. واصلت شحذها بصوت مرتفع وبانديا ينظر إليها. قالت: «لايمكن أن يزعجني طفل لا يساوي شيئا ولا يفهم شيئا». دخلت إلى الكوخ، حيث كان الأولاد والبنات نائمين، فذبحت البنات، لأنهن كن مغطات بوزرات الذكور، ثم عادت إلى كوخها وتمددت. نثر بانديا مسحوقا فوق جسمها فنامت.
ذهب بانديا والي إلى الكوخ وأيقظ إخوته وقال لهم: «لولا وجودي هنا لكانت العجوز قد ذبحتكم. لنعد الآن إلى قريتنا فليس لنا وقت لنضيعه». مشى الإخوة جميعا حتى مطلع الشمس، ثم واصلوا طريقهم جريا.
لما استيقظت العجوز قالت لطفلها المريض: «اذهب إلى الكوخ وأيقظ ذوي الأعناق السوداء، أما ذوو الأعناق الحمراء فاتركهم نائمين». ذهب الطفل ثم عاد وقال: «كل من وجدتهم هناك أعناقهم ملطخة بالدم». قامت العجوز، واتجهت إلى الكوخ ثم رفعت الوزرات ففطنت إلى أن أنها لم تذبح إخوة بانديا والي وإنما ذبحت بناتها. قالت: «لن يكون هذا إلا من صنيع بانديا والي، لكن سأريه أنني أخبث منه ألف مرة».
أمسكت كرنيبة[6] ووضعتها بباب المنزل ثم تحولت إلى زوبعة لتلحق ببانديا والي. شاهدها بانديا فجعل خندقا بينها وبينه هو وإخوته. انهمكت العجوز في ملء الخندق بالتراب فيما واصل بانديا والي وإخوته سيرهم. لم تنته العجوز من ردم الخندق إلا في المساء، فعادت إلى بيتها بينما وصل بانديا والي وإخوته إلى قريتهـم.
جمع بانديا والي أهل القرية وقال لهم: «ستصل إلى القرية فتاة جميلة لئن استضفتموها أصابكم شر كبير». تحولت العجوز إلى فتاة جميلة ثم جاءت إلى القرية فتجارى الشبان إليها، وسألوها ما اسمها، ثم استضافوها لأنهم كانوا قد نسوا ما قاله لهم بانديا والي.
أقام الشباب مطنطنة ثم ناموا. وفيما كانوا غارقين في النوم فقأت العجوز أعينهم جميعا واختطفتها. لما أفاقوا وجد كل واحد منهم نفسه أعمى. قال لهم بانديا والي: «لقد أنذرتكم لكنكم لم تسمعوا، والآن إذا أعطيتموني جميعا ثورا وبقرة أعدت لكم عيونكم». أعطى كل واحد لبانديا والي ما طلب فرحل عن القرية.
انتظر بانديا والي غروب الشمس فقصد مسكن العجوز متنكرا في هيأة طفلها المريض الذي كانت قد أرسلته إلى أحد الصلاح (Marabout) لتلقي العلاج. قالت العجوز لبانديا والي وقد توهمت أنه ابنها: «لماذا عدت يابني؟»، فقال: «لن أمكث عند ذلك الولي الصالح الذي يعطيني أي شئ ويزعم أنه يداويني»، قالت العجوز لبانديا والي، وهي لا زالت تحسب أنه ابنها: «ألم تـر أني قد لحقت ببانديا والي وفقأت أعين كل فتيان قريته ووضعتها في اليقطين»[7]. قال بانديا والي: «أي يقطين؟»، قالت: «ذلك الذي يوجد تحت السرير»، ثم أمسكت اليقطين وأرته لبانديا والي. ولما اتجهت إلى البئر أمسك بانديا اليقطين وانطلق عائدا به إلى قريته. لما عادت العجوز قالت: «لن يكون هذا إلا من صنيع بانديا والي، لكن سوف أريه من أنا».
وذات صباح تحولت العجوز إلى (بَاأُوبَابَ)[8] مثقل بفاكهته الناضجة وانغرست وسط قرية بانديا والي. تجارى جميع سكان القرية لجني فاكهة الباأوباب، البعض يرمي بقضبان لإسقاط الفاكهة والبعض يتسلق الشجرة. ولما امتلأت فروع الباأوباب بالمتسلقين انقلع وطار بجميع من كانوا فوقـه.
قال بانديا والي لسكان القرية: «الخطأ خطأكم. فقد عثرتم ذات فجر على شجرة وأخذتم في جني ثمارها…، لكن من يعطني ثورا وبقرة آتيه بابنه». أعطى كل واحد ثورا وبقرة لبانديا والي، فذهب إلى قرية العجوز، ودخل في بطن بقرة فولدته البقرة بهيأة عجل جميل. وذات يوم خرجت العجوز إلى الدغل وخلفت العجل وراءها في القرية. قال بانديا والي لأطفال قريته المختطفين: «هل عرفتم من أنا؟»، فقال بعضهم: لا، وقال بعضهم: «نعم، لقد عرفناك، فأنت هو بانديا والي»، فقال: «نعم، أنا هو بانديـا»، ثم أضاف: «إذا حل المساء وحان وقت إلحاقي بقطيع البقر ليقل كل منكم للعجوز: “أنا أيضا أريد أن ألحق بالقطيع”، ذلك أن ما من أحد أمسك بالحبل أو مس قطعة من جسدي إلا وصحبته معي إلى أمه وأبيه».
حل المساء فأخرجت العجوز أحد الأطفال وقالت له: «سق العجل وألحقه بالقطيع»، فما كادت تنتهي حتى صرخ كل طفل قائلا: «أنا أيضا أريد أن ألحق بالقطيع»، فقالت العجوز: «اذهبوا فالقطيع موجود خلف الكوخ». أمسك بعضهم بالحبل وأمسك بعضهم بذيل بانديا والي وبباقي أطراف جسمه فطار بهم. ولما فطنت العجوز إلى ذلك، وكانت مشغولة بإعداد الكسكس، قالت: «لن يكون هذا إلا من صنيع بانديا والي، لكن سيعلم من أنا».
جاءت العجوز إلى قرية بانديا والي، وجمعت حطبا كثيرا وكومته ثم أوقدته، وأمسكت كرنيبتها وذهبت للقاء بانديا والي. قالت: «أأنت بانديا والي أم مجرد شخص آخر يشبهه؟»، قال: «أنا هو بانديا والي»، فأمسكته العجوز وأدخلته في كرنيبتها وهو لا يقول شيئا.
لما اشتعلت النار قالت العجوز لبانديا والي: «أرأيت هذه النار؟»، قال: «نعم»، قالت: «سألقي بك فيها»، قال: «إن شاء الله». ولما اقترب الإثنان من النار رفعت العجوز كرنيبتها لتلقي ببانديا والي في النار، لكنه قفز فجأة خارج الكرنيبة ووقف وراء الساحرة ثم دفعها وسط النار».
قد يتيح لنا التحليل البنيوي لهذه الحكاية، من خلال تقطيع الأحداث والمواقف إلى وحدات حكائية متمفصلة في علاقات دالة، أن نستخرج سلسلة من الرسائل (Messages) المرتبطة بالعلاقات الاجتماعية أو علاقات الأفراد فيما بينهم نشير منها خصوصا إلى:
– العلاقة: أم – طفل (الأم الطيبة والأم الشرسة، العلاقة ماقبل التناسلية (Prégénitale) والعلاقة الأوديبية)؛
– علاقة الأخوة (Fraternité) والمنحرف (البطل والإخوة)؛
– علاقة الجماعة والبطل الأسطوري، النبي والمنحرف؛
– العلاقة بين الجماعات (العلاقات بين قرية وقرية، الزواج الخارجي – اللحمي Exo-endogamique)؛
وفيما يخصنا، سنقتصر على المحتوى المرتبط بعلاقات الأم – طفل وخصوصا الموت المزدوج: قتل الأم للطفل وقتل الطفل للأم. وموضوع المداخلة الحالية هو هذا القتل المتبادل الذي ليس السحـر – الأنثروبوفاجيا سوى شكله الآخر. فالساحر الأنثروبوفاجي يفترس ضحيته، والموت يرافقه استهلاك الضحية.
في هذه الحكاية كان على بانديا والي أن يتعرض للقتل على يد أمه الشرسـة، أي الساحرة التي لها ابن قرين أو ضعف لبانديا والي، لكن هذا الأخير هو الذي يقتل الساحرة أمه التي هي خطيبته في الآن عينه.
من السهل جدا جمع حكايات أو خرافات تروي موتا مزدوجا خياليا أو حقيقيا: قتل الطفل للأم أو لأحد بدائلها و- بالتبادل – قتل الأم للطفل. في هذه المحكايات غالبا ما تكون الأم شرسة أو ضعفا (Double) للأم المنجبة (Génétrice)، أما الأطفال فيكونون إناثا أو ذكورا. وأحيانا تتعقد الحكاية انطلاقا من سياق أوديبي. أما الساحر – الأنثروبوفاجي المفترس، أو مجرد قاتل، فيكون دائما امرأة. وجنس الغول لا غبار عليه في هذه النقطة.
تبدو علاقة الافتراس المتبادل بين الأم والطفل، كما يعبر عنها المتخيل الاجتماعي بنظام السحر – الأنثروبوفاجيا، بمثابة مرتكز للعنف بوصفه بعدا مميزا للإنسان، قوة منظمة لعلاقة الفرد مع الآخرين، ومحركا ما قبل – أوديبي للوظيفة الرمزية والنظام الاجتماعي.
تلتقي الأساطير مع المتخيل الاجتماعي في التعبير عن هذه الحقيقة التي يكشفها علم الأمراض (Pathologie) هو الآخر: حقيقة رغبة القتل عند الإنسان المتولدة عن خضوعه البيولوجي الطبيعي لولادته.

II – نظام السحر – الأنثروبوفاجيا والمرض العقلي
تتحدد تمثلات الأمراض العقلية عند الإثنيات السينيغالية في ثلاثة سياقات، وهي سياقات يمكن أيضا العثور عليها بسهولة عند أغلب مجتمعات إفريقيا السوداء بأشكال متطابقة أو مختلفة اختلافا طفيفـا.
فالمرض يعزى:
– إما إلى روح يمثل القانون (Loi)، قانون الأجداد أو القانون الديني:
* إنه راب الوولوف أو الليبو[9] في السينيغال، وهو يشمل في آن واحد الجد وخلفه والتحالف الذي أسسه الجد الأسطوري مع الأرواح الأرضية (الديانات التقليدية)؛
* إنه لقاء يتم مع أرواح تنتمي للديانات الدخيلة (الإسلام، المسيحية).
– أو يعزى حتى لإنسان:
* يستخدم وسيطا (قادرا على التحكم في الأشكال العدوانية في مجال السحر أو علم ما وراء النفس)؛ إنه نظام الصلاح (Maraboutisme) في المناطق المؤسلمة تقريبا؛
* أو يهاجم مباشرة، بدون وسيط؛ إنه نظام السحر – الأنثروبوفاجيا الذي يهمنا الآن.
قبل وصف نظام بنية السحر – الأنثروبوفاجيا، من حيث مفهومه ووظيفته، يجب تدقيـق أمريـن:
1 – عندما لا ينعت مصطلح الساحر (Sorcier) بالصفة (أنثروبوفاجي)، فإنه غالبا ما يتم الخلط بينه وبين مصطلح المطبب (Thérapeute). فكلمة سحرة تستعمل تلقائيا للإشارة إلى من يشتغلون في الطب أو إلى المطببين التقليديين. ويعود هذا الخلط إلى الأساس السحري المشترك بين الساحر والمطبب. فالأول، شأنه شأن الثاني، يستعمل وسائل ومنطلقات سحرية. والترجمة الإنجليزية Witch قابلة هي الأخرى للخلط مادام يتم الحديث عن «Witch – doctor» (الطبيب الساحر). ومن جهة أخرى، لا يعني مصطلح «Sorcerer» الساحر (Sorcier =) وإنما يعني [10] Magicien . هذا لكي نوضح جيدا أن الساحر يكون دائما معتديا يستهدف موت الآخر. في اللغات الإفريقية المحلية لا يوجد أي غموض أو خلط في هذه المسألة )قبائل الوولوف يسمونه «DErreur ! Signet non défini.mm» وقبائل السيرير يسمونه «Naax» والطوكولور يطلقون عليه (Soukougne»).
2 – بصفة عامة، وحتى في أوساط طب الأمراض العقلية والنفسية، يظل السحر – الأنثروبوفاجيا محجوبا، أي لا يقف التعبير عنه عند خطاب المرضى أو خطاب محيطهم. فعلى العموم يتم ستر الظاهرة وتمويهها (بوصفها اعتداء، سببا في المرض) بتمثل آخر حيث يكنى عنها أو يلمح إليها بالراب أو الجن أو الشياطين (أرواح الإسلام) أو حتى الصلاح. فالكلام عن السحر – الأنثروبوفاجيا أمر خطير؛ هذا الخطر يجد تفسيره في إمكانية قلب البرهان على صاحبه وفي مرتكز النظام (العدوانية ضد الأقارب، بل وحتى ضد الأم). لذلك تمكن هذا النمط التفسيري والمعيش الذي يرافقه لدى المرضى من العبور والاستقرار دون أن يفطن له أحد حتى في البلدان المؤسلمة.
يتكون نظام السحر – الأنثروبوفاجيا من ثلاثة عناصر، هي: الضحية والساحر والمطبب، تربط بينها علاقات غامضة.
يلاحظ طبيب الأمراض العقلية والنفسية عموما الضحية، أي المريض الذي يعتقد أن ساحرا أنثروبوفاجيا قد اعتدى عليه وأنه الآن بصدد سلبه مادته الحيوية وافتراس مجموع جسمه أو أجزاء نفيسة منه كالقلب والكبد.
يمكن مقارنة هجوم الساحر، في شكله النموذجي، بأزمة القلق مع وشك حدوث الموت واضطرابات جسدية متنوعة تؤثر على الوظائف الحيوية (اضطرابات تنفسية، قلبية، عرقية، وهضمية) وعلى صورة الجسد (الشعور بتحوله وتعرضه للاختلاس). والضحية يكون غالبا إما فريسة لهيجان حاد أو، على العكس، مصابا بغيبوبة. وأحيانا يعين المريض الساحر بذكر اسمه، لكن في أغلب الأحيان يشير بخطاب متماسك تقريبا إلى إحساسات جسدية غامضة مرتبطة بالولوج (Pénétration)، أو بالتعرض للافتراس من طرف شئ ما، قوة أو كائن ذي شكل غير محقق، إنساني أو حيواني.
ليس الشكل النموذجي الحاد، الذي يوحي بداهة بالتعرض لاعتداء عن طريق الافتراس، هو الشكل الأكثر تواترا. هناك حالات مزمنة تعاش هي الأخرى وتفسر باعتبارها عدوانا صادر عن السحرة – الأنثروبوفاجيين. وفي أقصى حد يمكن إرجاع كل الحالات الذهانية إلى هجوم السحرة. وما يهم في «علم تصنيف الأمراض» الإفريقي ليس شكل الجنون وإنما سببه، أي طبيعة المعتدي.
انطلاقا من المعيش الذي يعبر عنه المريض شفويا أو غير شفوي يقوم المطبب التقليدي، باتفاق مع محيط المريض، بخطوة أولى تتمثل في تفسير المرض حسب السنن المجمعن (Code socialisé) الذي يتضمن مختلف أنواع تفسير الأمراض العقلية. أما التفسير النهائي الذي سيثبت تعرض المريض لهجوم ساحر أو ينفيه فلا يتم إلا بعد اتفاق يتم بين الأطراف الثلاثة، أي المطبب والمريض والعائلة.
يكثر التعبير عن التعرض لهجوم ساحر عند النساء خلال الذهانات النفاسية (Psychoses puerpérales). ففي هذا السياق يسهل كثيرا تعيين المعتدي: إنه عموما الأم. وأحيانا يتم اعتبار الطفل فردا خطيرا فترفض الأم الاقتراب منه. وهذه الحالة تكشف عن السحر نفسه وليس عن مكوناته، أي العلاقـة: أم – طفل.
نادرا ما يعاين طبيب الأمراض العقلية السحـرة. فالمرضى الذين يستقبلهم كلهم ضحايا سحر. غير أن المحتوى الهذياني الذي يصدر عنهم يشتمل أحيانا على بعض الأفكار الغامضة المرتبطة بالسحر، والتي يستفاد منها أن المريض ساحر، ولديه الرغبة في افتراس أحد الأقارب أو أحد أفراد محيطه المباشر ويعاني من الاتهام الذاتي بالسحر.
يزور السحرة عموما المطبب إما من تلقاء أنفسهم أو يوجههم محيطهم إليه. ويجب التمييز هنا بين وضعين:
– الأول تظهر فيه اضطرابات المريض بشكل متنظم، وهي اضطرابات تغطي سجل الجنون بكامله كما هو الأمر في مؤسسات ساحل العاج وخاصة مؤسسة بريغبو[11] وأركاديو. ويلزم النظام الاعترافي مجموع المرضى تقريبا بالإدلاء باعتراف يقرون فيه بأنهم «قد قتلوا، وهم في حالة جنون أو وهم متشيطنين (أو اقترفوا خطايا وهم بهيأة الشيطان)، قتلوا أقارب لهم أو أفرادا من القرية مفتـرسين إياهم، كما أكلوا وجبات جماعية مع شركائهم». أما المطببون فهم أنبياء يتلقون الوحي من إله المسيحيين، والسحر في المسيحية يمتزج بمفهوم الشيطان. وهذه مختارات من بعض الاعترافات الجماعية التي حصل عليها المطبب ألبير أتشو في قرية بريغبو:
كـ. أ (مزدادة سنـة 1964): «أعلن أمام العموم أنني شيطانة. وبهيأة شيطانة قتلت أمي وأخي الصغير حديث العهد بالولادة، كما قتلت رضيعا (أي لائحة من الأشخاص المذكورين بأسمائهم المنتمية إلى قرية المريضة، وهي امرأة كاثوليكية). لقد أجهضت ثلاث مرات. وقد قتلت ما مجموعه ثلاثة وثلاثين شخصا.
أما شركائي فهم (تعرض لائحة من ستة أفراد)، وقد قتلوا ستة أشخاص (أقارب عموما، أمهات أو أطفال).
بهيأة شيطانة آكل اللحم البشري وأشرب الدم… وقد سلمت حملي الخاص لرفقائي الشياطين قصد إفساده وإتلافه. في الليل أتحول إلى بقرة. أكلت اللحم البشري حتى لما كنت مريضة ودخلت إلى المستشفى المركزي. ولكي أسبح في الأجواء، فإنني أتحول إلى طائر وأغادر (بريغبو) لأذهب إلى (أنونو) حيث آكل اللحم البشري وأعود إلى بريغبو» (م. أوجيه وآخرون، 1975، وكولومب، 1976):
د. ا. ف (1961): «أعلن أمام العموم أنني شيطان. لقد رافقت أمي ذات يوم إلى الدغل لاقتلاع (نبات) المنهيوت[12]، ولما وصلت لأتبرز خامرتني رغبة في التحول إلى ظبي لآكل أوراق المنهيوت الفتية. لكن أمي نادتني في تلك اللحظة فمنعني نداؤها من التحول إلى ظبي. اقتربت من أمي وأنا جد حانق عليها فأردت أن أضربها بشدة لأتركها في الدغل. لقد صلبت رحمها لكي لا تنجب أطفالا بالمرة. وبعت بطنها لـ م.ت.كي أشتري اللحم البشري من بائع جوال وآكله… كما أردت قتل أختي الصغيرة لأبقى الطفل الوحيد عند والدي. وإليكم أسماء شركائي (لائحة من ستة أسماء). رئيسنا م. أ، وهو الذي يعطينا الأوامر لنتحرك. إنني أشرب دم أمي. لقد ذهبت برفقة صديقي م.ت.ك. إلى مزرعة واشترينا اللحم البشري. أديت 25 فرنكا مقابل القلب واشترى صديقي الكبد بـ 10 فرنكات. وعند الأكل أنهى صديقي نصيبه قبلي فطلب مني أن أعطيه قطعة من نصيبي، وبما أني رفضت فقد جعل ذلك اللحم يبقى في قلبي…» (تلي لائحة الأشخاص الذين قتلهم المريضان، 5 في المجموع، 4 منهم قتلـوا بالاشتراك).
هذه الاعترافات كلها مقولبة، أي تتشابه في أشكالها ومحتوياتها. فالـ «تشيطن أو بهيأة الشيطان» يعني في النية أو داخل المتخيل، ولا يحتمل أن هذه التعابير تترجم معيش المرض، ذلك أن المتخيل يكون محسسا (Sensorialisé) في هذه السياقـات.
أما الوضع الثاني فينطلق من لجوء فرد ما إلى المطبب، وذلك إما تلقائيا عندما يعتقد الفرد المعني أنه ساحر، أو بعد أن يتعرض للاتهام بأنه ساحر من خلال إجماع يقوم بين الضحية والجماعة والمطبب، ويضطر للاعتراف بأنه كذلك (أي ساحر). لقد تمكنا من تدوين حكاية فردين من هؤلاء خلال لقاء لنا مع مطبب يدعى د.ب.ف، وهذا ملخص جد مختصر للحالتين:
كان عمر سيدو.م. 23 عاما لما عرف كساحر. لقد ولد وله أسنان. وفي سن السابعة لم يكن يعلم بعد أنه ساحر. في تلك السن قام بأول طيران له، فتمكن من الحط فوق غصن شجرة، لكنه لم يقو على مواصلة الطيران لأن جناحيه لم يكونا قد قويا بعد، فعاد إلى بيته. لقد تم هذا الطيران الأولي بمبادرته الشخصية. إلا أنه قبل أن يقوم به كان قد رأى أحلاما مرعبة: «حيوانات مختلفة، قطعا من اللحم، حيوانات بهيئات بشرية، كيمانات[13] البحر، حيوانات داجنة، وأخيرا سحرة يقصدونه وبينهم كان البعض معروفا في القرية كساحر. في الحقيقة لم ير أبدا أشخاصا وإنما رآى استعارات أشخاص أي كائنات أو أشياء ترمز لأشخاص». بعد طيرانه الأول أخذ يعيد ذلك كل ليلة: «وكان جد مسرور لعلمه أنه سيأكل من اللحم الجيد الذي يعد القلب أشد أجزاءه لذة، ثم يليه في ذلك الأضلع». كان يختار دائما أشخاصا من خارج عائلته للأكل. وكان إذا صادف وجبة جيدة لا يشبع أبدا، ولذلك يعيد الكرة كل ليلة. «لقد كان يشم اللحم وكأنه يشوى حوله. وإذا لم يجد فريسة تسبب له ذلك في معاناة شديدة». كان يضطر لأخذ نصيب من فرائس السحرة الآخرين كلما عاد خائبا.
وذات يوم ارتكب خطأ فأخذ ظل أخيه الأكبر عمرو الذي كان يقطن يومئذ في داكار. لم يتعرض عمر للافتراس لكنه أصبح مجنونا فأدخل إلى مستشفى فان (Fann) بداكار. ندم سيدو كثيرا بعد هذا الخطأ أو المغامرة، فأخضع نفسه للعلاج. وقبل هذا الحدث لم يسبق له أبدا أن اتهم كساحر.
لقد عالجه مطبب مشهور يدعى د.ب.ف. وفسر لنا هذا المطبب العلاج كالتالي:
1 – يجب جعل المريض يقئ «لأن المرض يخرج مع القئ. فما يخرج، حينما يقئ المريض، ليس الطعام وإنما المرض وحده». وقال وهو يشير إلى وجود المرض في القئ: «هاهو المرض. إنه سائـل. إنها الأرواح التي أكلها المريض. لونها ضارب إلى السواد أو أسود قاتم».
2 – يجب أيضا تكسير الأجنحة. «فللساحر أربعة أزواج من الأجنحة: جناحان في العنق، وجناحان في الكتف، وآخران في المعصمين، وآخران في أصابع الرجل الصغيرة».
لقد لازم سيدو ثلاث سنوات د.ب.ف بعدما استكمل علاجه – تكوينه في السودان لعدة سنوات. أما الآن وقد اكتمل شفاؤه فهو متمكن من علاج ضحايا عدوان السحرة، وعلاج السحرة أنفسهم وأمـراضا أخرى. إنه قوي جدا يهابه السحرة.
ممامادو ج، عمره 11 عاما، بصدد تلقي العلاج منذ سنتين عند المطبب د.ف. نفسه. لقد شفي لكنه يواصل تكوينه ليصبح «Belodji» (أي مطاردا للسحرة). وهذه حكايته باختصار:
منذ عدة سنوات، كان كل ليلة يفر من المنزل ويتجه إلى الدغل أو النهر وهو يصرخ فيضطر أهله للبحث عنه. لقد عاد مرة وحده، لكنه عاد وبه كسر. لم يكن يفـر إلا بعد النوم، أما في النهار فلم يكن يبارح المنزل إطلاقا. وما كان يجعله يفر هو الأحلام المرعبة التي تفزعه فزعا شديدا.
إنها الأحلام نفسها: أشخاص يريدون قتله. يأتون حاملين مدية ثم يجلسون عليه، فوق ظهره، وصدره، وبطنه، وأحيانا فوق رأسه أيضا. وفي الصباح يحس بآلام كبيرة في هذه الأطراف. وحصل له مرة أن قاء الدم. وكان من بين هؤلاء الأشخاص أفراد يعرفهم وآخرون لم يسبق له أن رآهم قـط.
ولما زار د.ب.ف. قصد الاستشفاء تعرف هذا الأخير على طبيعته كساحر بمجرد ما شاهد يديه، كما عرف أنه ولد وله أسنان. لقد كان محكوما على مامادو أن يصير ساحرا، والسحرة هم الذين كانوا يزورونه ليلا وهو نائم. كانوا يطالبونه بإلحاح ويريدون إدخاله إلى جمعيتهم، «يأتون ليلتحق مامادو بجماعتهم، وهو نفسه كان يسمعهم يقولون: امسكوا به، جروه».
«لقد كان السحرة الآخرون مستعجلين لإلحاقه بهم كي يجبروه على الدفع، أي تسديد ديونه[14]. فوجبات الضحايا الذين يهاجمهم ساحر ما وتؤكل جماعيا هي أيضا مناسبات لتسديد الديون أو أداء القروض. ضحية الساحر الواحد توزع على باقي السحرة، ونصيب كل واحد يطابق ما سيسدده من دين أو ما سيعيره للآخرين. وإذا لم يسدد ساحر ما ديونه فإن الآخرين يلحقون به الجنون أو يقتلونه لأكله، وهذا ماحصل لمامادو. فقد ولد وله أسنان، وكان يعرف أنه ساحر كما كان يعرف ما تعنيه أحلامه: كان يعرف أن السحرة هم الذين كانوا يهددونه وينادونه ليلا، لكنهم جميعا لم يكونوا يعرفونه. أما الآن فقد شفي مامادو وأصبحت أحلامه طبيعية».
لما التقينا بمامادو كان يعيش مرتاحا تماما وسط عشيرته التي كانت تعتبره مندمجا كليا فيها، وكان قد اقترب من الشروع في مزاولة نشاطه كـ «Bilodji» (مطارد السحرة).
ويعطينا أحد العرافين (يطلق على العراف في منطقة السيرير بالسنيغال إسم الـ «Saltigui») الذي من إحدى مهامه الكشف عن السحرة وفضحهم ومطاردتهم، يعطينا صورة أخـرى عن الساحر:
«الله هو الذي زرع السحر بين البشر وهو وحده الذي يعرف كيف زرعه. لم أكن موجودا لما فعل ذلك ولا أحد يدعي أنه كان موجودا… مهما يكن صديقك طيبا فعليك أن تتجنبه لأن ما يفضل الساحر أكله هو مساعده الأكثر قربا منه. وإذا لم يأكله فلأنه لم يتوفر بعد على الوسائل.
يتحدث الكثيرون عن السحر، لكن فيما أعلم، لا يوجد سحر واحد وإنما ثلاثة أنواع:
الأول: يأكل صاحبه البراز: مثلا إذا هاج الساحر فإنه يخرج من منزله ويتجه إلى المزارع ليجمع فضلات الأطفال الجافة ويأكلها.
والثاني: يتضمن الاستحواذ على ما يقوم به المرء من أعمال حسنة أو ما هو محبوب ومفيد لديه. قد يقول الساحر: «لن آكل إنسانا أو برازا منذ اليوم»، لكنه يسلب جاره كل ما هو جيد وكل ما يحصل عليه أو يستحقه، فيغتصب منه الأشخاص والحيوانات والمسرات، ويلقي إليه بما ليس موجودا أو ما هو زائل. هذا الساحر لا يبحث إلا عن الثروة ولا يقتل.
أما الساحر الذي ينطبق عليه هذا الاسم (اسم ساحر) فهو ما سأحدثك عنه الآن، وأقول لك كيف يسحر: إنه لا يأكل إلا اللحم البشري، وإذا حصل أن أكل شيئا آخر فذلك لا يرجع سوى لعدم توفقه في صيده. ذلك الساحر هو الذي يصادف امرأة تحمل طفلا فوق ظهرها فيلمس رأس الطفل قائلا: لها: «امسكي طفلك جيدا فرأسه مائل»، وما أن تصل المرأة إلى بيتها حتى يشرع الطفل في القئ ويصاب بالإسهال، فيعيش يومين على الأكثر ثم يموت، فيقول الناس: «لقد مات مع أنه لم يكن مريضا!».
ذلك الساحر هو الذي يقوم في غمرة الليل ويذهب للبحث عن الرعاة وإفزاعهم كي يقتل أحدهم. وهو الذي يتحول ليلا إلى نسر ويطير إلى أن يحط في أرض يحيط بها سور ويقتل كبير الرعاة قبل الفجر. قد لا يتمكن من القتل لأن ولدي الراعي يكونان قد صليا واتخذا احتياطات فعالة ضد السحر، لكنه يقتل بقرة حامل أوضعت عجلا حديثا فيأخذ منها ما يحتاجه ثم يقفل عائدا.
إذا كان في قريتك ساحر من هذا النوع وعلم أنك مسافر فإنه سيأخذك. فما أن تصل إلى المكان الذي تقصده حتى تسقط مريضا. وإن عدت من سفرك سالما فإنك سرعان ما تمرض فيقول الناس إنك أصبت بالمرض من جراء العياء والسفر، والحال أن ساحر قريتك هو الذي مرضك. ثم تموت بعد بضعة أيام فيقال إن السفر هو سبب موتك!…»
والساحر دائما هو الذي يخرج باحثا عن المرأة ليجس بطنها باحثا عن حاجته حتى إذا وجدها قتل المولود بمجرد ولادته، وقتل أيضا الأم. وإذا وجد الساحر في المكان الذي تلد فيه امرأة ما وتمكن من لمس المولود فإنه بمجرد ما يفعل ذلك يكون قد أكله سحريا ودون أن يفطـن له أحد.
ولو واصلت الحديث عن مختلف الطرق التي يستعملها الساحر فقد يستغرق مني ذلك يوما كاملا دون أن أتمكن من سرد حتى نصف ما أعرفه… قد قلت لك إني لما كنت جنينا في بطن أمي كنت أخرج منه قصد الذهاب للرعي ثم أعود. وحتى في ذلك الوقت كنت كلما صادفت ساحرا إلا وألقيت عليه القبض فورا، ثم قتلته إن استطعت لاسيما إذا باغثته وهو بصدد إيذاء الغير. ذلك أنني لا أشفق مطلقا على الساحر الذي يؤذي ويقتل. أما الساحران الأولان، الذي يأكل غائط الأطفال والذي لا يبحث إلا عن الثروة، فلا يهماني على الإطلاق.
من ورث السحر عن والديه وكان له، فضلا عن ذلك، أربع أجداد سحرة أطلق عليه اسم «Naax o panaar»، أي كبير السحرة. وهو الذي يأخذ خيطا ويمسك بأحد طرفيه ويحوله إلى رأس ثعبان، ثم يأخذ الطرف الآخر ويفعل به الأمر نفسه فيحصل على ثعبان ذي رأسين في جسم واحد. ولاستخدام هذا الثعبـان (الـ «Ndiambogne») فإنه يتلو الآيات ويذكر اسم من يريد إصابته ثم يرمي بالثعبان مباشرة إلى المكان الذي يوجد فيه غريمه. يلدغ الثعبان بسرعة لا تمكن الملدوغ حتى من رؤيته، فيصاب بالدوار، ويقئ كثيرا، ثم لا تمضي خمس دقائق حتى يموت وينقل إلى المقبرة… لا يعيش الساحر (Naax) سوى بأكل لحم الإنسان».
الصور التي تقدمها هذه الحكايات (المكونة من اعترافات المرضى وروايات السحرة لماضيهم وتتطورهم إلى أن أصبحوا مطببين ومنها تصورات وتصور العرافين لشخصية الساحر)، تلك الصور ترسم خصائص الساحر: فهو يولد وله أسنان، له أجنحة للطيـران، يصطاد خلال الليل، يقتل من أجل الافتراس، يفضل الأطفال (الأجنة، حديثي العهد بالولادة، المراهقين، صغار الرعاة)، ينتظم في جمعيات سرية، يرث سحره عن أقاربه. لكن وعي الفرد بكونه ساحرا يظل نقطة غامضة. ففي أغلب الأحيان لا يعرف الشخص طبعه كساحر إلا تحت ضغط الجماعة على إثر اتهام يوجه إليه بصياغة غامضة تقريبا.
أما المصطلح الثالث في نظام السحر – الأنثروبوفاجيا فهو المطبب. ويكون هذا الأخير في أغلب الأحيان ساحرا قديما «خضع للعلاج». لقد روت لنا مطببة شهيرة في داكار أنها افترست 350 شخصا قبل أن تصير قادرة على علاج المرضى الذين يعتدي عليهم السحرة. ولبعض العرافين (مثل «Saltigui» بلاد السيرير) القدرة على اكتشاف السحرة، لكنهم ليسوا مطببين رغم أنهم، فوق ذلك، يقدمون نصائح من أجل تجنب السحرة.
تجمع بين المطببين والعرافين والسحرة علاقات معقدة، لكنها مفيدة لدينامية النظام. فالسحـرة – كأهل المعرفة وهم العرافون والمطببون لاحقا – بطبيعتهم وسلطتهم يرثون سحرهم بصفة عامة عن الأم. لكن هذا التعريف ليس مطلقا إذ يمكن للفرد أن يتملص من الوراثة كما يمكن لكل واحد أن يصير ساحرا. وإذا كانت مهمة المطبب ترتكز على التعرف على الضحية والساحر فإن العراف (Saltigui) والساحر يقاسمانه هذه المعرفة، لكن الساحر يفترس والـ «Saltigui» لا يعالج. ومن ثمة، فهناك قرابة معينة تجمع بين هذه الشخصيات في مكان ما، كما هناك تعارض ومقاصد تفـرق ما بين الشخصيات نفسها في مكان آخر.
عندما يتعلق الأمر بقضية سحر – لا يكون الضحية (المريض) فيها سوى عرضا مرضيا – فإن أول ما يقوم به المطبب هو تقديم تشخيص للمرض جد دقيق وتسمية معتد، أي ساحر، كتفسير للاضطرابات الغامضة بل وحتى المعاناة الكبيرة التي يكابدها المريض أحيانا. ويضطر الساحر عموما إلى تقديم اعتراف بما نسب إليه تحت ضغط إجماع يتم بين المريض وعائلته. ويعد هذا الإجماع شرطا ضروريا للانتقال الجيد إلى هذه المرحلة التي تعد التزاما علاجيا مسبقا. فالاعتراف يضع حدا للعدوان. وإذا لم يتم التعرف على الساحر، فإن المطبب يتخذ إجراءات رمزية لحماية المريض بعد انتزاعه من قبضة الساحر.
إن حمل الظنين الساحر – الذي يشك فيه المريض أو يكاد يسميه – على الاعتراف هو أيضا وضع حد للعدوانية القائمة بين أعضاء الجماعة. ويمكن اعتبار الاعتراف بمثابة الطقس (Rituel) الذي تتم به هذه العملية. فالساحر – من خلال إقراره بالتهمة المنسوبة إليه – إنما يعترف بانتمائه للنظام الرمزي، أي للقانون، ويجد نفسه قد أدمج ثانية في الجماعة لأنه سمي واعترف بهذه التسمية. يمكنه أن يحتفظ بوظيفته كساحر، ولكن خطره على الجماعة يكون قد تقلص لأنه انكشف. وهو يخضع نفسه عموما لعلاج كما يمكنه أن يصير مطاردا للسحرة.
إن ما يهم طرحنا هو العلاقة بين الساحر وضحيته، هذه العلاقة التي تبين تكوين النظام من خلال حجب العدوانية الفمية التي تعد تعبيره المجمعن.

III – العدوانية الفمية والعلاقة أم – طفل
توجه تهمة السحر عموما إلى فرد قريب نسبيا إلى المريض كأن يكون جارا له أو أحد أفراد عائلته. وخارج الحالات المرضية، والذهانات النفاسية بشكل خاص، من الاستثنائي أن يتم اعتبار الأم ساحرة لأن النقل والإسقاط يعملان على موضعة المعتدي خارج الحقل العلائقي الأبوي. إن اعتبار أحد الأقارب المقربين، بما فيهم الأم، ساحرا لحقيقة لا يمكن قبولها. وعلى المطبب أن يدرك إلى أي حد يمكنه الإفصاح عن الحقيقة التي يجوز قولها على صعيد شعوري. ومعلوم أنه في مستوى اللاشعور سيتم إدراك الحقيقة الأخرى التي لا يمكن قولها، بل وستعتبر حقيقة فعلية.
إن ما يمكن استنتاجه بالبداهة من قراءة الأساطير وتأويل نظام السحر – الأنثروبوفاجيا هو ارتكاز العلاقة أم – طفل على العدوانية وتميزها بتبعية الطفل لأمه بسبب عدم نضجه لحظة الولادة.
والعلاقة الثنائية التي ستنمو انطلاقا من هذا الوضع الطبيعي ستشهد تطورا متفاوتا حسب الثقافات. ففي الثقافات الغربية، حيث يتم الدفاع بقوة عن الفرد والعائلة النووية[15] كقيمتين، ستشهد العلاقة الثنائية تقوية كبيرة وسترتسم مسبقا نوعية علاقة الإنسان الغربي مع أمثاله. والعلاقة أم – طفل، والتقنيات التربوية، والمنافسة، وانعدام المسؤولية قبل سن الرشد… كل ذلك يصب في الاتجاه نفسه وينمي المكونات النرجسية والسادية المازوشية. وإذا لم يكن من الضروري التذكير بكل هذه المعطيات، فإنه لابأس من إبداء هذه الملاحظة: في الثقافات الغربية تخضع العلاقة أم – طفل كثيرا لمزاج الأم ورغبتها كفرد بكل خصوصياته؛ فهي مشخصنة (Personnalisée) ومستقلة عن القانون بسبب تشخصنها هذا، وبذلك فإنه لا يمكن لتلك الثقافات إلا أن تفضل العلاقة الثنائية وتقويها – خاصة حينما تكون الأم شرسة باعتبارها أما – لأنها «تشد» الطفل إليها أكثر من الأمهات في سائر الثقافات.
أما في الثقافات الإفريقية التي تعطي الأولوية للجماعة والتضامن وليس للمنافسة والتفرد… فإن أنماط الأمومة والتقنيات التربوية وطقوس الانتقال أو التحول، كلها تهدف أساسا إلى تقليص الفرد وخصوصياته لتجعل منه كائنا من أجل الجماعة (هـ. كولومب، 1976)، وبذلك فإن علاقة الشخص كامل البلوغ لا تتميز بالتملك لأن الجماعة سهرت منذ ولادته على تقليص مكوناته النرجية والسادية والمازوشية.
ورغم أن العلاقة أم – طفل تبدو ظاهريا جد وثيقة (مادام البعض قد تحدث عن حبل خارج الرحم، فإنها في الواقع علاقة غير شخصية، يديرها قانون الجماعة وليس مزاج الأم ورغبتها. فمنذ البداية توجد النية المؤكدة لتكسير العلاقة الثنائية لصالح علاقة جماعية يمحي داخلها كل من الفرد والرغبة.
إذا كانت علاقة التبعية (الطفل للأم) تعتبر وضعا مشتركا بين جميع الناس، فإن الثقافات تصحح بكيفيات متنوعة نتائج هذه العلاقة، وبذلك تتأثر العدوانية بهذا التصحيح في مراحل تطورها اللاحقة. فجميع أشكال العدوانية تتطور انطلاقا من العدوانية المباشرة، المنظمة فميا وما قبل التناسلية، فتنتظم في العدوانية الموسطة (Médiatisée)، والعدوانية التناسلية ضد الأب، والعدوانية ضد القانون. من الرغبة في موت الأم (رغبة الموت المتبادلة بين الأم والطفل) إلى الرغبة في موت الأب، وفي موت الضحية كبش الفداء، ثم – في شكل أكثر جمعنة – الرغبة في موت الحيوان القربان كبديل عن الإنسان.
يؤدي نظام السحر – الأنثروبوفاجيا في الثقافات الإفريقية وظيفة مزدوجة: التطبيب والوقاية من الأمراض العقلية من جهة، وتخفيف التوترات الاجتماعية، من جهة أخرى، من خلال تقليص العدوانية، هذا التقليص الذي هو استبعاد وتعبير في آن واحد. وإذا كان للمتخيل كل هذه الفعالية – بما أن كل شئ يتم في المتخيل – فذلك لأنه يعاش في درجة من الحسية تقربه من الواقع. ويحتمل أن تكون هذه القدرة للمتخيل نتيجة تربية تمحو الفرد ودفاعاته لتجعل منه كائنا شفافا للآخر وللعالم. وباعتبار أن النظام يبلغ حقيقته العميقة عبر الرموز، فإن الوجود الإنساني يرتكز عليها، وكذلك النظام الاجتماعي الرمزي الذي يسمح بوجود جماعات بشرية.
لا تستوفي هذه التأملات كلية الدرس الذي تقدمه لنا الثقافات الإفريقية عن المسألة الأساسية للعدوانية. فهناك أسئلة أخرى تستحق الدراسة نذكر منها بالخصوص:
1 – لماذا تثير الثقافات الإفريقية، عبر الأسطورة والحكايات ونظام السحر – الأنثروبوفاجيا، مسألة موت الأم بدلا من موت الأب؟
يمكن اعتبار بانديـا والي تعبيرا عن مسألة العلاقة الثنائية مثلما أوديب تعبير عن مشاكل العلاقة الثنائية (الأب – الأم – الطفل). فما من إفريقي إلا ويجد نفسه في بانديا والي، لكنه يجد صعوبة في التعرف على نفسه من خلال أوديب.
قد يمكن العثور على جواب عن هذا السؤال في أنظمة القيمة التي يتمسك بها المجتمع التقليدي، أي القيم التي تمررها الأم في علاقتها بالطفل على شكل قناة لاشخصية، وهي قيم تدعم القانون أكثر مما تدعم الفرد المعبر عن رغبته.
إن بانديا والي يملك السلطة والمعرفة بالمعنى الإفريقي للكلمة، يملكها كما يملكها المطببون والعرافون. فهو نبي تعرض في البداية للنبذ والتجاهل من قبل الجماعة. وهو مستقل مثل الـ «Saltigui» الذي رسم لنفسه صورة ساحر. فمثلما كان هذا الأخير يخرج، كما قال، منذ أن كان في بطن أمه يخرج بانديا والي هو الآخر من بطن أمه بمجرد ما يقرر ذلك ثم يسمي نفسه بنفسه. إن جميع هذه الشخصيات تتحرر منذ وقت جد مبكر العلاقة الثنائية الكنائية كي تدخل في العلاقة الجماعية الاستعارية، أي في النظام الاجتماعي الرمزي الذي يحكم الجماعة.
للوصول إلى المعرفة والسلطة هل يجب التحرر من آثار هذه العلاقة الثنائية بمعنى التخلي عن الذات قصد التفرغ للآخرين؟ هل يعتبر هذا التحرر أحد شروط تحقيق ما يسميه علم ما وراء النفس باتساع حقل الشعور؟
يجب فصل هذه المعرفة والسلطة عن نظيرتيهما اللتين تنميهما الثقافات التقنية في الإنسان الغربي. ففي الثقافات الإفريقية هناك نوع من التخلي، أي أن المعرفة تأتي إلى الإنسان لأنه يتخلى عن الامتلاك. أما في الثقافات الغربية فلا تعدو المعرفة والسلطة مجرد تعبير عن تملك وعدوانية لا يشبعان أبدا. ما هو الاستقلال الذي يحرر الإنسان؟ أهو الهروب من العلاقة الثنائية إلى النظام الاجتماعي أم هو تقوية الفرد وعزلته؟

ترجمة: محمد أسليم

الهوامــش والمــراجـــع
– AUGE, M., BUREAU, R., PIAULT, C.,
ROUCH, J., SAGHY, L. et ZEMPLENI, A.,
1975, Prophétisme et thérapeutique, Albert Acho et la communauté de Bregbo, Paris, Hermann, collection Savoir.
-COLLOMB, Henri,
1976, La sorcellerie – anthropophagie et la maladie mentale, Demba ak tey, Dakar, Centre de civilisations.
[1] – الأنثروبوفاجيا (Anthropophagie) أو الأدمة: أكل لحم البشر بشكل طقوسي عادة. ونادرا ما يكون ذلك الأكل متصلا بالجوع. وعلى الظاهرة نفسها يطلق أيضا إسم الآدمية (Cannibalisme). عن معجم الإثنولوجيا. (م.).
[2] – لقد دون هذه الخرافة جان ماري تين(Jean-Marie TAINE). يشتغل في مركز الدراسات الحضارية بداكار (C.E.C).
[3] – السين: منطقة تقع في السينيغال بإقليـم سين سالـوم. (م).
[4] – المطنطنة: حفلة رقص وغناء على ألحان الطنطن، وهو طبلة صغيـرة يشيع استعمالها في إفريقيا السوداء. (م).
[5] – كم يبدو التماثل كبيرا بين هذا المقطع الذي يصور سلطة المرأة الساحرة وفقرة وردت في تفسير القرآن لابن كثير تصف السلطة السحرية التي اكتسبتها امرأة بعد تعلمها سحـر الملكين هاروت وماروت ببابل. تحكي الفقرة على لسان المرأة المعنية: «بذرت [القمح] وقلت: اطلعي فأطلع، وقلت: إحقلي فأحقلت، ثم قلت: إفركي فأفركت، ثم قلت: إيبسي فأيبست، ثم قلت: إطحني فأطحنت، ثم قلت: إخبزي فأخبزت…»، راجع: ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، بيروت، دار المعرفة، 1981، ج 1، ص. 142. (م).
[6] – الكرنيبة: نبات معترش من الفصيلة القرعية وثمره يصلح للتزيين ويستعمل كالقناني والأواني. (م).
[7] – اليقطيـن: القـرع المستدير. (م).
[8] – الباأوباب أو الحميرة: شجر استوائي عريض الجذع في ثمرة لب يؤكل. ويسمى خبـز القـرد. (م).
[9] – الراب (Rab): طريقة استشفائية من الأمراض العقلية – التي تفسر باعتبارها تمظهرا لاعتداء أرواح خفية – تقوم على الرقص والموسيقى كما هو الأمر في طقوس كناوة في المغرب، والزار في السودان ومصر، والفودو في بعض بلدان أمريكا اللاتينية… أما الوولوف والليبو فهما إثنيتان بالسينيغال. (م).
[10] – اللغة العربية هي الأخرى لا تتوفر على مصطلحين للدلالة على السحر بكيفية تسهل إيجاد معادل لكلمة «Sorcellerie» الفرنسية ومعادل آخر لكلمة «Magie» في اللغة العربية، وإن كان ممارسو السحر يميزون، ضمنيا في الغالب، بين نوعين من السحر. هكذا ففي حالة المغرب، مثلا، يمكن القول بصفة عامة إن السحر بمعنى «Magie» ينتمي إلى حقل المقدس الديني ويمارس من قبل «الفقهاء» وله – حسب مزاوليه – وضع محلل ومشروع. إنه يصدر أيضا من الأولياء والزوايا الدينية على شكل بركة. أما السحر بمعنى «Sorcellerie» فهو ممارسة دنوية، مناهضة للدين، ترتكز أحيانا على سلطات غريزية ينفرد بها الساحر، هذا الأخير الذي يتحكم في العفاريت ويسحر ضحاياه عبر وجبات تحوي مواد سامة. والسحـر بهذا المعنى يمارسه أفراد كالشوافات )العرافات( اللواتي يظل وضعهن محرما وغير شرعي. وبالجملة، فإن سياق تلفظ كلمة «سحر» من طرف الثلاثي الساحر – الزبون (أو الضحية) – المجموعة الاجتماعية، هو الذي يحدد المعنى الدقيق المراد بها. (م).
[11] – منطقة تقع في ساحل العاج. والدراسة الأخيرة من هذا الكتاب (اعترافات شيطانية) تتناول ظاهرة التطبيب النبوي في هذه القرية.(م).
[12] – المنهيوت: جنس جنيبات يستخرج من جذورها دقيق نشوي. (م).
[13] – الكيمانات: ج كيمان: جنس تماسيح متفاوتة القد يعيش بصفة خاصة في أمريكا الاستوائية. (م).
[14] – قارن محتـوى هذه الفقرة مع ما سيرد ذكـره بالصفحـة 144 وما يليها من الكتاب الحـالي. (م)
[15] – العائلة النووية (Famille nucléaire): هي جماعة أفراد تتألف من الزوج والزوجة وأبنائهما، وهي عكس العائلة الموسعة (Etendue) التي تتكون من عائلتين نوويتين أو أكثر يربط بينهما اتساع العلاقات أبوين – أطفال ويسكنان في مأوى مشترك. (م)
– COLLOMB, Henri, «Sorcellerie-Anthropophagie et relation duelle», La Folie, actes du colloque de Milan 2, Paris, U.G.E. (10/18), 1977, pp. 349-377.

الكاتب: محمد أسليـم بتاريخ: الأربعاء 19-09-2012 08:45 مساء

Breaking News